كلمة وفاء لذكرى المرحوم الشاعر الشعبي الكبير العم ابو صالح يوسف ابو ليل
بقلم : مالك حسين صلالحه- بيت جن
"احيانا كثيرة، لا يجد الانسان الكلمات التي يستطيع ان يعبر بها عما يدور داخله من مشاعر، وعما يشتعل في صدره من احاسيس وتفاعلات، وفي مثل هذه الحالة، يكتفي الانسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والاسى عبر دموع صامتة، او من خلال استرجاع شريط الذكريات القريبة والبعيدة، وفي كل الاحوال يبقى الدعاء والتضرع الى الله ان يتغمد برحمته الفقيد هو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسى. بكل هذه المشاعر استقبلت الخبر المفجع" برحيل العم الوفي والغالي والشاعر ابو صالح يوسف ابو ليل ..لقد" رحل عن دنيانا تاركا لنا طيب عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة. رحل العم الوفي ، ليرحل معه رمز الاخلاص والوفاء " هذا الشاعر الانسان الذي غنى للوطن وللقيم الاخلاقية والتمسك بالعادات الاصيلة والتراث والتريخ العربي الاصيل ودعا للمحبة والسلام والتاخي ونبذ العنف والتسامح الخ..
وعزاؤنا انه ترك ابناء برره يسيرون على دربه وينهجون على خطاه كالمطربين صالح وحميد ابو ليل اللذان يشنفان الاذان بغنائهم واشعارهم ..في كل محفل يتواجدون فيه..
ما اصعبها وما امرها من لحظة ..حين وقعت عيناي على خبر وفاة العم الوفي المربي والشاعر الشعبي القدير ابو صالح يوسف ابو ليل ..الذي كان مثالا للوفاء والاخوة الصادقة والكرم وحسن الضيافة والشجاعة في قول كلمة الحق دون مواربة ومجاملة ..لقد كنا محظوظين اننا عشنا وعايشنا عمالقة الشعر الشعبي والحداء امثال الراحل الكبير ابو صالح وابو عدنان وابو سعود وابو غازي وابو صنع الله وابو عصام و وعوني والعيلوطي وغيرهم والريناوي وغيرهم ..فان م رحل عنا رحل جسدا لكن بقي روحا وصوتا وذكرى خالدة ..
والعم ابو صالح وان كان قد رحل جسدا الا ان ذكراه ستبقى مرافتنا الى الابد ..فكان مثال الصديق والاخ الوفي للمرحوم والدي ابو مالك حيث كان اول من تعرف اليه واحضره كشاعر شعبي لبيت جن ..ليصبح جزءا من عالم افراح بيت جن اذ احيى العديد العديد من الافراح ..فكان صاحب صوت شجي وحضور مميز في ساحة الحداء ..يهيج الجمهور بحدائه واسلوبه ولفتاته ورقصاته في صف السحجة والحداء .الا انه لم يتوانى عن مشاركة الناس اتراحهم كما كان يشاركهم في افراحهم..
فالعم ابو صالح كان محبوبا لدى الجميع في بيت جن من الكبير والصغير كذاك الحال اينما حل ..اضف لكونه استاذا مثقفا وملما بالعديد من نواحي الحياة ثقافة ، تاريخيا ،جغرافيا وتراثيا ..وكم كان يطرب المشاركون في الاعراس عندما كان يرتجل الحداء باللغة العبرية او الانجليزية ..او يلقي قصيدة شعبية على انغام المجوز او الاغول كقصيدة نوف ووضحاء وغيرها .. كما انه كان صاحب البيت الواسع المضياف والكريم والمضيف الذي يسعد كل من التقى به او دخل داره ..فكم كنت افرح واسر حينما عندما كان يحل ضيفا عند والدي لأسر واستفيد من احاديثم وسمرهم ..
وفي الختام اتقدم بخالص العزاء لذويه ولعائلته ولبلده ..فان فقدانه هو خسارة لكل المجتمع ..طالبين من المولى عزوجل ان يسكنه فسيح جناته ويلهمنا الصبر والسلوان من بعده.