رماح يصوبها معين أبو عبيد
يطفىء الموت ما تضيئه الحياة، وتذوب الوجوه الخلوقة في تراب هذه الدنيا الفانية، لكن المواقف والسيرة الحسنة والطيبة لا تزول، وترسم وجهًا أعظم في الآخرة.
نعم، الموت كأس وحق على بني البشر، إلا أن رحيلك المبكر أبطأ الدقائق والساعات وغدت الثواني تحرق القلوب لوعةً وحسرةً.
نعم، لا يغيب اسمك يا حسام عن ذاكرتنا وسماء بلدك وصدى ضحكتك العفوية، عنايتك ومداعبتك لصغار عائلتك وأقاربك ومحيطك الذين يبكون بكاء الأبرياء حتى برد كانون الثاني لم يستطع تجميد دموعهم السخية.
بقلوب تزخر إيمانًا وتسليمًا يعتصرها الألم ، وعيون أدماها الدمع لوعة وحرقة الفراق الأبدي، تلقت الأسرة الشفاعمرية تحديدًا، الكرمل وسائر القرى الدرزية والمنطقة نبأ رحيل المأسوف على شبابه حسام أمين عليان، ابن شفاعمرو الذي تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير هذا الأسبوع بحضور جمهور غفير تقدمهم رجال دين وشخصيات قيادية واعتبارية من كافة الأطياف والمناطق ومنظمة السلام الكشفي ومنظمة الكشاف الدرزي وسط جو ساده الحزن والأسى.
حسام الذي نشأ وترعرع في أحضان عائلة آل عليان العريقة التي لها بصمات واضحة وأكيدة في بناء مجتمع حضاري وعلاقات حسنة مبنية على الاحترام المتبادل. كان شابًا شجاعًا، دافع عن مواقفه وشجاعته النابعة من عقيدة وموقف، وكان خلوقًا، معطاءً، امتد عطاؤه منذ نعومة أظفاره، كشافًا ورياضيًّا متميزًا.
خلال مراسيم تشييع جنازته، أثنى المؤبنون في كلماتهم على خصاله الحميدة، إذ قال إمام الطائفة الدرزية، الشيخ يوسف أبو عبيد إن رحيل حسام خسارة كبيرة إذ كان عصاميًّا، اجتماعيًا، حرًّا ومخلصًا.
وأضاف المربي حاتم حسون قائلًا: كان شابًّا رياضيًا وكشافًا مخلصًا أسبغا عليه مثال الأخلاق وزرع روح العطاء، وقد برزت لديه معاني التضحية والخدمة والتفاني.
أما خال المرحوم المربي منير سعد الذي غصَّ بالبكاء أثناء كلمته التأبينية فقال: إنها ساعة رهيبة لا بل ظالمة أن يقف خال لرثاء ابن اخته بدلًا من أن يقف لتقبل التهاني بزفافه. إنها ساعة تعصف بقلبي وتكاد تفتته على فراق شاب في مقتبل العمر، ما زال يكد ويجتهد لكي يبني حياةً ومستقبلًا واعدًا.
عضو الكنيست السابق أكرم حسون قال: أفتخر وأعتز بصداقة هذا الشاب المبنية على الاحترام المتبادل، عرفته شاباً طموحاً ، مخلصاً ،عصامياً، سأفتقده.
رجل المجتمع المربي نايف عليان شكر باسم العائلة الجموع الغفيرة وقال أنهم أكبر مواساة بمصابنا الأليم ، مؤكداً أن حسام ابن الأسرة الشفاعمرية التي أحبها وأحبته.
في هذا المقام أقول: عاجلت الرحيل يا حسام! نعم يموت الحصان الأصيل ويبقى سراجه، ويرحل الإنسان ويبقى عمله.
لذويك، خفّف الله عنكم مصابكم وأحسن عزاءكم. تغمّده الله بواسع رحمته