ذات يومٍ سنبكي كُلنا حُزّنًا!
وكأننا لم نبك قط في حياتنا..
عندما تقرر الشمس أن لا تَشرق
ولا يسفرُ القمر عن وجههِ!
ينكسر خط الأُفق..
وتنفطر الكرة الأرضية..
ذات يوم سنبكي كلنا حُزّناً
عندما ترحل طيور النورس
والمطر ألوسمي..
ويعجز آذار أن يمنح الخُزامى
لوّنه ألليلك..
ذات يوم سنبكي كُلنا حُزّناً!
عندما تأتي مع ريح الشمال
عجوزٌ محّدودبة الظهر..
تسرق جديلة يارا..
وتسمّم بتُفاحها الفاقع
ماري وحنّا زينب وأحمد..
ذات يوما سنبكي كُلنا حُزّنًا
عندما تتحول الأنا الأعلى
لغولٍ شَرِه يبتلع جميع الأشياء..
ويحطّم بمطرقته العملاقة
كل هدايا سانت كلوس..
ويسرق لجميع الأطفال..؟
بهجة الأعياد..
ذات يوم سنبكي كُلنا حُزّنًا
عندما يفقد الشيخ هيّبتهُ..
الشاب نخّوتهُ..
العجين برّكته..
تذّبُل مواسم الخير
تصّفَرُّ زهرة الروح
تُلّتَهم ملامح المرؤة..
ذات يوم سنبكي
وكأننا لم نبك قط في حياتنا..
سنذرف بدل الدموع دماً!
عندما يأتينا أبّرهةٌ بليدٌ!
يضرِب بعرض الحائط
وصايا الأنبياء
ومُعجزة الطيور الأبابيل..
سنُهيم في صحاري الوهم..
نتوه في تُخوم الظلام
ونغرق في حُطام الحلم..
ذات يوم سنبكي كلنا فرحاً!
عندما ينتصر الخير على الشّر..
ينشق ديجور الظلام!
وتُشرّع الأبواب الموصدة..
يعود أهل الديار..
وتغزِل الأنفاس الصالحة
هيّكلاً قُدسياً..
يُوحّد الديانات والقوّميات
والطبقات!
يجعل السيوف مناجلاً..
البنادق أقلامٌ..
ميادين القتال..؟
مُلتقى ثقافات!
ذات يوم سنبكي كُلنا فرحًا
عندما يحل ربيع حقيقيّ..
يطرد سنين القحط!
ويحوّل خارطة حياتنا
التي تَصَدَعت
لِلوّحة فُسيّفًساء..
ليتها تجمعنا دموع الفرح والمحبة؛ يوحدانا البذل والأريحية، تُظللنا الإنسانية والرحمة، لا الكوارث الطبيعية العظيمة أو الأوبئة الفتّاكة والحروب المدمرة، التي ستبكيننا جميعا دون استثناء.. آمين