رغم التقدم والتطور والتكنولوجيا والوصول إلى القمر وما شهده العالم بأسره من رقيّ، وتحديدًا في مجال الطب، إلا أن العالم بات عاجزًا عن إيجاد دواء لفيروس الكورونا، الذي لا تراه العين والمجاهر. فلم يترك دولة إلا وخرق واقتحم أسوارها وأدخلها في حالة هلع وارتباك لم يسبق لها مثيل. وزرع القلق وعدم الاستقرار وأدى إلى مكوث مئات الآلاف في الحجر الصحي بالإضافة إلى الأضرار النفسيّة التي لا تقدر، الصحية، الاقتصادية، انهيار أسعار النفط والأسواق المالية وعجز في ميزانيات الدول وشل كافة مرافق وميادين الحياة.
إلا أننا في ظروفنا الطبيعية ننسى ونتناسى تصرفاتنا، وباعتقادي أننا في خطر حقيقي أعظم وأصعب من الكورونا ألا وهو "كورونا الإنسان"، فنحن بأنفسنا أكبر وأخطر وباءً من الكورونا. فقد دق ناقوس الخطر، وما دمنا نواصل في هذا المسلك والنهج في نمط حياتنا التي تسيطر عليها المادة والمظاهر والفساد والانحلال بكافة مظاهره وأشكاله، فستبقى تحوم في سمائنا غيوم سوداء حالكة مخيفة لا تبشر خيرًا.
علينا في ظل هذه الأوضاع العصيبة أن نقف على هذا المشهد مطولًا، نراجع ونحاسب أنفسنا، نذكر ونتذكر فضل الباري علينا، لنعود إليه ولطاعته ونعترف بعظمته.
وجدير بالذكر أن الكورونا ظهرت في مقاطعة هوبي في الصين. والمعروف أن فيروس الكورونا خطير وقاتل يصيب عادةً جهاز التنفس لدى الإنسان والتهابات في الجيوب الأنفيّة وأعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا وعلاماته؛ السعال، العطس، الإسهال، التقيؤ، وارتفاع درجة الحرارة.
لم أخض في بحث سبل وطرق الوقاية والعلاج وعن أعداد المصابين والوفيات في كل منطقة جراء هذا الوباء المقلق، فقد ملَّ العالم بأسره من تكرارها.