حَلِيلَاتُكُمْ قَادَتْ زِمَامَ الْمُلْكِ
بِخُيَلَاءَ طَائِشَةٍ،
وَأُغْرِقَتْ فِي الرِّيَاشِ
وَالْبَذْخِ وَالتَّرَفِ
يَا أَقْيَالَ يَعْرُبِ
*
عِزٌ وَخَزٌّ، شَنَارٌ وَغَارٌ
وَمَا لَمْ يُسَطَّرْ
فِي خَوَافِي الْكُتُبِ
*
أَعْمًى هُوَ حُبُّ الْعَشِيقَاتِ
مُغْدَقَاتٍ بِالْخَرَزِ الْمَنْظُومِ
مِنَ الْعَقِيقِ
وَحُرِّ الْجَوَاهِرِ
مِنْ رَشْحِ عَرَقِ الْكَادِحِينَ
الْمُتَصَبِّبِ
*
حَقًّا اسْتَبْدَدْتُمُ
عَلَى الرَّاسِفِينَ بِالْهَوَانِ
أَسْنِيَاءَ مُسْتَأْثِرِينَ
بِالنَّفِيسِ وَلَامِعِ الْيَشْبِ
*
لِكُلٍّ مَخَالِبُ النَّسْرِ
السَّاكِنِ قِمَّةَ الطُغْيَانِ
مُطْلَقَ الْعِنَانِ
مَأْسُورًا بِجَيْشِهِ اللَجِبِ
*
اِسْتَصْغَرْتُمُ الْبَائِسِينَ
بِالْبُهْتَانِ
مُسْتَعْدِينَ عَلَى حِرْمَانِهِمْ
عَوَادِيَ الْحِقَبِ
*
تُلَوِّحُونَ لِلشُّعُوبِ بِغِبْطَةٍ،
لَا مَغْبُوطِينَ بِهَا،
وَحُرِمَ النُّورَ أَحْرَارٌ
بِزَجِّهِمْ فِي سَرَادِيبِ
الْغَيْهَبِ
*
تَجَاوَزَ النَّاسُ بِكُمْ
حَدَّ إِعْوَازِهِمْ،
وَسَجَنْتُمْ شَذَا مُتَيَّمِ
الْأَوْطَانِ الْمُهَذَّبِ
*
دَامِعَةٌ هِيَ الْعَصَافِيرُ
عَلَى الْخَضْرَاءِ
وَنَشَاوَى بِالضَّيْمِ أَنْتُمْ
حَالِمِينَ بِغَانِيَاتِ الْقُصُورِ
الْمُشَنْشَلَاتِ بِالذَّهَبِ
*
أَعْدَاءُ نِبْرَاسِ حَقِّ الْخَلِيقَةِ
إِذَا صَحَتْ قُطْعَانُكُمْ
مِنْ تَخْدِيرِهَا،
قُلْتُمْ:
وَيْلٌ لَكُمْ مِنَ الشَّغَبِ!
*
رَمْزُ الاِسْتِبْدَادِ
تُحَكِّمُ بِهِ الْأَغْلَالَا
سَوَافِي الشَّرْقِ
وَإِعْصَارُ خِضَمِّ الدُّولَارِ
مِنَ الْغَرْبِ
*
وَأَجْهَشَ بَهَاءُ النَّهَارِ،
غَاضَتْ يَنَابِيعُ الْحُبُورِ،
وَاتُّهِمَ الْمَحْرُومُونَ الْمُعْدَمُونَ
فِي مَغْمُورِيَّةِ النَّسَبِ
*
نَفَشَ الْغَطَارِيسُ دَاكِنَ رِيشِهِمْ،
وَأَيْقَظُوا نَزْوَةَ ذِئَابِ الْفِتَنِ
وَحَنَاجِرُ الْحُرِّيَّةِ لَاشَتْهُمُ
حُفَاةً، شَمَّرُوا لِلْهَرَبِ
*
أيْنَ مَكَادِيسُ الصُّرُوحِ
غِنْوَاتُ الْقِيَانِ
وَمَحْظِيَّاتُ الْمَلِيكِ؟
أَلَا عَلَى جِلْدِهِ
يَخَافُ كُلُّ مُتَجَبِّرٍ
رِعْدِيدٍ
وَمُتَنَمْرِدٍ مُغْتَصِبِ؟
*
وَغَرْثَى الْأَرْضِ وَمضْطَهَدُوهَا
سَيُفَصِّلُونَ بُرُودَهَمْ
مِنْ صَدْحِ فَجْرِ هَزَارِ
النَّهَارِ الْمُسْتَعْذَبِ
*
وَيُجَارُونَ الرِّيَاحَ مُكَفْكِفِينَ
رَاقِئِينَ دُمُوعَ طِفْلٍ
هَائِمٍ مُلْتَاحٍ
لِلْحَنَانِ خَمِيصِ الْبَطْنِ
مِنَ السَّغَبِ
-------