فجع أهالي بلدة كفرياسف والمجتمع العربي برحيل الأستاذ نعمان شكري شحاده عن عمر ناهز أل- وبكاه بحرقة كل من سمع بالوفاة وقد شيَع جثمانه الطاهر من الكنيسة الاورتوذكسية الى مثواه الأخير في المقبرة المسيحية باشتراك عدد كبير من الجماهير الغفيرة من القرية كفرياسيف وقرى الجواروقرى وبلدات ومدن عربية ويهودية ومن جميع أنحاء البلاد من الذين عرفوه من رجال دين من المسلمين والطائفة المعروفية والمسيحية وشخصيات رجال تربية وتعليم ومن الكشاف حيث تقدمت فرق الكشاف التي أدت الى أحد من رجالاتها التحية الأخيرة وودعوه الوداع الأخير بالقاء النظرة الأخيرة على جثمان المرحوم،جميع من حضر القى النظرة الأخيرة نظرة الوداع وقالوا له "وداعا أبو أشرف يا من كنت قائدا للسرايا الكشفية ومعلما ونبراسا للمروءة والشهامة والعمل والمشورة والتضحية والمساعدة لكل من طلبها وكان بحاجة اليها والى غيرهم . المرحوم من مواليد 1946 انهى تعليمه في المدرستين الابتدائية والثانوية في قرية كفرياسيف مسقط رأسه بعدها التحق بدار المعلمين والتي كان اسمها هكذا وكانت تعد المعلمين ليدرسَوا في المدارس الابتدائية في المجتمع العربي ومدارسه هذا ان كان بالإمكان تسمية ما كان بمدارس مقارنة مع المدارس اليهودية في الوسط اليهودي فالبون في حينه كان واسع جدا وبقي على حاله حتى يومنا هذا مع قليل من التغيير(على الرغم من أن كثيرين يشيرون بأننا تقدمنا كثيرا وأنا أؤكد لكم بصفتي مضطلع على ما يدور من أحداث وتطورات في الوسطالعربي والمجتمع العربي الفلسطيني في بلادنا،وكان المرحوم اسوة بغيره في تلك الفترة وما بعدها يدرَس في المدارس الابتدائية في قرى عربية مجاورة لبلدة كفرياسيف مثل قرية المكر حيث ان الذين كان يسمح لهم بالتدريس في المدارس الثانوية من الصف التاسع حتى الصف الثاني عشر يتوجب عليهم قانونيا ان يكونوا من خريجي الجامعات وبحوزتهم اللقب الأول أل-ب-أي وشهادة تدريس دائمة أو مؤقتة تستبدل بعد انقضاء عام دراسي واحد برخصة واجازة دائمة مثلا لكن ما اكثر الاستثناءات واللف والدوران وكلنا عشنا هذا اللف والدوران وكان النقص في حينه في معلمي اللغة الإنجليزية وكانوا قلة من الذين بحوزتهم الشهادات الجامعية وموضوع الفيزياء والرياضيات والاستشارة والإرشاد التربوي والنفسي ووو... ونعرف عن اللف والدوران في جميع هذه المواضيع ومن يريد الاستفسار فنحن له ونزوده بالمعلومات مما حدى بالمرحوم الى ان يخوض هذا المجال والتحق بالدراسة في جامعة حيفا ودرس موضوع التربية والإدارة واللغة العبرية وتخرج في عام 1979وبعدها باشر في التعليم في المدارس فوق الابتدائية بعد ان قسَموا المدارس الى ابتدائي حتى الصف السادس،واعدادي حتى الصف التاسع(السابع-التاسع)والثانوي من الصف العاشر حتى الصف الثاني عشر،وانتقل للعمل في المدارس الإعدادية في صفوف السابع حتى التاسع في المكر والمدرسة الشاملة في مدينة عكا،هناك حدثت"مشاكل نقابية فالمرحوم كان عضوا في نقابة المعلمين ويهمه حقوق المعلم والحفاظ على هذه الحقوق وعدم دوسها من قبل إدارة المدرسة وكنَا نلحظ هذه التجاوزات وعدم الاهتمام بالمعلم وحقوقه المختلفة ومحاولة الدوس عليها من قبل الذين بيدهم الحل والربط من مفتشين ومرشدين والذين كانوا"يستحدثون لانفسهم"المهام والصلاحيات وكنا على علم من قبل منظمة المعلمين في المدارس فوق الابتدائية ما هو مسموح وما هو غير مسموح مثلا أن يحضر المفتش درسا لمعلم خصوصا ان كانت الإدارة تحاول التصلط عليه مثلا او نقله أو حتى فصله من العمل،وكان المرحزم ضد هذه الوسائل والملاحقات للمعلمين في انه لا يسمح للمفتش من حضور درس الا بعد ان يعلن مسبقا وقبل بداية العام الدراسي عن برنامج العمل والزيارات وحضور حصص للارشاد وليس للانتقام كما كان!!وكان لحضور المرحوم ومعرفته بالموضوع أمر اقلقه ودافع عن المعلم ووقف معه،اذ كان نقابيا وقائمة ممثلة في النقابة وشهدت المدرسة العربية الثانوية الشاملة في مدينة عكا الإضرابات والتشويشات على خلفية عدم تلقي الرواتب من قبل بلدية عكا للمعلمين الذين يدرَسون في الصفوف العاشر حتى الثاني عشر وكانت بلدية عكا تحاول التلكئ وعدم صرف الرواتب وكنا كلجنة معلمين وانا كنت لسنوات طويلة سكرتير اللجنة ولنا اتصالات مع منظمة المعلمين في المدارس فوق الابتدائية والسكرتير المرحوم مئير حبير والذي وقف معنا طيلة الوقت،وحاولوا التصيَد ضد المرحوم ووصل بهم الامر الى الطلب من احد مرشدي وليس مفتش لغة عبرية من الحضور الى المدرسة بعدومحاولة حضور درس لغة عبرية عند المرحوم وهذا الامر لم يرق لنا ووقفنا ضد أمر كهذا وبلا طول سيرة في بداية الثمانينات مما حدى بنقل أربعة معلمين من كفرياسيف الى قريتهم بدلا من الاستمرار في العمل والتعليم في عكا،عندها انتقل المرحوم الى كفرياسيف وباشر في التعليم في المدرسة الثانوية-ينَي-وفي العام الدراسي 82-1983 استحدث مجلس كفرياسيف المحلي وظيفة مدير لقسم المعارف أي في عهد الرئيس السابق المحوم نمر مرقس واستمر أبو أشرف في منصبه حتى عام 2001وادار القسم افضل وجه واعتقد ان مبادرة مجلس كفرياسيف المحلي كانت الأولى من نوعها في الوسط العربي وربما قرية الرامة ومجلسها المحلي استحدث مثل هذه الوظيفة الهامة.
الخلافات التي كانت بين بلدية عكا والمعلمين والإدارة كانت على الغالب نقابية في كيفية الحفاظ على حقوق العاملين في المدرسة من معلمين وغيرهم أدَت الى اضراب طويل دام 42يوم تعليم وكان سببا في خلافات في وجهات النظر حتى بين المعلمين ولجنة الأهالي لكن بالدراية والحكمة والتفاهم وفض المنازعات بالحوار والمفاوضات اعيدت الأمور الى ما كانت عليها في الماضي وتمَ نقل المعلمين الى مدرسة أخرى،لكن الأمور ادَت أيضا الى اقالة أو فصل أو الاستغناء عن مدير المدرسة الثانوية الشاملة وانتقل الى بلدته واصبح في ما بعد رئيسا لمجلسها المنتخب لسنوات،لكن المرحوم لم يرضى عن أي غبن يلحق بالمعلم ووقف الى جانبه في قضاياه النقابية وعرف عنه المساعدة لكل من تقدم طالبا وسائلا المعونة وعدم التعرض الى الفصل من العمل أو حتى الفصل من المدرسة وكانت له دراية والمام وكنَا معه في الكتلة التي شكلها ل.ف وبعد ذلك ر.ف وانضمت الى قائمة الجبهة في نقابة المعلمين،اذن المرحوم كان بيته مفتوحا وقلبه كذلك لكل من كان بحاجة الى عون ومساعدة واصبح مركزا للكشاف العربي ويشمل الكشاف الدرزي وشارك في عدة مؤتمرات خارج البلاد وكان نعم القائد الكشفي والانسان نعمان الذي احبه واحترمه كل من عرفه الامر الذي يؤيد هذه الجموع الغفيرة من المشيعين الذين حضروا ليودعوه الوداع ألاخير والقاء النظرة الأخيرة التي لا تعود ونذكَر كم احبه طلابه الذين علمهم في مختلف المدارس وكل الذين تعامل معهم في حياته التي دامت لاكثر من ثلاثة عقود وكانت له علاقات وطيدة مع طيب الذكر المرحوم الأستاذ الدكتور سلمان فلاح نائب المدير العام لوزارة التربية والتعليم والذي كان هو أيضا من مؤسسي الكشاف الدرزي وعن العلاقات بين الهيئات الكشفية من مسلمة مسيحية درزية وغيرهم كان للمرحوم باع في تأليف القلوب ونشر المحبة وألالفة والتفاهم بين مختلف هذه الكوادر وحصل على أرقى الجوائز منها الشارة الخشبية والاسطوانة الذهبية وغير ذلك من الجوائز القيَمة التي استحقها المرحوم،ومهما كتبنا اليوم في هذه العجالة لا نوفيه حقه مما قام به في حياته وفي عمله التعليمي والتربوي والإداري والجماهيري وحري بنا أن تخلده منظمات الكشاف المختلفة وهي اجدر،وحيث أنه لا علم لي بالكشاف كثيرا على الرغم من التغطية الإعلامية التي قمت بها الى البيت العامر ومرافقة الفعاليات ألاخرى الا أنني على يقين من وجود من هم أعلم وأدرى منَي، لأشرف وسمر وعناَب والاقارب والزملاء وكل من عايش الفقيد لهم منَي التعازي القلبية لابو عصام وأولاده ولاخواته وأزواجهم وأقربائهم ولعموم آل شحادي وعوض ولكل من شارك في التشييع من اعضاءكنيست وغيرهم وكل من يعتقد ان له صلة بالمرحوم أتقدم بأحر التعازي منَي ومن عائلة الشغري التي تربطها علاقات وطيدة مع المرحوم وعائلته وأقرباءه جميعا فوالدي حسن الشغري ووالده شكري شحادي ربطتهم علاقات وصلات متينة جدا وأنا كنت رفيقا وزميلا ونقابيا،لقد كان المرحوم انسانا أحب الناس واحترمهم فاحبوه،وكم يكون مناسبا لو أن منظمة الكشاف العربي تحيي ذكراه بجائزة أو أكثر تحمل اسمه وما قام به من اعمال رحمة الله عليك يا نعمان....ونشكر كل شارك والقى كلمات تأبين مع حفظ ألالقاب والمناصب.