كلمات مسائية شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
يا مَنْ عاشَ في عالمِ الأحلام
كنتَ وما زلتَ غريبًا بينَ غرباءْ
وما تَعَلّمتَ مِن درسٍ لم يكتمل
فالحكمةُ جامعةٌ للبهجةِ والشقاءْ
فمهما حاولتَ أَنْ تُصْغِ بأذنيْكَ
فإنَّكَ بالروحِ تحيا
لأنَّ حياةَ السماءِ تقطعُ دنيا
تَعُجُّ بعيونِ الرُقباءْ
واذا كانتِ الحكمةُ تعكسُ حُبًّا حقيقيًا
فإنَّ الغالبيةَ تموتُ مشوقًا
الى جمالياتِ الإغراءْ
كنفوسٍ عطشى توّاقةٍ الى الماءْ
دونَ أن تكتشفَ أنّ الحبَّ والنورَ صنوان
يأتلفان ليعيدا الى العليلِ
أملاً بنعمةِ الشفاءْ
وإنْ كانتْ السعادةُ عصيّةً
على الأَحِبّاءْ
فهم أولُ مَنْ يَعْلَم
بطغيانِ رغباتٍ سادتْ ..
واجتمعتْ دونَ أن تُدركَ
أنّها استحالتْ منذُ البدايةِ
الى أطماعٍ وشهواتْ
كلَّلتْها معاني الأنانيةِ
وغيرها مِن الأسماءْ
ليُكْتَبَ لها معاناةٌ
بغيرِ دواءْ
نحوَ رحلةٍ
لا ينفعُ فيها تحدّياتٌ
ولا علاجٌ بالسَخاء
فأنتَ قد سِرْتَ دومًا
في دُروبٍ مِن عناءْ
وحَسِبْتَ أنّكَ سَتَجِدُ طريقًا
ينيرُ لكَ ظُلْمةَ الأيامِ بنجومٍ
تهديها لكَ السماءْ
بكلّ رعايةٍ وجلاءْ
لكنكَ ما أدركتَ أنكَ
فقدتَ بوصلةَ الفِكْرِ
وضَيّعْتَ ما أَمِلْتَ بهِ
مِنْ رجاءْ
لأنّكَ لم تكنْ يومًا عليمًا
بأساليبِ المحبينَ والعقلاءْ