إلى عبقرية جبران خليل جبران
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
يُحَيّيكَ مِنْ أرضِ القداسةِ ناقدٌ
فَخُورٌ بِفِكْرِ العبقريينِ مُكْرِمُ
ويُعْجِبُهُ في كُتْبِ بُشْرَاكَ أنْ سَعَتْ
إليكَ جُمُوعُ القَوْمِ فَرْدٌ ومُغْرَمُ
كتبتَ بقَلْبِ الشرقِ في ظلِّ قصَّةٍ
وفي جوِّ غَرْبٍ ثمَّ أَبْدَعَتَ تَنْظُمُ
فَلَمْ تُهْمِلِ المسعى ولا غَرْوَ أنْ بَدَتْ
لكَ الساعةُ المُثلى فإنَّكَ مُلْهَمُ
أَنِرْ تارةً وأَحْسِنْ الى الفَنِّ تارةً
تُفِدْهم _ وإنْ زادَ العطاءُ _ مِنْكُمُ
فَلَيْتَكَ تحيا يا أبا الفِكْرِ لحظةً
لِتعْلَمَ ما يُرضي ويُغني ويَحْكُمُ
روائعُ فِكْرٍ خَلَّدَ الكونُ فَنَّها
فكانَ بها عَصْرُ الإنارةِ مُسْهِمُ
وتَعْرِفَ أنَّ الشِّعْرَ ما زالَ طائِعًا
فذاكَ رفيعُ القَدْرِ والمُتَكَلِّمُ
فما نقَصَتْ مِنْهُ الثقافةُ مَعْلَمًا
ولا جَهِلَ مِنْهُ العِلْمُ ما كانَ يُقْحَمُ
أَجَدْتَ بهذا مِن عهودٍ عديدةٍ
وكُنْتَ على تلكَ الودائعِ قَيِّمُ
وما طَمَسَ التجديدُ نثرًا كَتَبْتَهُ
وما زالتِ الأشعارُ تُتْلَى وتُفْهَمُ
فَقُلْ « لنبي جُبْرانِ » والشَعْبُ عارفٌ
بهِ يُنْشَرُ البِّرُ الكثيرُ ويُعْلِمُ
لئن كانَ في حجمِ الأساطينِ قَدْرُكُمْ
لقَدْرُكُمُ بالخالدِ الفَذِّ أَعْظَمُ