شِعْرُ
التَّانْكَا (1) – Tanka
{ شَكْلٌ شِعْرِيٌّ مَعْرُوفٌ، لَهُ قَوَانِينُهُ. وَقَدْ بَقِيَ مُهَيْمِنًا عَلَى الْأَشْكَالِ الشِّعْرِيَّةِ الْيَابَانِيَّةِ الْأُخْرَى لِفَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ طَوِيلَةٍ. وَالتَّانْكَا بِاللُّغِةِ الْيَابَانِيَّةِ تَعْنِي، (أُغْنِيَةٌ قَصِيرَةٌ). وَهِيَ قَصِيدَةٌ ذَاتُ تَارِيخٍ عَرِيقٍ. وَنَجِدُ نَمَاذِجَ مِنْهَا فِي الْ (مَانْيُوشُو). وَهُوَ أَحَدُ أَقْدَمِ الْمُؤَلَّفَاتِ الْيَابَانِيَّةِ، وَالَّذِي يَعُودُ إِلَى الْقَرْنِ الثَّامِنِ الْمِيلَادِيِّ..
بقلم: د. منير موسى
**
الْمُقَنَّعُونَ
الْمُمَثَّلُونَ بِاللِّيمُوزِينْ
حَايَدُوا حُلْمَ الْمُتَوَاضِعِينْ
سَامُوا كَدَّ الْكَادْحِينْ
بَاعُوا شَعْبَهُمْ بِاللِّيرَاتْ
عَلَى مَسْرَحِ الْوَطَنِيِّينْ!
**
هِمَامٌ
تَحَامَوْا أَقْلَامَ الْمُحَامِينْ
حَتَّى يَرُوغُوا الْقَوَانِينْ
أَجْدَادُهُمْ غَاثُوا الْمِسْكِينْ
مَعَ الصُّرَدِ وَالْوَقْوَاقِ غَنَّوْا
عَلَى أَنْغَامِ الدَّوَالِي وَالتِّينْ
**
غَقِيقٌ
وُجُوهًا لَا أُحَابِي
أُصْغِي لِرَوَاشِحِ الْوِدْيَانِ
وَشَحْرُورِ الرَّوَابِي
لَا أَتَمَلَّقُ لِإِنْسَانِ
أُحَاذِرُ مُثَقَّفِي الْغَابِ
**
وَسَامَةٌ
أَسِيرُ مَعَ الزَّمَانِ
مَلِيئًا بِظُلْمِ الطُّغْيَانِ
لِلْإِنْسَاَنِ
يُعَلِّمُنِي الشَّدْوَ بَادْجِيُّ الْحُبِّ
بِمِنْقَارِهِ حَبَّةُ الرُّمَّانِ
**
سَلِيلٌ
لَا أُدَاهِنُ نَفْسِي
فِي حُبُورِي وَتَعَسِي
أَحْمِي غَابَةِ الْحَجَلِ
مِنْ صَائِدٍ وَجِلِ
وَأَسْقِي الرِّئْمَ فِي الْبَسْبَسِ
**
فُتُونٌ
يَشْدُو اخْضِرَارُ الْغَابَاتِ وَالْعُشْبِ
لَا لِلشَّرْقِ، وَلَا لِلْغَرْبِ
لَا أُسَايِرُ الْمُتَكَبِّرِينْ
اِحْسِبُوهُمْ تَافِهِينْ
هَازِجَةُ الْقَصَبِ يُغَرِّدُ لَهَا الْحَسُّونْ
**
ثُغَاءٌ
لَا أَحْيَا مَعَ الرَّيْبِ
أُسَانِدُ عَامَّةَ الشَّعْبِ
عَلَى كَتِفِي أُبُو الْحِنَّاءِ
مُعَطِّرًا لِي أَجْوَائِي
وَأَحْمِي حَمَلًا مِنْ جَارِحٍ وَذِئْبِ
*******
مَدًى
لَا أُطَأْطِئُ رَأْسِي
إِلَّا لِخَالِقِي بَأْسِي
لَا أُدَانِي الْخَفَافِيشَا
اخْتَارَتْ بِالسُّدْفَةِ الْمَعِيشَا
لِاخْضِرَارِ شَعْبِي؛ أَمْتَطِي عَنْسِي
**
غُرُورٌ
لَا أَحْسُدُ الْأَكَابِرْ
الْحَالِمِينَ بِالصَّغَائِرْ
مُدَّعُونَ بِمَجَالِسِ الْمُرَابِينْ
قَوْمِيُّونَ فِي مُنْتَدَى
الْمُغْرِضِينْ
**
شَهَامَةٌ
غِرْبَانٌ بِعُرْسِ الْكَرَاوِينْ
شَاحُوا عَن جُوعِ الْوَطَنِيِّينْ
أَجْدَادُهُمْ دَاسُوا حَافِينْ
لَكِنْ، تَقَاسَمُوا الرَّغِيِفَ
مَعَ الْمُعْوِزِينَ وَالمُعْدَمِينْ
**
خُلُقٌ
غَنِيُوا وَمَا رَدُّوا الْجَمِيلَا
لِشُعُوبٍ
صَنَعَتْ مَعَهُمُ الْمُسْتَحِيلَا
يَتَغَذَّى الهُدْهُدُ
وَيُنَطِّف مِالْحَشَرَاتِ الْحُقُولَا
**
مُصْلِحُونَ
بَاعُوا مَحَاتِدَهُمْ بِالدُّولَارَاتْ
وَابْتَاعُوا فِيهَا الرَّحَلَاتْ
ثِيرَانٌ ذَاهِبَةٌ لِلذَبْحِ
بِافْتِرَاسِ الْأَجْنَبِيَّاتْ
مِنَ الْمَضَضِ أَكَلُوا الْقَاتْ
**
رُوحٌ
غَرَّهُمْ جَاهُ الزَّعَاماَتِ
وَمَثَّلُوا بِالْمَسْرَحِيَّاتِ
خَدَعُوا السُّذَّجَ بِالْمَلْهَاةِ
وَالْمَأْسَاةِ
صَرَخَ الْوِجْدَانُ: هَيْهَاتِ
**
الْخَلَّابُ
جَنَاحُهُمُ الرِّيحُ
وَالطَّائِرَاتْ
يَتَنَفَّسُونَ الْقُصُورَ
وَالْعُنْجُهِيَّاتْ
كَنَارِيٌّ يُرَقِّصُ الْبدَلَاتْ
*******
حَصَافَةٌ
تَغْدُرُ بِشَعْبِكَ؟
لَا يَبْقَى لَكَ أَحَدُ
ثِيَابُكَ قَوْمُكَ
يَجْفُوكَ التَّوَحُّدُ
نِيلُ النَيْلُوفَرِ يُضَاحِكُهُ وَرْدُ
**
تَبَلُّجٌ
أَخْضَرُ هُوَ الْمُثَلَّثُ
مُقَدَّسٌ الْجَلِيلُ
أَنْفَاسُكُمْ أُكْسُجِينُ غَابَاتِهِ
بِإِزْهَاقِ نَفْسٍ
لَا تَحْلِيلُ
**
ضَلَالَةٌ
بَيْتًا وَاحِدًا
بِالْجَبَلِ وَالسَّاحِلِ كُنْتُمْ
تَحْرِقُونَ أَغْصَانًا
مِنْهَا أَكَلْتُمْ؟ تُسَمِّمُونَ
نَبْعًا مِنْهُ جَرَعْتُمْ؟
**
جِمَاحٌ
بِصُحْبَةِ الْأَلِيفِ الذَكَيِّ
الْغَالِي
ضُيُوفُهَا تَحْتَ الدَّوَالِي
صَاحَ الشَّرْقُ:
وَالْغَرْبُ بالأَغْلَالِ!
**
نَوَائِبُ
اَللَّاذِقِيَّةُ خَلُوبُ
عَرُوسُ السَّاحِلِ
ضَاعَتِ الدُّرُوبُ
بِغَابِهَا الْمَاحِلِ
اَلْعَقِيلَاتُ تَلُوبُ بِسَوَادٍ تَابِلِ
*****
فُلٌّ
كَمْ مَرَّةً تَسْلُبُونَ
رُوحَ النَّازِحِينَا؟
دُسْتُمْ حَضَارَتَكُمْ، هَامِجِينَا
رَأَيْتُمُ الْأَضَالْيَا
تَغِيلُ الْيَاسَمِينَا؟
**
ثُمُرٌ
عَلَى النَّخْلَةِ عُقَابُ
فَرِيسَتُهُ الْجَوَّابُ
عَلَى الْجَوْزَةِ غُرَابُ
هُوَيْدٌ شَغَفُهُ الْعُنَّابُ
كَانَ جَائِعًا سِنْجَابُ
**
وَعْظٌ
عَلَى كَتِفِ الْبُحَيْرَةِ
بَلَشُونٌ
أَصْمَعِيُّ الْحَرَكَةِ،
لَقْلَقَ؛
فَأَدْرَكَ طَعْمَ السَّمَكَةِ
**
أَسًى
بَارِعٌ بِالطِّبِّ
نَاسَبْتَ
بِعَطْفٍ عَرَبِي؟
غِزْلَانُكَ
بِالْوَصَبِ!
**
إِغْوَاءٌ
بِكِبْرِيَاءِ بُلْبُلٍ
مِغْرِيدِ
سَلَبَ رَحِيقَ الظَّبْيَةِ
ذَارِفَةً
وَلَّى بِضَمِيرٍ كَؤُودِ
**
ضَحَايَا
جِرَاحُ أَزْهَارِ الْمُطَلَّقِينَ
تَعْوِلُ
عَالَمُ شَرِّ الضَّلَالّاتِ
يَتَمَلْمَلُ
هُوَذَا الْغُدَافُ لَكُمْ مَثَلُ
**
هَوَجٌ
أَرِسْتُقْرَاطِيَّةٌ، طُمُوحُ الْمُحَالِ
بِرْجِيسَةٌ فَوْضَوِيَّةُ الْجَمَالِ
مِطْلَاقَةٌ مِزْوَاجَةٌ
بِالْحَالِ
طُمُوحَاتُكُمْ بِالْوَبَالِ!
*******
عُجْبٌ
مِطْرِيبُ، مَعْبُودَ جُمْهُورِ
كَفَرْتَ بِالزَّوَاجِ؟
غَادَرْتَ جُورِيَّةَ الْعُمْرِ
شَجِيَّةَ الْمِزَاجِ؟
عُدْ لِلْيَاسَمِينِ الزَّنْبَقِيِّ الْمِغْنَاجِ
**
وَجْبَةٌ
الْبَحْرُ سَاجِي
اَلْبَدْرُ بِعَسْجَدِهِ
يُنَاجِي
سَمَكٌ بِمِنْقَارِ
زُمَّاجِ
**
فِتْنَةٌ
الْبَطُّ الْبَرِّيُّ
بَرْمَائِيُّ
لَاحِمٌ، نَبَاتِيُّ
مُعَلِّمُ الْخَجَلِ،
ذَكِيُّ
**
وِئَامٌ
أَسْرَابُ السُّنُونُو،
بُومٍ وَبَبْغَاوَاتِ
هَلَّتْ مِنَ الْغَابَاتِ
رَقَصَتْ مَعَ اللَّقَالِقِ
وَالْبَجَعَاتِ
**
سَمَاءٌ
سَحَابَةٌ جَهَامُ
مُلْتَاحَةٌ أَرْجَاءُ
نَهُورٌ أَسْحَمُ
غَيْثٌ، تَخْضَرُّ فَيْفَاءُ،
وَتَصْهَلُ الصَّبْحَاءُ
*****