بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد ألأم.
للمرأة مكانة هامة...
بقلم: دكتور نجيب صعب – أبو سنان
بنو البشر خلقوا من ذكر وأُنثى، من شاب وشابة، من رجل وإمرأة، وهذه الخليقة التي تدار وتدبر بقدرة قادر تشكل بالتالي هذا المجتمع الذي نعيش فيه، وان لكل من الاثنين دوره الهام في بقاء وصيانة واستمرارية هذا المجتمع في كثير من الاحيان.
فألأسرة الواحدة، العائلة الواحدة يقودها ويدبّر شؤونها إثنان وهما: الرجل والمرأة وفي غالب الاحيان كما قيل "الرجال قوامون على النساء" حتى أن الامر وصل الى حد غير مقبول، وهو أن كثيرات من النساء التي يقمن بجل أعمال البيت وفي كثير من الاحيان بالمشاركة في إعالة العائلة أو تلك الاسرة، حرمن من الكثير من حقوقهن المشروعة والتي تتحدث عنها الديانات السماوية والاسرة الدولية في هذا الكون.
حقاً إن للرجل المكانة الاولى في تدبير شؤون المنزل والعائلة وإدارة أمورها اليوميّة، وكذلك المكانة الاجتماعية وفي غالب الاحيان القول والنهي، الآ أننا نرى أن كثيرين من هؤلاء الرجال الذين يظنون أنهم خلقوا من طينة أخرى يستعبدون النساء ويسلبون الكثير من حقوقهن الأمر الذي يستوجب إعادة النظر والتريث في هذه الأحوال لأن الأمر حقاً ليس كذلك.
ففي نظري إن للمرأة مكانة لا تقل أهمية عن مكانة الرجل في الدور الاداري، الاقتصادي وخاصة في إدارة شؤون البيت والعائلة وربما بالمشاركة كما ذكر سابقاً في إعالة العائلة، والاكثر من كل هذا ، دور المرأة الهام في تربية النشء وصقل شخصية الوليد الى أن يصبح يافعاً ينهل من منهل الابوين والاكثر من أمه التي تقضي جل وقتها معه في تربيته، وهنا حقاً يصدق القول "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق" ، لأن دور المرأة الأم مركزي في تربية الاطفال الذين هم رجال وامهات المستقبل.
والأمر الذي يترتب على الاسرة والمجتمع الانتباه اليه هو إحترام المرأة التي تستحق ذلك، والتي بمقدورها القيام بالعبء الثقيل المُلقى على عاتقها بأمانة وإخلاص ووفاء للبيت، للزوج، للأسرة وللعائلة، وأن تكون عنصراً فعّالاً في دفع المجتمع نحو الأفضل.
هذا النوع من النساء يستحق التقدير ويستحق كذلك تهيئة الفرص له للنهوض بألأسرة وربما بالمجتمع قدماً في ظل حياة آمنة وأمينة وفي ظل الاخلاص والوفاء، لأن الخيانة والانزلاق والاعوجاج وغير ذلك من الصفات والتصرفات التي تخبئ في داخلها تدمير وقتل الاسرة وتفكيك البيت الواحد وربما تدهور المجتمع بأسره.
فللمرأة حقوق يجب أن تمارسها كما يجب وبحرّية في نطاق الحرّية المقبولة والتي تشرّف المجتمع وليس في حريّة لا حدود لها، كي لا تصبح سلبية فيما بعد، أما الواجبات فعلى المرأة أن تقدّمها تجاه الرجل والأبناء، الأسرة، العائلة والمحيط ومن تتمكن من ذلك فهي دون ريب العنصر الفعّال والايجابي والحيوي الذي يستحق المساواة والتقدير والكرامة وذلك تمشّياً مع القرارات الدوليّة التي رأت من الواجب إكرام المرأة التي تستحق ذلك والعمل على مساواتها بالرجل لأن المجتمع يحتوي على كثيرات يمكنهن أن تكنّ قياديّات وتقمن بالكثير من النشاطات والفعاليات الاجتماعيّة الثقافيّة والتربويّة.
وهنا يجب أن تكون هذه المرأة على قسط وافر من المسؤولية وإحترام النفس خاصة في الحفاظ على الكرامة الذاتيّة لها ولمن هم حولها ، ولا تستغل الثقة التي منحت لها لأمور غير مقبولة وربما لتدهور معين أو إنحراف هنا وهناك لا تحمد عقباه.
ومن منطلق الاعتراف بدور المرأة الهام في المجتمع إعترف لأول مرّة في يوم 18.02.1911 بيوم المرأة العالمي الذي فيه طالبن بالمساواة في الحقوق الكاملة، وكذلك أحداث الثورة الروسية في الثامن من آذار عام 1917 هي التي حددت بشكل قاطع يوم المرأة الدولي (العالمي) ، وكذلك الأمم المتحدة في 18.12.1979 تحت عنوان "الوثيقة لإبطال التمييز ضد النساء" وقد دخلت الوثيقة المذكورة حيز التنفيذ في 02.09.1981 في أعقاب انضمام 20 دولة من الاعضاء في هيئة ألأمم المتحدة ومن ضمنها إسرائيل.
وأخيراً لا بد من التنويه الى أنه يترتب على المرأة أن تعمل ما في وسعها للحفاظ على كرامتها النابعة من نهجها في الحياة إن كان ذلك في الحياة الزوجية، تربية أطفالها، التعامل اليومي والمسؤولية الذاتية والاحترام الذاتي تجاه ذويها وكرامتها ومستقبلها، لأن في ذلك تكمن المساواة والكرامة ومكانتها ترتفع وتعمل بذلك على تقدم مجتمعها وأسرتها والعكس بالعكس.