"الأمّة في خطر!!"من "بار كوخبا/كوزبا"،وحتّى القائد الملهم"بيبي".. بقلم:شريف صعب-أبوسنان.
مُخطئٌ من يعتقد أنّ التّاريخ لا يُعيد نفسه،ولكن مع بعض التّغييرات الّتي نُحسّ أو لا نُحسّ بها حيث أنّ ذلك مَنوطٌ بقوّة إدراكنا للأمور وقدرتنا على التّمييز! عزيزي القارئ الكريم:تمرّ بلادنا في الآونة الأخيرة أزمات لم تمرّ بها أبدًا منذ أمدٍ طويل،ذلك بسبب الورطة السّياسيّة التي وجدتْ نفسها بها!!فلأول مرّة لا تستطيع أيّ كتلة برلمانيّة أن تؤلّف ائتلافًا حكوميّا يقود البلاد في هذه الظروف الحرجة،بحكمة وبحنكة،الى برّ الأمان وينقذها من الأزمات المٌتراكمة وفي جميع المجالات....الإجتماعيّة والأمنيّة والإقتصاديّة والصّحيّة والماليّة و...اليوميّة الّتي تُعاني منها!!فكيف يُمكن أن يحصل ذلك يا تُرى،و"نحن"ندّعي أنّنا أمّة مُميّزة وأنّنا أصحاب العقول النّيّرة وأنّنا"شعبُ الله المُختار"،ديمقراطيّون..أصحاب المواهب والحكمة الّتي لم تتحلّى بها أيّ أمّة على وجه البسيطة؟! إنّ الإجابات على كلّ هذه الأسئلة بسيطة إذا أمعنّا النّظر في القيادة الحاليّة لهذه الأمّة/الدّولة!! لم يكذب أحدهم حين قال:"إنّ هذا التّوقيع يُلائم تلك المزبطة!!"ففي أيّامنا وصلنا الى عهد يعمل قائده من أجل نفسه ومن أجل جماعته فقط،وهو،بعد أن وجد نفسه سابحًا في بحر من الفساد وخيانة الأمانةوجد نفسه،على ذمّة القضاء المُتمثّل بقرارات المستشار القانوني ّللحكومة...في شَرَك يصعب الإفلات منه،أصبح يخبط خبط عشواء،حائرًا في أمره..محاولًا أن يجد وأن يستنفذ كلّ السّبل السحريّة والمواهب الشّيطانيّة الّتي سخّرها لنفسه وسخّرها له القانون "الجاف"..حتّى لو كان ذلك غير منطقيّّ،يفيض صلافة ولؤمُا،وليحترق النّادي...الّذي نمّاه وفضّل عليه، ونصّبه بالطّرق القانونيّة،ولتمُت نفسي مع الفلسطينيين!!!فكل من لا يحلف باسمه،كافر،وكلّ من لا يُصفّق له،كافر،وكلّ من لا يُصلّي..الى"قِبلته"يساري يكره الدّولة والصّهيونيّة والاستيطان،ولا يستحق المسؤوليّة!!لقد نمّى كلّ هذه المواقف باستحضار العدوّ الأكبر"ايران"الى حدودنا...حتّى أصبحت له"ورقة لعب"على الطّاولة السّياسيّةواضعًا قضيّة جيراننا على الرّفّ.كلّ هذه الألاعيب..حتّى يبقى هو الأحد الأوحد الّذي يدري كيف يُقارع الأعداء من الخارج...وفي الدّاخل!!هكذا أصبح بيبي"ميلخ يسرائيل"دون منازع،مُحصّنًا وضعيته تلك ب"ثُلّة"من الغوغائيين المُنتفعين المتطرّفين، المُتهالكين في الدّفاع عنه وعن مراوغاته الّلانهائيّة!إلّا أنّ ،سبحانه،يُمهل ولا...وهو الّذي قال في كتابه العزيز"ولئن حصحص الحقُّ!"ذلك عندما أعلن المُستشار ما أعلنه،وفجأة نجده يحتال،ثانية،على القانون وعلى الأعراف الاجتماعيّة والأخلاقيّة ويتمسّك ب"قرنيّ المذبح"ضاربُا بكلّ القيم الاجتماعيّة عرض الحائط،مُتّهمًا القضاء بالدعوة الى قلب الحكم واقصائه عن الكرسي،داعيًا الى تمرّد شعبيّ من أجل.."ُزُقة عيونه"والى استجواب رموز التّحقيق،متّهمًا العالم بأنّه ضدّه.. حتّى لو أوصل ذلك الى الفوضى العارمة الّتي ،لا سمح الله،ستؤدّي الى اقتتالٍ اهليٍّ!!!هنالك مئات وآلاف رجال القانون وعلى رأسهم مستشارون حكوميون سابقون مثل بروفسور"زمير" يقولون إنّ على السّيد"بيبي"التّنحي جانبًا،حتّى يُريح الحالة السّاسيّة الّتي أهلكها في السّنوات الأخيرة وحتّى تعود الدّولة وشعبها الى الوعي والعقلانيّة...وكي تعود المحبّة والأخوّة الى ربوعنا!وهنا،أخذني الوضع الطارئ الى القائد التّاريخي"بار كوخبا/كوزبا"،الّذي قاد التّمرّد اليهوديّ ضدّ الرّومان،في العام 135 بعد الميلاد،عندما صمّم على التّمرّد،رغم الأصوات القياديّة اليهوديّة العاقلة، التّي حذّرته من تلك المجازفة والّتي أودت بأرواح الآلاف من اليهود القتلى وطحنت الإرادة والوجود اليهوديّ في هذه البلاد!!وللأسف فإنّ الفرق كبير حيث أنّ بار كوخيا دعا الى التّمرّد ضد"العدوّ الرّومانيّ"،بينما يدعو"الملك المشيح،بيبي"اليوم،الى تمرّد ضد ّدولته وضدّ قوانينها ومؤسّساتها وضدّ شعبه الّذي أيّده وصفّق له ودعمه...في السّراء والضّراء،انطلاقًا من"ديمقراطيّة"النّظام!فإلى أين يُريد"شحطنا"هذا"المشيح"،يا تُري!!!؟؟؟