رسالة إلى رجل أحببته يومًا ما
لقد تردّدت كثيرًا في الكتابة إليك ... ولكنّي أظنّ، وبعد تفكير طويل أنّه قد آن الأوان لكي أمضي قدمًا في حياتي ... أن أتركك ذكرى وصفحة كُتبت بمشاعر حبّ صادقة، ويجب أن تُطوى، أو تُمزّق، وأن تترك أثرًا خلفها ...
لقد أحببتك لدرجة أنّني كنت أعيش وأتنفّس، لأظلّ أحبّك، فقط، وكنت طيلة فترة طويلة من عشقي لك أضع قناعًا على وجهي، كي لا أفضح سرّي ... سرّ ابتسامتي الدّائمة حين أتذكّرك.
كم تمنّيت اشتداد عشقي لك، وأن تكون صورتك آخر شيء تراه عيناي حين مماتي ... لقد سكنتني، وجرى حبّك في دمي، لذا عليّ أن أجرح نفسي لأنزف دمًا، حتّى أتمكّن من إخراجك من داخلي، عليّ أن أمزّق روحي التي سكنتها، وأن أسكت قلبي الذي ينبض لأجلك، فقط ...
لقد محوت ذاتي، لتكون أنت ذاتي ... ربّما لم تكن تعلم أنّني كنت أشعر بالخذلان كلّما صددت مشاعري بالحواجز التي أقمتها بيني وبينك، وبأنّك كنت تشعرني أنّني ارتكبت ذنبًا نحوك ... كنت تدفعني لأن أشعر أنّك تذرف دموعًا لأنّك قد تبتعد عنّي ... وأنّ عليّ أن أتحدّث معك، وأن أطمئنّ عليك، وأن أشعر بوجودك، وأن أكون كما عهدت قلبي نحوك ...
يجب، الآن، أن تخرج منّي، وللأبد، حتّى تعود روحي، ويرجع قلبي إليّ، وأستعيد ثانية ما يحملان لي من أحاسيس ومشاعر، ليس لأنّك لم تستحقّ امتلاكهما، بل لأنّ الحقيقة هي أنّني أنا من كنت أحبّك، وليس أنت من كنت تحبّني ... أنت أحببت، فقط، فكرة أنّ هناك امرأة أحبّتك بصدق، إلى درجة الجنون، وهي تحفظك في داخلها على مرّ السّنوات ... عليّ، الآن، أن أذهب إلى مكاني، حيث ينبض قلبي لي وحدي ... وعليّ أن، أدرك أنّه حان وقت رحيلك، وهو كرحيل أيّ شيء ... ولكن، قبل ذلك، أودّ أن أشكرك فقد كنت ذكرى ... تجربة ... حلمًا أحببت أن أعيشه ... قصّة حب كنّا نحن الاثنان بطلين فيها ... ولكنّني، في الحقيقة، أنا من كنت بطلتها، في النّهاية، لأنّني استطعت أن أكتب نهايتها، كما يجب لها أن تكون ... فشكرًا ... شكرًا.
أنسام عبد الله - كفرياسيف