ما من شك ان المجتمع منذ القدم يمر باهتزازت متنوعة تجتاحه على مر العصور, منها ما يفتك بالكثير من الامور وربما يقضي عليها الى امد طويل وكبير, ومنها ربما يكون في صالح هذا المجتمع ويعمل على تطوره او تقدمه او دفعه قدماً الى الامام ايجابياً, ومنها قد يجعله مكانك عد في ظروف كثيرة.
وان هذه الاهتزازات قد تكون متنوعه في نواح عدة في هذا المجتمع, الا ان هذا المجتمع صمد ويصمد في نظري في بعض الامور وفي بعضها قد يعجز في الصمود ويحصل ما يحصل.
وبدون ريب اود هنا ان ان اتطرق اخواني واخواتي معشر القراء الذين يفقهون الكثير من كل كتابه ان كان ذلك ايجابياً او سلبياً وهذا ليس من شأننا في هذا السياق.
ويلاحظ كل امرء لديه قدرة الملاحظة وحتى الانتقاد او لديه ايضاً الجرأة في الاشارة الى ما يقصده بنوايا صادقة امينة حيث انه لفت انتباهي تآكل في امرين هامين في حياة المجتمع, ويعتبران من اركانه تقريباً, وهما النخوة والعطاء واقولها صراحة دون التعرض لاي كان في المجتمع وانما ابراز امور اخذت تتغلغل في صفوف المجتمع واركانه بعد ان كانت موضعاً للتفاخر وموضعاً للتقليد والاصالة.
فبرأيكم ما الذي طرأ على النخوة الاصيلة التي تربينا عليها وزرعها السالفون والاباء والاجداد والقياديون على مدى اجيال, وغرست في نفوس الكثيرين, الا ان هذه النخوة اخذت تتراجع, لماذا؟
ولماذا باتت بحاجة الى ارشاد او الى تحفيز؟
او الى تذكير من ناحية العادات والتقاليد التي نما عليها السالفون؟
واصبحنا ننظر اليها نحن في هذه الظروف امراً غير ملزم !!! او ان هذا الامر موضة قديمة!!! وربما قد استبدلت بالكثير من الامورغير المألوفة, فالامثلة لا حصر لها في هذا السياق, الا ان الكثيرون يروون.... هذا كان زمان لماذا؟
فطالما يوجد رجال ونساء قياديون وغير قياديين والنخوة متأصلة في نفوسهم, هذا ما يقاوم التآكل بقوة صارخة, وربما يضع له حداً عند الكثيرين ولا يسمح بالمستجدات والمخترعات الحديثة ان تؤثر على ذلك او تؤدي الى تراجع هذه الصفة الاصيلة التي يترتب دعمها وتعميقها بدلاً من تراجعها وتآكلها.
فاذا القينا نظرة الى الوراء, ندرك كيف عاش الاهل والاباء والاجداد على مر العصور ونسمع الكثير من البطولات في النخوة والهمة العلية والتي يتمناها الكثيرون ان تبقى ولا تزول.
وبدأ رويداً حفاظاً لكيان المجتمع وتوطيد اواصر التآخي والمحبة والامانة بين اركان المجتمع.
وكذلك الامر يصيب العطاء على اشكاله والوانه وفي شتى المواضيع, فهذا الامر اذا ما قيس عما كان عليه سابقاً وعلى مر العصور فشتان ما بين الثرى والثريا.
نعم شتان ما بين الثرى والثريا!!!
فاللامبالاة في الامرين السابقين وغيرهما من العادات والصفات الخلاقة متأصلة في هذه الايام, هل هي وليدة التطورات؟؟؟
ام هي وليدة الاستقلاليات الاقتصادية؟
ام متأثرة بالفتور بين الناس والتباعد الملحوظ والذي يشعر به كل صاحب عين ثاقبة في هذا المجتمع وربما يكون بسبب او بدون سبب,وقد يتعلق ذلك ايضاً بنوعية الحياة التي يعيشها الناس في هذه الايام وكذلك بنظرة كل فرد لهذه الامور وبموجب نوعية طبقته هو؟
وفي النهاية اود ان اهمس في آذان الكثيرين قائلاً: مهما كانت الظروف, ومهما تنوعت الاسباب, ومهما تطورت الاحوال, ومهما تشبثنا بالانجازات العلمية, او الاجتماعية, او الاقتصادية وغيرها ففي نظري علينا احترام النواهي والعادات والتقاليد التي بني عليها المجتمع دون كلل او ملل بكل الظروف, لان في ذلك حصانة كبرى في الحفاظ على المجتمع من الضياع او اندثار وانصهار الكثير من اركانه الامر الذي يعود سلبياً على بقائه, لذا ومن اجل هذا كله على كل صاحب ضمير حي ويهمة مجتمعه ان يعمل على تدعيم الاصوليات الاجتماعية اذا وجد لها مكاناً في نفسه حيث يكون قد اسدى شيئاً من الموضوعية في الحفاظ على كيان هذا المجتمع.