الصّديق وقت الضّيق"
وتحيّةٌ لأمل مرقس
لقد كبُرت عائلتُنا، فوقَ حدودِ التّوقّعِ، في فترةِ مُصابِنا الأليمِ، هذه الفترةُ التي أثقلَها الحزنُ، وخيّمتْ فوقَها المعاناةُ، ولم تتوقفْ دموعُ الفراقِ فيها عن السّيلانِ. لقد شعرْنا بحضنِ الأصدقاءِ الدّافئِ يحوينا بكلِّ الحنوّ والرأفةِ والمحبّةِ؛ ونحن مدينونَ لهذا الحضنِ بكلِّ التّقديرِ والامتنانِ والوفاءِ.
كانتْ أمل مرقس ولا تزالُ، وستبقى من أجملِ الأصدقاءِ الذينَ آزرونا، وعزّزوا ثباتَنا، ورفعوا معنويّاتِنا، ومسحوا دمعَنا، وبرّدوا جمرةَ حزنِنا، وبكَوا معنا، ولم يدعوا اليأسَ يسكنُ في نفوسِنا، ونمّوا الأملَ في ثنايا روحِنا الحزينةِ.
قالتِ العربُ: "الصّديقُ وقتَ الضِّيقِ". وأيُّ ضيقٍ أشدُّ ممّا ألمَّ بِنا، وأيُّ أصدقاءٍ أجملُ من الأصدقاءِ الذينَ احتوّوْا دموعَنا المسموعةَ، ونفوسَنا المفجوعةَ وآلامَنا غيرَ المقطوعةِ. وأيُّ صديقةٍ تبعثُ الأملَ والفرحَ والجمالَ في محيطِها كأمل مرقس.
الآنَ، ونحنُ نستردُّ أنفاسَنا، ونعيدُ ترتيبَ نفوسِنا، ونُفسحُ للعقلِ مجالًا أن يمارسَ بعضَ دورِهِ ومسؤوليّتِه وواجبِه، ننتبهُ إلى بعضِ ما يَجري حولَنا، فنجدُ أنفسَنا مَسُوقِينَ لقولِ كلمةِ حقٍّ يستدعيها الواقعُ، في صديقةٍ عزيزةٍ على بلدِها ومجتمعِها وفنِّها وإنسانيّتِها، صديقةٍ لا تحتاجُ شهادةً من أحدٍ، فقد نالتْ أعظمَ شهادةٍ بعملِها، وإبداعِها، وأخلاقِها، وعطائِها، وتألّقِ نجوميّتِها، ومحبّةِ الأنامِ لها، صديقةٍ تزرعُ الأملَ في نفوسِ النّاسِ، وتسخّرُ فنّها لخدمةِ قضاياهم، وهمومِهِم، ومصالحِهِمِ العامّةِ، إنّها صديقتُنا الغاليةُ، أمل مرقس.
لكلِّ أصدقائِنا شكرُنا الجزيلُ، فلولا احتضانُكم لنا لما صمدْنا في محنتِنا، ولأمل مرقس عميقُ تقديرِنا على كرمِ أخلاقِها، وجزيلِ عطائِها، وثباتِ وقوفِها معَنا، وصلابةِ تمسّكِها بقيَمِها، وسعةِ قلبِها لشدّةِ ألمِنا.
دامتْ عائلتُنا كبيرةً بأفرادِها، تظلُّ تنهلُ من نبعِ عطائِهم، وإنسانيتِهم، ومبادئِهم، وأخلاقِهم!
أهل الفقيد ايمن هاشم صفية - اعمامه واخواله ال صفية وال ياسن كفرياسيف والمكر