سأرحل قريبا، بدون وداع وسابق إنذار، وسيكون رحيلي في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة
في ليلة غير مقمرة والناس نيام تحت زخات المطر الغزيرة والرياح العاتية
فلن يبقى أمامي سوى هذا الاختيار رغم قساوته وألمه الذي لا ينتهي ويزول
فمحيطي لم يعد آمنا كما كان، والغد شرس ظالم حاقد لا يعرف الرحمة ولم يَبْقَ للأحرار
وأصحاب الضمائر والمواقف فيه مكان، وأصبحت هذه الدنيا جنة الكافر والظالم وسجن المؤمن
وبات فاعل الخير والتضحية وقائل كلمة الحق ضحيّتين مهدّدتين!!
نعم الرحيل صعب وحزنه كلهيب شمس تموز لكنه لا يستطيع أن يبخر ذكريات وحكايا فلذات أكبادي سوسن، أنغام، وأحفادي أيهم، ميس، لمى، وتوتي، "جود"، شركائي المفضلين في حياتي وحديقتي الغناء بحضورهم المنقطع النظير وضحكاتهم العفوية، منهم فقط منهم أطلب المعذرة وأعرف ما يجول في قلوبكم وكم ستتألمون!!
لأني لن أكون بعد اليوم سجينا خلف سياج الحزن والأسى سأدع الأبدية أملي كما تغمز ملامح أعز الناس والوجوه المألوفة الذين يتمنون ليس رحيلي بلا رجعة فقط، وإنما خروجي من حياتهم وإسدال الستارة على كياني ووجودي.
نعم كرامتي أهم من شعوري وقلبي الموجوع فالذكريات التي حفرت بداخلي ستبقى مرسومة في مخيلتي وتسري في عروقي كلما هبت نسمات عليلة، إذا بقيت هناك مثل هذه النسمات الخالية من الكورونا، لكنّ كورونا بني البشر أكبر وأخطر وباء على وجه الإنسانية جمعاء على مر العصور.
يقولون خلق الرحيل والوداع للغرباء ليس للأهل والأحبة إذا كان عنك وليس منك.
فرحيلي نعم عنكم ومنكم، مهما كانت النتائج والعواقب لعلّي وعسايَ أجد قسطا من الراحة وأنعم بغد يحدوه الأمل، وليبقى من سبب في رحيلي وابتعادي عن أحفادي، وعن أشرف وأقدس بقعة "سيتي القبة " حيث مر أو مكث كما يقال، النبي شعيب عليه السلام، في حيرة يؤنبه ضميره الذي وكما يبدو فقده وفقد معه الإنسانية ومعنى الأخوة.
أفلا يؤلمني ظلم الأشرار قدر صمت الأخيار.....؟!
أنهي وأقول:
إذا لم تجد لك حاقدا فاعلم أنك إنسان فاشل، وإذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين وأعداء حقيقين!!