شِعْرُ
التَّانْكَا (3) - Tanka
د. منير موسى
**
عَادِلُ
----
زَهُورٌ غِيلَتْ وَأَفْلَالُ
تَلَوَّعَتِ الْبِلَادُ، وَتَحَرَّقَ الْأَهْلُ
حَبِيبُ الْجَمِيعِ أَنْتَ
اَلْمَلَاكُ لَا يَغِيبُ
وَلَا الْهِلَالُ
**
يَا لَهْفَتَاهُ
-----
مَنْ يُرْقِئُ
دُمُوعَ الْأَهْلِ؟
قُلُوبُنَا مَعَكُمْ،
أَهْلَ النُّبْلِ
عَادِلٌ نَصَاعَةُ الْخَضْلِ
**
اَلزَّهْرَةُ
-----
صَبَرُوا عَلَى الْجَمْرِ
كَفْكِفُوا عَبَرَاتِهِمْ،
يَا أُولِي الْخَيْرِ
حَبِيبُ رَبِّهِ، بِالْفِرْدَوْسِ
عَادِلٌ فِي بَهَاءِ النُّورِ
**
تَعْزُوَةٌ
----
أَبْكَيْتُمُ الضِّيَاعَ وَالْمَدَائِنَا
شَفَاعَمْرَو، حَبِيبَتَنَا،
اِصْبِرُوا، وَآسُوا الْحَزَانَى
خَفِّفُوا الْأَشْجَانَا،
يَا عُيُونَنَا
**
بَرَاءَةٌ
-----
لَا تَتْرُكُوا أَهْلَهُ
وَلَا الطِّفْلَاتِ
الرَّفِيقَاتِ
الْحَنُونَاتِ الْمَحْزُونَاتِ
الْبَرِيئَاتِ كَالْفَرَاشَاتِ
**
شُجَاعَاتٌ
------
سَكِّنُوا دُمُوعَهُنَّ
خَفِّفُوا عَلَيْهِنَ
الْمُصَابَ وَاللَّوْعَاتِ
مَعَكُمْ وِجْدَانُنَا،
ضَمَائِرُنَا
**
اِلْتِيَاحٌ
-----
وَغَفَتْ مِيَاهُ النَّهْرِ بِلَّوْرَا
شَفَّتْ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ
الصُّخُورَا
فَاصْطَادَ الْبَجَعُ الْحُبُورَا
هَجَرَ وَاوِيٌّ الْوُعُورَا
*******
كُنُوزٌ
----
هَمَى الْغَيْثُ ازْمِهْلَالَا
فَاضَ مِنَ الْجَبَلِ يَنْبُوعُ
شَرِبَتْ نُسُورُ
بِمِنْقَارِهَا الرَّاكُونُ وَالْيَرْبُوعُ
اِنْحَدَرَ جُلْمُودٌ؛ فَأَنْبَعَ الشَّلَّالَا
**
جَذَلٌ
----
جَنَادِلُ فِي النَّهْرِ
غَيَّرَتْ مَسَارَهَا السَّفِينُ
اِمْتَلَأَتِ الشِّبَاكُ
زَمَامِجُ عَلَى السَّوَارِي
فَرِحَ الْمَالِكُ الْحَزِينُ
**
وَثْبَة ٌ
----
تَبَلَّجْ مِنَ الشُّرُورِ
اُبْرُزْ مِنَ الدَّيْجُورِ
هِيَ الْحَيَاةُ لُغَةُ الزُّهُورِ
تَهْتِنُ السَّمَاءُ
بِلَا أَسْحَمِ النَّاهُورِ؟
**
عَبَثٌ
----
غَافَتْ جَذَلًا
غُصُونُ الزَّيْتُونِ
بَعْدَ هَلَلِ الْغَيْثِ
هَلَّلَ بِه صَاحِبُهَا، لَا غَارِسُهَا
الْغَائِصُ بِدُخَانِ الْغَلْيُونِ وَالْمُجُونِ
**
غَطْرَسَة ٌ
------
جَمَعَ الْحَبَّ الْأَخْضَرَ
النَّاضِرَ بِعَادٌ،
وَالْمَلَّاكُ بِالْمَيْنِ
وَذَلِكَ الْعُنْجُهِيُّ
أَكَلَ الزَّيْتَ بِالدَّيْنِ
**
جُبَنَاءُ
-----
هُولُوكُوسْتُ عَرَبِي
نُسْخَةُ
النَّازِيِّ الْغَرْبِي
اَلْغَادِرُونَ
لَقُوا مَحْتُومَهُمْ بِالنُّوَبِ
**
مَفَرٌّ
---
فَهَلْ يُرْحَمُونْ؟
وَأَمْثَالُهُمْ
بِأَتُونِ اللَّيْلِ
يَخْتَبِئُونْ، لَكِنْ،
بِالْمرْصَادِ لَهُمُ الْمَنُونْ
*******
شُجُونٌ
------
صَرَخَتِ السَّمَاءُ
وَالْأَرْضُ، وَجُرُوحُ السِّنِينْ
فَاخْتَفَوْا بِرِعْدَةِ
الْجَلَّادِينْ
حَطَبِ الْبَرِيئِينْ
**
مَدَامِعُ
----
نَشَجَ أَطْفَالُ
تَحَسَّرَتْ أَرَامِلُ
مُدُنٌ دُعِيَتْ بِاسْمِهِنَّ
وَالْهَمَجِيُّونَ
يَنْتَظِرُهُمْ خَبَالُ
**
رُعَاعٌ
-----
هُمُ الْغَوْغَاءُ
الْمُغَيَّبُونْ، خَدَمُ
خَادِمَاتِ السَّلَاطِينْ
إِحْسَاسُ الْمُرَاهِنِينْ
عَلَى ثَرَاءِ الْغَاصِبِينْ
**
لَمْزٌ
---
رَسَمُوا،
عَقَدُوا الِاتِّفَاقِيَّاتِ
مَغْبُوطِينَ
قَبِلَ الِانْتِخَابَاتِ
مَا لَوْنُ الصَّفَقَاتِ؟
**
اِسْتِكْبَارِيَّة ٌ
--------
اِنْغَرُّوا بِرِيحِ
الْكِبْرِيَاءِ
فَقَدُوا الرَّصِيدَ
بِالرِّيَاءِ، مَا لَبِثَتْ
صَارَتْ بِالْهَبَاءِ
*****
عِرْضٌ
-----
مَنْ غِلْتَهُ بِالشَّوَارِعِ
كَانَ أَخَاكَا
وَالْعَاتِي، بِوَهْمِهِ، يَسْكُنُ السِّمَاكَا
اُهْجُرْ آلَةَ الْحَرْبِ،
وَعَانِقْ حِمَاكَا
**
مَذَاهِبُ
-----
مَنْ هَدَمْتُمْ بَيْتَهُ
عَادَ؛ لِيَجْمَعَ الْأَحْجَارَا؛
يَسْقِي الْمَوَاشِيَ وَالْأَشْجَارَا
فَهَلْ يَعُودُ يَخَافُ
الْإِثْنِيِّينَ وَالنَّارَا؟
**
عِرْقِيَّة ٌ
----
يَخْتَلِفُ الْمُتَاجِرُونْ
فَيَقْضِي شُيُوخٌ وَأَطْفَالٌ
بِالْيَمَنِ رَعْدَةً،
حِرْمَانًا وَجُوعًا
فَهَلْ يَصْحُو الْعَشَائِرِيُّونْ؟
**
تَصْدِيقٌ
-----
هَلْ يُبَرِّدُ الْبَحْرُ
لِيبْيَا الْجِرَاحِ؟
وَيُذَوِّبُ بِالشَّامِ
سَوَافِي الرِّيَاحِ؟ وَالسَّقْيُ
تَرْوِي يَبَابَ الْبِطَاحِ
**
سُرَاةٌ
----
غَرَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ
غَادَرَ الرَّصِيدُ
وَلَصِقَ النِّفَاقُ
عَيْشٌ رَغِيدُ
بَسَاطَةٌ وَحَيَاءُ
**
غِرَّةٌ
----
تَخَاصَمْتُمْ عَلَى النَّائِبِ
فِي الْمَدْرَسَةِ وَالْمَصْرِفِ
وَبِالْفَرَحِ عَلَى التَّرْحَابِ؟
وَالْمُتَوَلِّي، غُرَّةُ قَوْمِهِ،
مَشْغُولٌ بِذَوَاتِ الْخِضَابِ
**
وَسَنٌ
----
حُفَاةً يَهْرُبُونَ
مِنْ بِلَادِ العُرْبِ كُلَّ لَحْظَةٍ
وَالطُّغَاةُ يُوهِمُونَ نُعَاسَ الْعَالمِ
بَيْنَ النَّار وَالرَّمَادِ
بِتَحْقِيقِ السَّلَامِ
*******
صَنْعَاءُ
-----
يَقْضِي الْأَطْفَالُ نَحْبَهُمْ
كُلَّ بَعْضِ هُنَيْهَةٍ
فِي رُبُوعِ الْيَمَنِ
وَأَرْبَعُ مِائَةِ الْقَبِيلَةِ
تَنَاحَرَتْ أَغْصَانُهُمْ أَثَرَةً بِالْمِحَنِ
**
حُلْمٌ
---
وَعَدُوهُ بِنَائِبٍ
غِرِّيرْ
وَعُمْرُهُ يَحْلُمُ
بِالدَّنَانِيرْ
قَالُوا، هُوَ الْهُمَامُ النِّحْرِيرْ
**
سَعْيٌ
----
فِي سَبْرِ الْأَسْرَارِ
خَبِيرْ
بَعْدَ أَنْ بَلَغَ
الْمَقَادِيرْ
شَتَمَ السَّاسَةَ وَالْمَخَاتِيرْ
**
وَطَنِيٌّ
----
خَدِينُهُ الْكَأْسُ
وَالنَّرْجِيلَهْ
أَكَلَ حَقَّ الْأَخَوَاتْ
وصَفَّقَ فِي عِيدِ
الشَّغِّيلَهْ
**
قِيَمٌ
---
أُحِبُّكَ إِكْسِيرِيَ، شَعْبِي
وَأَهْوَى كُلَّ الشُّعُوبِ
أَغْلَى مَا فِيهَا الْإِنْسَانْ
اَلْمَجْدُ لِرَبِّ
الْأَكْوَانْ
**