المستوى الصوتيّ للهجة كفرياسيف
حسيب شحادة*
(جامعة هلسنكي)
أهارون جيبع-كلاينبرجر (محرِّر)، دراسات مجمعيّة: العربيّة الفلسطينيّة وتراثها اللغويّ الشعبيّ. مجمع اللغة العربية، الناصرة، ٢٠٢٠، ص. ١٩٧-٢٢٥، xxi-xx; ٣٩٢ ص.، + xxx-vii.
Aharon Geva-Kleinberger (Editor), Arabic Language Studies: Palestinian Arabic and its Lingual-Folkloric Heritage. The Arabic Language Academy, Nazareth 2020, 392 pp. + vii -xxx; 197-225, xx-xxi.
* البروفسور حسيب شحادة من قرية كفرياسيف، التحق بقسم اللغة العبريّة في الجامعة العبريّة في القدس عام ١٩٦٢، وحصل على الدكتوراة عام ١٩٧٧. مجال تخصّصه هو اللغات الساميّة وثقافاتها بعامّة، والتراث السامريّ بالعربية بخاصّة. درّس العربية والعبرية في الجامعة العبرية قرابة العقدين من الزمن، فجامعة بئر السبع، فجامعة بير زيت، فجامعة برلين الحرّة، فجامعة هلسنكي حتّى سنّ التقاعد موخّرًا. من مؤلّفاته مجلَّدان يضمّان أوّل طبعة علميّة كاملة لتوراة السامريين بالعربيّة صدرا عن الأكاديميّة الوطنيّة الإسرائيليّة للعلوم والآداب. نشر مؤخّرًا شرح صدقة الحكيم السامريّ من القرون الوسطى لسفر التكوين. فاز بالميدالية السامريّة لعام ٢٠١١.
مدخل
العرب في البلاد، زهاء المليون ونصف المليون نسمة، هم أقلية أصلانية ذات سمات لغوية خاصّة، ويعيش معظمهم في القرى، حوالي ٦١٪، وسكان المدن العربية والمختلطة يكوّنون نحو ٣٥٪، والباقي ٤٪ هم من البدو والمتنقّلين. حظيت هذه الشريحة السكّانية التي تعاني من الفقر والتمييز بتسميات كثيرة، ولعل أبرزها وأكثرها تداولًا عند العرب هي ”عرب الـ ٤٨“. أُطلقت على لغة هؤلاء العرب المحكية عدّة أسماء مثل: العَرعِبية، العَرْبانية، العِرْبية، العربرية، العربية الإسرائيلية، العربية الفلسطينية. لعلّ أهمّ سِمة تميّز هذه اللهجات، لا سيّما في داخل الخطّ الأخضر، عن أخواتها في العالم العربي، هو وجود الدخيل العبري. هذا الدخيل المتفاقم باستمرار منذ العام ١٩٤٨، لدى أغلب شرائح المجتمع العربي، يجعل هذه اللهجة المهجّنة غير مفهومة بشكل تامّ بالنسبة للعرب، الذين لا يعرفون العبرية، (ص. ١٩٨) قرابة الأربعمائة مليون إنسان. يتحدّث المرء عن اللهجة الفلسطينية على سبيل التبسيط، إذ أنّه في الواقع، هناك عدّة لهجات بناءً على عوامل جغرافية واجتماعية مثل لهجة المدينة، لهجة الفلاحين ولهجة البدو، ولكل واحدة منها صفات خاصّة بها، لا سيّما في المجال الصوتي، ككيفية لفظ القاف مثلًا. وممّا يميّز الناطقين باللهجات الفلسطينية أنّهم منقسمون جغرافيًا وسياسيًا إلى عدّة فئات هي: فلسطينيو الثمانية والأربعين، فلسطينيو الضفّة الغربية، فلسطينيو قِطاع غزّة، فلسطينيو الشتات، إمّا في الدول العربية وإمّا خارجها. ومن المعروف أنّ القسم الأكبر من الشعب الفلسطيني، يعيش خارج وطنه، وهكذا تأثّرت لهجاته بلهجات ولغات البلدان التي يسكنون فيها منذ سبعة عقود تقريبا.
الأصوات اللغوية
يمكن وصف طبيعة الصوت اللغويّ عند معرفة حالة الشفتين الصوتيّتين (لا ”الأوتار الصوتية“ أو”الحِبال الصوتية“) عند النطق؛ طبيعة مجرى الهواء من الرئتين، أيصل إلى الفم فقط، أم أنّه يمرّ عبر الأنف أيضًا؛ هل مرور الهواء حرّ في الفم أم إنّ هناك عائقًا ما في نقطة ما، وما العائق؟ ما هي المخارج الدقيقة في الفم؟ إنّ تدفّق الهواء من الرئتين وخروجه الحرّ من الفم أو الأنف، أو من كليهما، يعني التلفُّظ بـ”صائت“ (حركة، vowel)، وأيّ انحباس خلال هذا المجرى معناه النطق بـِ ”صامت“ (حرف صحيح، consonant). إذن من صفات الصوت المميّزة الجهر ُ أو الهمس، الشدّة أو الرخاوة، الاستعلاء أو الاسْتِفال، الإطباق أو الانفتاح. يتكوّن جهاز النطق من الأعضاء التالية وهي: الرئتان؛ شعبتا القصبة الهوائيّة (bronchial tubes)؛ شفتان صوتيّتان (vocal cords)؛ الحلق وخاصّة الحَنجرة (larynx) أو تفّاحة آدم؛ الأنف؛ اللهاة (uvula)؛ الحنكان (palates)، الأعلى (ص. ١٩٩) والأسفل؛ الفم؛ الأسنان؛ الشفتان. تستطيع الشفتان الصوتيّتان القيام بثلاثة أنماط من الحركة على الأقلّ، وهما مسؤولتان عمّا يُدعى في علم الأصوات بـ ”مجهور“ (voiced) أي تذبذب الشفتين، وَ ”مهموس“ (voiceless)، أي انعدام الذبذبة، وعن ”الهمز“ (glottal stop) الموجود في لغات كثيرة كالعربية والدانماركية وبعض اللهجات الصينية واللغات الهندية الأمريكية. من الوسائل القديمة والسهلة للتعرّف على جهر الصوت وضعُ أنملة إصبع السبّابة مثلًا على تفّاحة آدم أو على الجبهة أو وضع إصبعين، كل إصبع في أذن، فعند التلفُّظ (المشافهة عند سيبويه) بصوتٍ ما، وفي حالة الإحساس بذبذبة، يكون الصوت مجهورًا وإلّا فهو مهموس. في العصر الحديث، ثمّة طرق تقنيّة للتفريق بين الجهر والهمس مثل آلة Zund-Burguets Voice Indicator . كِبر حجم جهاز النطق عند الإنسان وشكله المستطيل، يمكّنه من التلفّظ بعدد كبير جدًا من الأصوات. يرى بعض المفكّرين أنّ تسمية الإنسان بـ ”الإنسان الناطق“ (homo loquens) أفضل من العبارة الشائعة ”الإنسان العاقل“ (homo sapiens). يقال إن العُصفور يطلق ثلاثين صوتًا مختلفًا تقريبًا، في حين أنّ عدد الأصوات في اللغة الإنسانية غير متناهٍ.
هناك سبعة آلاف لغة تقريبًا في العالم، ويُقدَّر عدد الحركات بمئتين، أمّا عدد الصوامت فيصل إلى أكثر من ستّمئة. من الممكن وصف الصوائت أو الحركات وَفق ثلاثة معايير، العلوّ والخلفية والاستدارة. في اللغة العربية، على ضوء وصف سيبويه في الفصل الأخير من كتابه، اثنان وأربعون صوتًا، مستحسنًا وغير مستحسن، على حدّ سواء. ومن المعروف أنّ الفونيم صنفان، قطعيّ (segmental) وفوقطعيّ (suprasegmental)، ويشمُل الأوّل الصوامت والصوائت، أمّا الثاني فيضمّ النبرات والأنغام والفواصل. لكلّ لغة في نظامها (٢٠٠) الصوتيّ سمات بارزة خاصّة بها، من حيث الصوامت والصوائت والنبر، تميّزها عن لغات أخرى، ومن أسماء العربية ”لغة الضاد/أو الظاء“ بالرغم من وجود هذا الصوت الحاليّ في لغات أخرى. الضاد القديمة التي وصفها سيبويه مثلًا، تختلف عن الضاد الحالية. نطق القديمة ليس سهلًا، مَخْرجها من حافّة اللسان وما يليها من أضراس الجهة اليمنى أو الجهة اليسرى أو منهما معًا، مع الإطباق، أي ارتفاع وسط اللسان في تقعّر إلى الطبق الأعلى من الحنك.
كفرياسيف
بلدة عربية معروفة في الجليل الغربيّ، تقع على تلّة ارتفاعها ٧٥ مترًا عن سطح البحر، وتبعد أحد عشر كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من مدينة عكّا. مساحة البلدة ٢٥٦٠ دونمًا، مسطح البناء ١٨٦٠ وأراضيها ٦٨٦٠ دونما. يبلغ عدد سكّانها زهاء العشرة آلاف نسمة من المسيحيين والمسلمين وأقلية صغيرة من الدروز. فيها خمس كنائس، وينتمي مسيحيوها لعدّة طوائف: الأُرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، الأنچليكان، المعمدانيّين، وهناك مسجدان ومقام هامّ للدروز ”الخضر“ (هو إلياهو النبيّ في اليهودية والقدّيس مار إلياس في المسيحية). سكن في الحيّ الجنوبي من البلدة بعض اليهود حتّى عام ١٨٤١. في البلدة ثلاث مقابر للمسيحيين والمسلمين واليهود. مساحة المقبرة اليهودية ستّة دونمات، وعلى شواهد قبورها نقوش بالعبرية والعربية. جثامين أثرياء عكا اليهود، كانت تُنقل إلى كفرياسيف لدفنها هناك، لأن عكّا كانت خارج حدود الشريعة اليهودية. ويبدو أنّ مواكب الجنازة كانت تُشاهَد في فترات زمنيّة متباعدة، وهذا الواقع يفسّر القول المأثور والخاصّ (ص. ٢٠١) بلهجة كفرياسيف ”شُو كِنّو مِيِّتْ يَهودي“، والذي يقال عند لقاء اثنين من الكفارسة بعد غياب طويل، للتعبير عن الاستغراب. قد يضيف الكفرساويّ لفظة أو أكثر قد تكون خاصّة بلهجته، مثل خبز ”القَلّيط/إلألّيط“ أي خبز القوالب، خبز يهود، و”كُلِّش“ كظرف مكان معناه ”آخر نقطة“ مثل ”وِقْعَتِ البنّوره في آخر الحَكورَه كُلِّش“ و”خَرّوش (ū) أي شَمّام. هذه الكلمات وأُخرى كثيرة مثل: طَرْبونِة الدخّان، إبْرِة البريموس، عمَّر اللوكس/الطُبّاخ، خَلْقينِه، جورَعة، بُسْتْرينْتي عليك، كُبِّةْ حيلِة، إطْوالِه، إِلْيوك، طَيّارَه، نَمْلِيّه، تِمْنِيِّه، مُرْكاس، إرْياح، قُصُرْمل، مَشْتيل، زَقْطَه، بُرْطاش، إلْمور، الران، إلْباج، إلْماج، إلْعَقيدِه، الجَحْشِه، بالشَّقْلِه، إِمْخَضِّر، خْضارة، حَوّاط، لَقْشِي، شَطَّب، فَلَّع، لَوَّح، كَوَّخْ، قُبّيلِه/هُبّيلِه، طُقّيعَه، مَيِّة الصفْوِه، صُبّيغ بيض، تلك كلمات لا يعرفها جيل الشباب اليوم. في خمسينيّات وستينيّات القرن الماضي، كثرت كلمات دخيلة من الإنجليزية مثل: أوطومْبيل، إلإم بي، باك، بَلْكون، بوسْطة، بوسوكْليت، بوليس، تراك، تراكْتور، ترين، تكْسي، تيم، تِرِمْ، چَلَن، چول، چولَرْجي، راديو، فوطْبول، كالار، كورْبَه، موتورْسايْكِل/طُرْطيقة، وينْچ، الخ. معظم هذه الكلمات قدِ استُبدلت بكلمات عربية.
ذكر بعض الفرنجة في القرون الوسطى كفرياسيف تحت أسماء مثل Cafresi, Capher Sin، ويُستفاد ممّا كتبه فيكتور جورن، الذي زار البلدة في نهاية القرن التاسع عشر، أنّ عدد سكّانها كان ستّمئة نسمة، من ضمنهم أقلّ من مئة من المسلمين والباقون أرثوذكس. بناء المدرسة الابتدائية في القرن العشرين تمّ في شباط ١٩٣٩، إلا أنّ المدرسة الابتدائية الأولى في البلدة أُسِّست عام ١٨٧٠ بمبادرة الإرسالية الروسية الأرثوذكسية (المسكوبية) في دار الخزاعيّ. ويُشار إلى أنّ أقدم مجلس محلّي في فلسطين كان قد أُقيم في كفرياسيف في الحادي عشر من تشرين الثاني عام ١٩٢٥، وترأّسه يوسف سليمان بولس حتى العام ١٩٣٢. أمّا المدرسة الثانوية التي تحمل اسم ”ينّي ينّي“ (١٨٩٥-١٩٦٢، رئيس المجلس (ص. ٢٠٢) من عام ١٩٣٤ وحتى وفاته)، فإنّها الأقدم في الوسط العربي في البلاد، ويعود تأسيسها إلى العام ١٩٤٩. وفُتحت سوق يوم الخميس الشهيرة في ثلاثينيّات القرن العشرين. كانت في البلدة عين ماء معروفة باسم ”العين“ و”ران“ للدوابّ حتى سنة ١٩٥٩، رُبطت البلدة بشبكة المياه عام ١٩٦١ وبالكهرباء عام ١٩٦٩، وأُقيمت شبكة المجاري عام ١٩٨٦. أُطلقت على كفرياسيف ألقاب مثل ”عاصمة الجليل“، أُسوة بصفد وطبريا والناصرة وَ”بانيها حَلَوَنْجي“ ، ”دَشورَه“ و”أمّ القرى“. كفرياسيف بلدة معروفة بنسبة عالية جدًّا من المتعلّمين وحاملي الشهادات الأكاديمية .
المستوى الصوتيّ للهجة كفرياسيف
هذا وصف مختصر لما في هذه اللهجة الجليلية من صوامت وصوائت وما يطرأ عليها، مشفوع بأمثلة توضيحية، وذلك على ضوء لهجة الكاتب الفردية (idiolect)، وهو ابن كفرياسيف، من مواليد عام ١٩٤٤، وتلقّى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم تابع دراسته الأكاديمية حتّى درجة الدكتوراة في اللغة العبرية في الجامعة العبرية في القدس، ثم درّس فيها وفي جامعات أخرى: بير زيت، بئر السبع، برلين الحرّة وهلسنكي حتّى سنّ التقاعد. قضى الكاتب تسعة عشر عامًا في مسقط رأسه. لا علم له بأيّ بحث تناول هذا الجانب الصوتيّ للهجة كفرياسيف الأصلية أو أيّ جانب لغويّ آخر بشكل موسّع.
من المعروف، كما أشار اللغويون القدماء، أنّ بعض الأصوات لا تجتمع مثل الجيم والقاف، الصاد والجيم، النون قبل الراء، الزاي بعدالدال، الشين بعد لام، الباء والسين والذال، الزاي والذال والسين، الصاد والطاء ولا بدّ من حروف الذلاقة: ب، ر، ف، ل، م، ن في الصيغ (ص.٢٠٣) الرباعية والخماسية إلخ. يمكن تأليف زهاء ١٢ مليون كلمة من الأبجدية العربية كما ذكر الفراهيدي، إلا أنّ المستعمل لا يزيد عن الثمانين ألف كلمة.
أ) الصوامت
يعود تصنيف الأصوات العربية الثلاثيّ إلى سيبويه، الشديدة والرخوة وما بين الشديدة والرخوة. الأصوات الشديدة: الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والتاء والدال والباء؛ والرخوة: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء الفاء؛ أمّا التي ما بين الشديدة والرخوة فهي: الهمزة، اللام والميم والراء والواو والألِف (كألف ما). ظاهرة قلب الأصوات أو نطق صوت مكان آخر شائعة في العربية قديمًا وحديثًا، وتكفي هنا الإشارة إلى عنعنة تميم أي قلب الهمزة عينا في مثل ”سؤال/سُعال“؛ وكشكشة ربيعة أي قلب الكاف، (ولا سيّما كاف المخاطبة)، شينا مثل ”عليكِ/عليش“؛ وعَجْعجة قُضاعة أي قلب الياء المتطرّفة الساكنة أو المشدّدة جيمًا مثل”راعي/راعج، بالعشيّ/بالعشج“؛ وبنو مازن وبكر بن وائل كانوا يقلبون الميم باء (سورة آل عمران ٩٦). يكاد لا يوجد صوت واحد لا تعتريه ظاهرة القلب.
هذه هي الفونيمات الأربعة والعشرون في لهجتي، (٢٨-٤) ث، ذ، ظ، ق (+ ٢ چ، ڤ من الإنجليزية): الهمزة، الباء، التاء، الجيم، الحاء، الخاء، الدال، الراء، الزاي، السين، الشين، الصاد، الضاد، الطاء، العين، الغين، الفاء، الكاف، اللام، الميم، النون، الهاء، الواو، الياء.
١) /ء/ أوّل حروف المباني، صوت شديد مُخرجه من الحَنجرة وهو ليس مجهورًا ولا مهموسا، وله ستّة أشكال في الكتابة (أ، إ، ء، ىء، ؤ، ئـ). تُلفظ الهمزة الواردة في أوّل الأسماء مثل: ”أَبو، إِم، أُخت“ (وفي الجمْع ”إِبَّيات، إمَّيات، خَوات“ بحذف الهمزة في الأخيرة) وكذلك في ”مَسِّيكو بالخير“ أي ”أُمَسّيكم بالخير“. تلفظ همزة أل التعريف دائمًا بالكسر مثل: ”إلأبو، إلإِم، إلْأُخت، إِشَّمْس، إِسّا (الساعة = الآن), إِلِّي (بدلًا من ”الذي“ (ص. ٢٠٤) وأخواته)، إِجّامْعَه“ أو ”إلْجامْعَه“ (فالجيم شمسي وقمري في لهجة كفرياسيف)، وكذلك في الضمائر المنفصلة إِنْتِ، إِنْتو، إِحْنا (ولكن: أَنا) وفي اسم الشهر الميلادي التاسع ”إِلُول“. وهناك حرف الاستفهام ”أَنو (ū)، أَني (ī)، أَنِنّي“ (أي ”أيُّ“ للمذكر وللمؤنث وللجمع، مَنْ“. استثناء لهذه القاعدة العامّة نجده في لفظة الجلالة، ”أَلّا“ بالفتح وبتفخيم اللام وإلّا أصبح ”أَلّا“ بمعنى ”أن لا“. كذلك قد تُحذف الهمزة في ”أل التعريف“ وتبقى اللام مكسورة في مثل هذه الكلمات التي على وزن ”فِعال، أفعال، فُعول إلخ“ فنقول ”لِكْتاب، لِحْمار. لِوْلاد، لِقْصور، لِجْنود، لِفْلوس، لِبْيوت، لِجّمال، لِقْلام، لِعْيون، لِحْصونِه ولكن إلْحُصِن“ ( كِتاب في الفصحى وإكْتاب في العامية، أَلْكِتاب > *إِلْكْتاب > إلِكْتاب > لِكْتاب).
تُحذف همزة ”أفْعَلَ“ في الأجوف الواويّ واليائيّ مثل ”أدار، أراد، أزاح، أقام، أفاد، أهان، أصاب“، المتحوّلة في العامية إلى ”دار، راد، زاح، قام، فاد، هان، صاب“. يقتصر استعمال ”راد“ في مثل ”إن أَلّا راد/كَلَّلْنا وِنْ أَلَّا راد “ أي: إن شاء الله. والتمييز بين ”أفعل” هنا و”فَعَل“ يبدو واضحًا في صيغتي المضارع والأمر ”دار بِدِير ديِر، قام بِقيم قيم“ مقابل ”دار بدور دور، قام بقوم قوم“، الأول متعدٍّ والثاني لازم. تبقى همزة ”أَفعل التفضيل“ كما هي في مثل ”أَكْبَر، أزْبَط، أَخَفّ، أَغْلى، أَبْصَر (في لهجات كثيرة أخرى: إِبْصَرْ)“ أمّا فتحة همزة ”أَفْعَلُ“ للتعبير عن الألوان والعاهات فتُقلب كسرة مثل ”إِحْمَر، إِبْيَض، إخْضَر“ وعند إستعمال صيغة ”أَحْمَر“ إلخ. فمعناه التفضيل، أكثر حُمرة، إحمرارا أو تياسة مثل: فِش أحْمَر مِنُّه، ”إِعْرَج، إِحْوَل/إِخْوَص، إِعْوَر، إِفْكَح، إِصْلَع، إِشْهَل، إِصْوَح، إِكْتَع“. وتُقلب همزة ”أكل، أخذ“ في صيغة اسم الفاعل في الوزن الأوّل، ”فعل“ ميما أي ”ماخِدْ، ماخْدِه، مَخْدين، مَخْدات“ وكذلك ”ماكل“ وهناك قلّة تقول ”ميكِل، ميخِد“ إلخ. ولكن نقول ”آمِر” إلخ. كما في الفصحى. والجدير بالذكر أنّ همزة ”أَفْعَلُ“ في الأسماء المذكّرة تبقى عادة مفتوحة مثل ”أَنْوَر، أَمْجَد، أَدْهَم، أَكْرَم“ وتأتي مكسورة في مثل ”إِحْمَد، إِسْعَد“ وقد تأتي مفتوحة تارة ومكسورة طورًا آخر، لاختلاف ما في المعنى مثل ”أَسْمَر، أَشْقَر“ كاسم عائلة وقد لا تكون هناك أيّة صلة باللونين ”الأسْمر، الأشْقر“ ومن جهة ثانية ”إِسْمَر، إِشْقَر“ للدلالة على اللون. (ص. ٢٠٥) الوزن ”إِفْعيل، أَفاعيل“ يبقى كما هو في اللغة المعيارية مثل ”إِبْريق، أَبَريق؛ إِسْفين، أَسَفين؛ إِنْجيل، أَنَجيل“ ولكن ”أَفْعال“ كثيرًا ما يتحوّل إلى ”إِفْعال“ وأُضيفت الهمزة لتفادي البدء بساكن مثل ”إبْواب، إجْيال، إِوْلاد، إِحْجار“ ومقابل ذلك نجد ”أَمْتال، أعْمال، أحْوال“.
همزة مهموز الفاء مثل ”أَدَّن“ أي ”أَذّن، أسف، أمل، أجل، أدب، إلخ.“ تبقى في الصيغ المستعملة مثل ”بِأَدّن، إمْأَدِّن، مِتْأَسِّف، إمْنِتْأَمَّل، إِتْأَجَّل، إِِمْأَدَّب“. وفي المقابل نجد ”إِتّاكَل، إِتّاخَد“ إلخ. في بعض الحالات تُحذف الهمزة الواقعة في أوّل الكلمة مثل ”دان، دِنين“ أي ”أُذن، أُذُنيْن“، وتقلب واوًا في مثل ”وَدَّى، بِوَدّي“ أي “أوصل“ وتقلب ياء في بعض الحالات مثل ”وين“ أي ”أيْنَ“، وأذكر أن امرأة واحدة معلّمة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، دأبت على استعمال لفظة ”فين“ العكّاوية على ما يظهر للتغنج والمباهاة.
همزة صيغة الأمر في الفعل الثلاثي السالم المجرّد، تكون إمّا مكسورة أو مضمومة بناء على حركة عين الفعل المضارع، كما هي الحال في العربية المعيارية. تُكسر الهمزة عندما تكون حركة عين المضارع فتحة أو كسرة مثل ”إِكْتِب، إِرْسِم، إِفْتَح، إِمْشِ“ و ”أُضْرُب، أُعْبُط، أُؤْعُد/هُقْعُد، أُشْكُر“. في الأفعال الثلاثة التالية المهموزة الفاء ”أَخد، أَكل، أمر“ نجد ”بوخُد، إِمْنوخُد، خود، خُدي إلخ...“ وكذلك في ”أكل“ أمّا في ”أمر“ فتبقى الهمزة ”بُؤْمُر، إبْتُؤُمْرو، أُؤْمُر/هُؤْمُر“. عند اجتماع همزتين في أوّل الكلمة وبغضّ النظر عن أصلهما، يُمكن استبدال الأولى بالهاء تسهيلًا للنطق كما في الفعلين الآنفي الذكر وفي أسماء من قبيل ”إِئْسُود(ه)/هِئْسُود(ه)، أَأَلّ/هَأَلّ“. وهناك ”هِيّاني، هِيّاكْ، هِيّاتا إلخ.“ بدلًا من ”إِيّاني، إِيّاكْ، إِيَّاها إلخ.“
الهمزة في وسط الكلمة، قد تبقى في حالات معيّنة، وتحذف في أُخرى، وتُقلب إلى حرف مدّ يناسب حركة ما قبلها؛ ومن الصعب جدًا إيجاد قاعدة جامعة مانعة في هذا الصدد. تبقى الهمزة في مثل ”سأل، سؤال، مسئلة“ ومشتقاتها و”جأر، يِئِس“،”إسْرَئيلي“، ”مُؤامَرَه“، ”إِطْفَئيِّه“، ”مُؤْمِن، لَئيم، جئيم (عنيد، راسه يابس)“ و”رَئيس، رُؤَسا“ ربّما لوجود ياء (ص. ٢٠٦) بجوار الهمزة، ومضارع وأمر ”أمر“ أي ”أُؤْمُر/هُؤْمُر“، وألفاظ أونوماتوبية، محاكاة الطبيعة (onomatopoeia)، ”بأْبأْ، تأْتأ، وأْوأ“؛ ومن ناحية أخرى نجد ”بِير، توم (توأم) دِيب، ريحه، زيبَق، كاس، راس، روس، فار (مثل فار يفور)، فِران، رايْ، إِمْرايْ، مَرَه، ميبَر (إبرة كبيرة لشكّ أوراق التبغ - اندثرت هذه اللفظة) رِيّات، ماوِي (مائيّ) فال، بِتْفاوَل (المعنى بعكس ما في الفصحى، تفاؤل، يقال: فال ألّا ولا فالَكْ)، ميدَنِه، خَطِيِّه، إتْوََّضا، عبّا، مِيِّه، مَلان، إمْوَقَّت، مونِه ولكن الجمع مُؤَن، بوخُد، بوكُل، كِنُّه أي كأنّه ولكن يُقال لأنُّه، كَمانْ (كما أنَّ، بمعنى أيضا، المزيد)، مِنْ شان، عَشان، شوم بمعنى شُؤْم، ولكن يقال لُؤْم“ روبِه (ō) أي رُؤْبَة. وتعود همزة ”فاعِل“ من الأجوف الواويّ واليائيّ إلى ”ياء“ مثل ”نايِم، قايِم، بايِت، دايخ“ وكذلك في وزن ”فعائل“ مثل ”مصايِب، نتايِج، زبايِن، كَنايِس“. وهناك حالة واحدة على الأقلّ تقلب فيها الهمزة هاء مثل ”داؤود > دَهود (ū).
الهمزة المتطرفة تُحذف دائمًا تقريبًا، وقد يحلّ محلّها أحد حروف العلّة، وَفق الحركة مثل ”إِشي، أَشْيا، ألِف با، بِكا، إِتّلاتا، دَوا، رجا، سَما، شِتا، إِهْتَرا، عَزا، فضا، وَما، قَضا، ضَوْ، إضْواوْ، مَسا، خَضْرا، هَنّا، إهْدا، هادي (ولكن: هُدُوء)، عَرْجا، عُمَلا، وُزَرا، عَبايْ، دَفّايْ، بِدِي، قِرِي، صَدّا، خبّا، بُبّو (بؤبؤ العين)، لولو، إنْشالّه، مَشالّه، ولفظة ”ماء“ تُقلب ”مَيْ“ بميم مفخّمة وهي مؤنثة (ومي بالترقيق اسم بنت) والفعل ”جاء“ يُصبح ”أجا، بيجي، تَعال“ في حين أنّ ”جاء بـ“ أصبح في العامية ”جاب، جابت“ أي ”جلب، أحضر؛ أنجبت، ولدت“. في حالات نادرة جدًّا تبقى الهمزة المتطرفة على حالها فلا تُحذَف مثل ”بطيء، بريء، جريء، جزء، إلى اللقاء“ المأخوذة من اللغة المعيارية. وتضاف الهمزة على آخر ”لا“ فيقال ”لأ“ في الاستعمال غير الرسمي وقليل الأدب.
(ص.٢٠٧) وأخيرًا هناك الهمزة المنقلبة عن القاف الفصيحة. كلّ قاف في العربية المعيارية، بغضّ النظر عن موضعها في الكلمة، تُلفظ عادة همزة مثل ”أَزاز، آل، بِؤول، سوء، إلْؤُدْس، مُسيئا، وَئّادِه، إِبْلِه، آدِر،أُدْرَه“. وهناك بالطبع بعض الاستثناءات مثل ”إلْقُرْآن، إلقاهرة، دِمشق، القوقاز، إلْقِمِّه، إقْليم، إلقارّة، إلقَرْن، إلْقِرْم، إلقاعدَة، قاعَه (لفظها بالهمزة آعَه يعني قعرُها، أما بالقاف فالمعنى كما في الفصحى، قاعة محاضرات، حفلات إلخ...)“. ومن الطبيعي أنّه كلّما ارتقى مستوى حديث المتكلم تحقّق لفظ القاف. بالنسبة لـ”القاهرة“ يمكن القول إنّ لفظها بالهمزة يجعلها قريبة جدّا من ”العاهرة“، والكلمات الأخرى رسمية فمثلا نقول ”إِرِن، هِئْرُون“ بالهمز مثل ”قِرِن موز/بامي“ ونقول ”قَعَدْ، بُقْعُد“ إلخ. بالهمزة ولكن ”قاعْدِه عسكرية، إلْقاعِده“. وفي القلب المكاني نجد مثلا ”أَبْلَه > إهْبَلَ/أهْبَلْ/“.
٢) /ب/: صوت انفجاري شفوي مجهور. وهذا الصوت يعبّر أيضًا عن نظيره الأجنبي المهموس ”الپاء“ الذي لا وجود له في العربية في مثل ”باسْبُرْطْ، بُلِيس، باريس، باشا، بوسْطَه، أُروبّا (الواوان هنا تلفظان ō)، بُوعيل (ē) حيفا (أي: פועל חיפה). الباء يكون أحيانًا مفخّمًا في لفظة معيّنة ومرقّقًا في أخرى مثل: ”بابا“ مفخّم أي ”بابا الُڤاتيكان“ مقابل ”بابا“ مرقّق أي ”بابُها“؛ ”بَرِّي“ بالتفخيم أي ”البَرّ التابع لي“ ومقابله ”بَرِّي“ بالترقيق أي ”اسم منسوب إلى بَرّ“، ”بَرَد“ بالترقيق أي ”شعر بالبرْد“ وبالتفخيم ”بَرَد“ في مثل ”إِدِّنْيا بِتْشَتّي بَرَدَ مش تَلِجْ“. أمامنا إذن فونيمان للباء. يستعمل عادة صوت الباء كما يستعمل ”في“، ولكن هناك بعض الفوارق ولا مجال للوقوف عليها هنا. يستعمل ”الباء“ سابقة في الفعل المضارع، ويكون مفتوحًا في صيغة المتكلم ومكسورًا في باقي الضمائر مثلًا ”بَشُوفْ، بِتْشُوفْ/ي، بِشوفْ، بِنْشُوفْ/مِنْشُوفْ، بِتْشُوفو“ (تلفظ الواو هنا ū). قد يكون أصل هذه الباء من ”بَدِّي“ أي ”أُريدُ“ وفيها جانب من سمات الاسم وآخر من صفات الفعل. تأثيل هذه اللفظة هو: ب+ ودّ+ ي = بِوُدّي ثم أصبحت ”بَدّي“ وفي لهجات (ص. ٢٠٨) فلسطينية كثيرة أخرى ”بِدّي“ بالكسر كما في القدس مثلا، وهذا الاختلاف البسيط ظاهريًا هامّ، فلساني لا يُطيعني في الحديث الطبيعي العادي للتلفّظ بالكسر، ولكن علّمت صيغة القدس في الدورات التي علمّت فيها لهجة القدس. تُصرّف ”بَدِّي“ مثل الاسم ”بَدَّك، بَدِّك“ و ”كُنْتْ بَدِّي، كُنْتْ بَدَّك، كُنْتِ بَدِّكْ“ إلخ. ولكنّه يُنفى كالفعل ”بَدِّيشْ، ما بَدِّيش، ما بَدِّي، ما كُنْت/كُنْتِشْ بَدِّي، ما كُنْتِ/كُنْتيشْ بَدِّك إلخ.“ و”بَدِّي“ ومشتقاتها تعني ”أُريد، أحتاج، على وشك“. وهناك بعض الكلمات التي تأتي إمّا بالباء وإمّا بالميم في مثل ”كَبْشِه/كَمْشِه“ أي ”قبضة“.
٣) /ت/: صوت انفجاري سِنّي مهموس ونظيره المجهور هو الدال. والفرق بين التاء والطاء هو أن الأول غير مُطْبق والثاني مُطْبق، والإطباق معناه ارتفاعُ طرف اللسان وأقصاه نحو الحنك وتقعُّر وسطه. وللتفريق بين هذين الصوتين نرى أنّ الألف تكون مفخّمة بعد الطاء، ومرقّقة بعد التاء مثل ”تاب“ و ”طاب“. وتكون هذه التاء مقتطعة من ”حَتّى“ مثل ”تَأَشُوف بَدّي نَضّرات“ أي ” كي أرى أحتاج لنظّارات“. وبالطبع تُلفظ التاء طاء بجوار أصوات مفخّمة مثل ”صوط“ أي ”صوت“ و”فُطْبُل، أُطُمْبيل“ (في طريقهما إلى الاندثار ولا سيّما الكلمة الثانية) أي ”كُرة القدم، سيّارة“؛ وفي حالات أخرى بدون تفخيم مثل ”إطْراب“ (تُراب)، وفي الأعداد من اثني عشر إلى ثمانية عشر مثل ”خَمِسْطَ(عْ)ش، خَمِسْطَ(عْ)شَرْ“. وتقلب التاء المربوطة غير المنطوقة في الأعداد من ثلاثة إلى عشرة إلى تاء منطوقة في مثل هذه الحالات ”خَمِسْ تَلاف/تِرْطال/تُرُغْفه/تِرْباعْ/تُشْهُر/تُنْفُس“ أي إنّ تاء العدد تحلّ محلّ همزة ”أفْعال، أفْعِلَة، أَفْعُل“. وتأتي التاء في حالات كثيرة بدلًا من الثاء، وهو احتكاكي أسناني مهموس ونظيره المجهور هو الذال الذي لا وجود له في لهجتي أيضا. بعض الأمثلة ”مَتَلًا، تَمْتيل، تَعْلَبْ، تَلِجْ، تَماني، تومي (ثوم)، إتْقيل، إكْتير، خبيت“. في بعض الحالات نرى هذا التحول ث > ت > ط مثل ”ثَوْر > تور > طور“ (الواوان هنا تلفظان ō) ولا توجد صيغة جمع مستعملة، وَ ”حَرّاط“ أي ”حَرّاث“. أمثلة أخرى مماثلة نجدها في ”ثَأْر“ الذي يُلفظ ”طار، أَخَدْ بِطارُه/أخَدِ بْطارُه“ أي ”أخذَ بِثأْرِه“، (ص. ٢٠٩) وهكذا فلفظة ”طار“ في لهجتي قد تكون إسمًا أو فعلا بحسب السياق؛ و”طَمَره“ أي ”ثَمَرَة“؛ ثم الفعل ”غَيّط“ المندثر اليوم، إذ لا استسقاء. قد تُسمع الثاء في أسماء مثل ”ثَرْوَة، ثائر، ثَرْوَت“. والتاء حرف من حروف المضارعة ”أنيت“، وهي علامة جمع المؤنّث السالم مثل ”إمْوَزّفاط“ (موظّفات، الزاي مفخّمة) وتضاف هذه اللاحقة [-ات] إلى بعض أسماء الجمع للتعبير عن كميّة معيّنة مخصوصة مثل ”عِنّالْقَمْحات وِلْحُمْصات وِلْعَدَسات وِلْبامْيات“ أي: لدينا ما نحتاجه من القمح والحمّص والعدس والبامية. وهذه اللاحقة [-ات] تستعمل في صيغة جمع الكثير من الكلمات الأجنبية مثل: إتْرَكْتُر، إتْرين، بُسُكْليت، تَكْسي، لوكْس، إبْريموس، تَلْفِزْيون، كَمَرَه، تَلَفون، باص، كُمْبيوتَر، فَكْس. التاء المربوطة- ة، ىة، (المعقوفة، القصيرة) تُلفظ كلفظ التاء المفتوحة (الطويلة، المنبسطة) إلا أنّها، كما هو معروف، تأتي في آخر الكلمات المؤنّثة ولا تُلفظ إلا في حالة الإضافة مثل ”حَلاوِة إصّبي، مَدْرَسِةْ يَنّي يَنّي“ وفي بعض الأسماء مثل ”نَجاة الصغيرة“؛ وما زلت أذكر كاهنًا في أيام شبابي كان يردّد في عظاته كلماتٍ مثل ”الحياة، النجاة“ في آخر الجملة بتحقيق آخرها. ولفظة ”حياة“ بمعنى ”المرحوم/ة“ تُلفظ دائمًا لأنها تُستعمل في الإضافة لفلان، علّان وكذلك ”هَداةِ الْبال“. واللاحقة -ِه/ة للمؤنّث مثل ”مَدْرَسِه، مَحْدَدِه، عيلِه، رَضْفِه، فَحْجِه، مَرَصِه“ وترد بالفتحة -َه/ة إذا سبقها صوت حلقي أو مفخّم أو راء في مثل ”راحَه، إمْنيحَه، روحَه؛ وِقْحَه، إسْمَميخَه، مَطْبوخَه، طَبْخَه؛ بَديعَه، جُورَعَه، مَوْجوعَه؛ باغَه، صَبْغَه، مَدْبوغَه؛ إرْقيقَه، شُقْشاقَه، جَريئَه، بَراءَه؛ إِنْجاصَه، إِرْخيصَه (لكن: مَقْروصِه، مَقْصوصِه، مَرْصوصِه)؛ بيضَه، إِنْتِفاضَه، أوضَه، إمْحَمّضَه (ولكن: مَمْروضِه، مَعْروضِه)؛ بَطَّه، مَخْلوطَه، مَضْغوطَه، هابْطَه؛ لَحْظَه، بُوظَه، مَحْفوظَه (ẓ)؛ جارَه، جورَه، صُنّارَه، دُوّيرَه، مَكْسورَه، سَهْرَه، مَحْبَرَه، مَرَه، بَندورَه (ولكن في حالة الكسر: خَميرِه، إكْبيرِه، فَقيرِه)“. يُذكر أنّ هذه الفتحة بعد الأصوات الحلقية والمفخّمة والراء تتحوّل إلى كسرة عند الإضافة في (ص. ٢١٠) مثل ”بوظِة رام الله؛ بيضِةْ إلْعيد“. وفي كلمات نادرة قد تأتي الفتحة والكسرة في الكلمة ذاتها لتمييزٍ ما دلاليّ بينهما في مثل ”عايْدَه عايْدِه صَفّا إسِّنِه“ أي ”عائدة ستبقى في صفّها هذه السنة“. وهذا يذكّرني بـ ”بِنِتْ؛ بِنْتْ“ الأولى بمعني girl والثانية daughter of . هناك، كما يعرف الكثيرون، كلمات مذّكرة تنتهي بالتاء المربوطة، المؤنّث اللفظي، مثل ”أُسامَه، حَمْزِه، إبْشارَه، سَمارَه، طُعْمِه، حِلْوِه“ وهناك كلمات كهذه قليلة تكون للذكر والأنثى على حدّ سواء مثل ”نِعْمِه“. وفي التصريف تتحوّل التاء المربوطة لتاء مفتوحة ”زُوّاتّي فِ مَحْفزْطي“ أي ”زوادتي في محفظتي، والزاي مفخّمة“. تُشدّد التاء المسبوقة بصوت مجهور كالدال أو مهموس كالثاء اللذين يُدغمان بها مثل ”سَعَتُّه“ أي ”ساعدْتُه“، ”بَعَتّو“ أي ”بَعَثْتُم أو بعَثْتُهُ، إعتَمَتّ على“ أو في الكلام المتأني إعْتَمَدِتْ على“. وهناك ”باذِنْجان > بيتِنْجان“.
٤) /ج/: صوت ٱحتكاكي لثوي حنكي مجهور ونظيره المهموس هو الشين. يكون هذا الصوت شمسيًّا وقمريًا في لهجتي، ويُلفظ كما في rouge الفرنسية وليس كما في jail الإنجليزية. يلفظ الجيم شينًا عند مجاورته لصوت مهموس مثل التاء في ”إشْتَمَع، إشْتِماع، مُشْتَمَع“. وهناك كلمة ”وِجِْ“ أي ”وَجْه“ تلفظ بالشين لا سيّما إذا أُلحقت بها الضمائر المتّصلة مثل ”وِشُّ، وِشَّ، وِشِّن“ وتحمل دلالة سلبية. قد يُلفظ الجيم زايًا في لغة الأطفال التي كثيرًا ما يستعملها البالغون مع أطفالهم مثل ”هادا بِزَنِّن، مَزْبوط؟“ وفي ”زوزو“ بدلًا من ”جوجو“. وتستخدم اللاحقة -جِي تركية الأصل للتعبير عن أصحاب مهن مثل ”خُضَرْجي، بوسْطَجي، بويَجي، دُكَّنْجي، طَيَرْجي، حَلَوَنجي، بُسْتنْجي، قَهْوَجي، مَدْفَعْجي“ وصيغة المؤنث والجمع تنتهي باللاحقة ”إيِّ“ مثل dukkanğiyye. وهناك استعمالات مثل ”سُكَرْجي، قَوْمَجي، نِسْوَنْجي“ وتعني: السِّكّير، مَن يؤمن بشدّة بالقومية، مَن يرغب كثيرًا في النساء.تُمْكن مقارنة هذه الظاهرة بوزن ”فَعّال“ الدالّ عادة على المهن مثل ”بَلّاط، دَهّان، خَيّاط، فَرّاط“ وبجانبها ألفاظ مثل ”كَزّاب“ أي كثير الكذب لدرجة ( ص. ٢١١) امتهانه. وكلمة ”تازه“ الفارسية قد عُرّبت ”طازَج“، إلا أن ّ اللفظة في العامّية هي ”طازا“ وهي لا تتغيّر ”خُبِز/لَحْمِه/خُضْرا طازا“.
٥) /چ/: هذا الصوت الانفجاري الحنكي المجهور دخيل، ومقابلُه المهموس هو الكاف، دخل لهجتي من الإنجليزية ولاحقًا من العبرية مثل ”إِنْچْليزي، چِير، چول، چُلَرْجي، چَلَن، إچْرام، إمْسوچَر (بريد مضمون، مسجّل) جْديد لَنْچ، شَنْچَل، فَچون (قاطرة، تلفظ الواو ō)، چابي، چَوافَه، ڤولْس ڤاچِنْ، إسْتيرِنْچ (مِقْود)، زَنْچيل (غنيّ جدّا)، چَدون (مِقود الدراجة الهوائية، تلفظ الواو ō)، إيچِد (من العبرية، شركة الباصات، تلفظ الياء ē)، بِچْروت، بَچَريت (امتحان الثانوية النهائي، ū، ī). في حالات نادرة يُلفظ القاف الفصيح چيمًا في مثل ”قَوّاد > چَوّاد“ (سِمْسار البِغاء) وأحيانا يُقلب الچيم جيمًا في بعض أسماء الأعلام مثل ”جَدعون، جاد، جُبْرَيّين“. وهناك كلمات تلفظ إمّا بالچيم وإمّا بالكاف مثل ”چَزوز، كَزوز (ō)“. يُكتب هذا الصوت عادةً جيمًا وأحيانًا غينًا (غولدا، غرافيكا) ونادرًا چيما.
٦) /ح/: صوت حلقي احتكاكي مهموس والعينُ نظيرُه المجهور. يتحقّق في جميع الحالات، وقد يُشدَّد عند حذف العين التي بعده في مثل ”مَحَّ“ أي ”معها“ إلا أن اللفظ السائد هو بحذف الهاء في مثل هذه الحالات كما سنرى لاحقًا، ”مَعَ“. لهذا الفونيم، كما في باقي الأصوات ألوفان ٱثنان، واحد مرقّق والآخر مفخّم، وَفق الجِوار الصوتي مثل ”حاسْ/حاصْ (قلى بالزيت أو بالسمن البصل إلخ.، حاص، بِحُوص وهو فصيح ومعناه تلكّأ مثلا)، حَتّى/حَطَّه“.
٧) /خ/: صوت احتكاكي حنكي مهموس. لهذا الفونيم، كما في باقي الأصوات ألوفان ٱثنان، واحد مرقّق والآخر مفخّم، وَفق الجِوار الصوتي مثل ”خَسّ/خَصّ؛ خَدَّرْ/خَضَّرْ؛ خِرْبِه/خَرابْ“. في بعض الحالات يقلب هذا الصوت إلى نظيره المجهور كما في اللفطة التركية الدخيلة ”بَخْشيش > بَغْشيش“.
(ص.٢١٢)
٨) /د/: صوت انفجاري سِنّي مجهور ونظيرُه المهموسُ هو التاء ويُلفظ مفخّمًا أو مرقّقًا بحسب موقعه، فالتفخيم في مثل ”دار“ والترقيق في ”دور“ و”داري/داري“ الأولى مفخّمة بمعنى الدار الخاصّة بي مقابل فعل الأمر ”دارِ“ من دارى يداري ؛ و”ضَرْب“ بمعنى ”دَرْب“، ”ضِضْ“ أي ”ضِد“، ”صاضْ“ أي ”الحرف صاد والفعل صادَ“، وضَرْفِه أي دَرْفَة/ضلفة. في بعض الأحيان، يأتي الدال بدلًا من الذال في اللغة المعيارية مثل ”دُبّانِه (ذُبابة)، دَنَبْ، دابْ، دِبِل، هادا، هادي، هَدول إلخ.، داق بِدوق، إدا (وإزا)، ديب، أخَد، فَخِد، إنْبيد، جَرْدون، دَبَح، ديل، إدْراع، دَكَر (ذَكَرٌ)“، ومن الصعوبة بمكان إيجاد قاعدة واضحة بخصوص قلب الذال (صوت احتكاكي بين سِنّي مجهور) دالًا تارةً وزايًا تارةً أخرى. في حالة واحدة على الأقلّ تسقط الدال في ”دَجاج، دَجاجَة“ ونقول ”جاج، جاجِه“.
٩) /ر/: صوت لثوي مكرّر مجهور، ينتج عن طرقات متتالية لطرف اللسان على اللثّة، وهو من الأصوات التي يلثغ فيها بعض الأطفال وحتّى بعض الكبار فيخرج ”لاما مفخّمًا أو غينًا“. وهناك مختصّون في تقويم النطق ويبدو أنّ ورود الذال قبل الراء يساعد على نطق الراء. والراء من حروف الاستِفال، والأصل فيه التفخيم لأنّه يميل في مُخرجه إلى مؤخّرة اللسان نحو الحنك الأعلى. من أمثلة تفخيم الراء في الفتح والضمّ ”يا رَبّي، راعِي، روح، رَمَى“ أما في الترقيق فمثل ”رَسَم، راسِم، رشّ، إلْباري“ وفي حالة تحريكها بالكسر مثل ”رِبِح، حِبِر“. وهناك قلب ”رِجْل“ إلى ”إِجِر، إجْرين“ و”يا ليْتَ> يا ريت “ وأنا أقول ”بَلْكي“ وآخرون يقولون ”بَرْكي“ أي ”ربّما، من المحتمل“ والأصل تركي. ترد راء زائدة في مثل ”عَرْكَس، فَرْكَشْ، فرْعَط“ بمعنى ”أعاق، هرب“. وهناك القلب المكاني ”عَربون > رَعْبون“.
١٠) /ز/: صوت احتكاكي لثوي مجهور ونظيرُه المهموس هو السين. تأتي الزاي كأخواتها مرّة مفخّمة وأخرى مرقّقة مثل ”زار، بَزار “ و”زاح، زاد، زان“. في بعض الحالات، يكون الزاي المرقّق والزاي المفخّم فونيمَيْن مثل ”būza/būẓa“ أي ”فمها بدلالة سلبية مثل زُقُم، (ص. ٢١٣) وبوظه“. ويلاحظ القلب المكاني في بعض الكلمات التي فيها زاي وجيم مثل ”زَوْج > جوز؛ زواج > جَواز؛ زيجة > جيزِه“. وتأتي الزاي المفخمّة ( ẓ) بدلا من الظاء وهي صوت احتكاكي بين سِنّي مُطبق مجهور مثلًا: ”حَظّ (قارنه بـ: حزّ، بِحِزّْ، المرقّق)، حِفِظْ، نِظام، عَظِيم، فَظِيع/فَظاعه، بَظِنّ، إِظّاهِر، لَحْظه، مُلاحَظه، لَفَظْ، ظالِم، وظيفِه، ظَريف، وَعْظَه، ظَرْف، نَظْرَه (ولكن: نَضَرات)“. وصوت الظاء قليل حتّى في العربية المعيارية، إذا قورِن بالضاد. في هذه الدراسة الأولية لم يتسنَّ لي إيجاد قاعدة تبيّن متى يُقلب الظاء زايًا مفخّمة ومتى يُقلَب ضادًا، مثل ”إْنضيفْ، عَضْمِه، إضُّهُِر“ ومع هذا يجوز القول إنّ الحالاتِ الأولى أكثر بكثير من الحالات الثانية. وهناك كلمات كثيرة فيها الحرف زاي منقلب عن الذال التي لا وجود لها في اللهجة، نحو: ”أُسْتاز، إزاعَه، لَزيز، لِزِّه، إِزِن، تِلْميز، رَزيل، زَكِي، زِمِّه، زاتْ، أزَى بِئْزي، إِزا، زوق (ō)“. يبقى السؤال مطروحًا بخصوص وجود أيّة قاعدة لقلب الذال دالًا مرة وزايًا مرة أخرى. لاحظ أن ”ذاق، يذوق، ذَوْقًا الطعام“ يكون في العامية ”داق بِدوق (ū)، دوق (ō) إلأَكِل“ وعبارة ”حِرْمِ دّوق“ كانت شائعة في لعبة مفاقسة البيض في عيد الفِصح، والمعنى عدم سماح تفحّص قساوة البيضة بالأسنان الأمامية العليا أو على الجبين؛ ولكن ”الذوْق“ بالمعنى المجرّد ”آداب السلوك، الكِياسة“ فيُلفظ في العامية بالزاي ”زوق“ (ō) في مثل ”كُلَّك زوق، مِزْوِق إلخ. ويقال ”دَنَبْ“ أي ”َذَنَب، ذَيْل“ و”زَنْب“ أي ”ذَنْب“. وهناك ”زَنْجَبيل > جَنْزَبيل“.
١١) /س/: صوت احتكاكي لثوي مهموس مجهورُه الزاي. في جِوار الأصوات المفخّمة كما في الفصحى تُلفظ السين صادا مثل ”بَصيطَه، وَصَط، صَفَر، صَمَط، صَطِل/إصْطولِه (دَلْو، دِلاء)، صَخْطَه“. في حالات قليلة نسبيًا يرد هذا الفونيم بدلًا من الثاء في مثل مشتقّات الجذر ”حدث“، ”حَديس، مُحادَسِه، حادِس/حادْسِه، عَبَس“، إذ أنّ معظم ألفاظ الثاء تلفظ بالتاء. وهناك سَجَرَه بجانب شَجره؛ ”فُزْدُق“ بدلا من ”فُسْتُق“، ”سَعْتَر > زَعْتَر، كُسْبُرة > كُزْبَرَه“.
(ص. ٢١٤)
١٢) /ش/: صوت احتكاكي لثوي حنكي مهموس ونظيرُه المجهور الجيم، يأتي مفخّمًا أو مرقّقًا وَفق طبيعة الأصوات المجاورة. ”شاطِر“ مقابل ”شامي“. يذكّر هذا الصوت باللفظة ”شيء/إشي، شي“ في الكلمات إيش، شو، فِش، مِش، مَعَليش، قدّيش، بَلاش، إبَّلاش (فِشْ إشي إبّلاشْ إلا إلْعَما وِطّراشْ). تأتي الشين في آخر الفعل الماضي والمضارع والأمر للنفي مثل: مَعْرِفْتِشْ، بَعْرِفِشْ، مَتْرُحشْ. وفي نفي باقي أقسام الكلام والصيغة الاستمرارية تُستخدم ”مِشْ“ نحو: ”مِشْ هُوِّ؛ مِشْ إمْنيح/مِشِ مْنيحْ؛ مِشْ عَطّاوْلِه، مِشْ عَمْ بِبَيِّن“. وهناك استخدام ما + ضمير منفصل + ش مثل ”مَنيشْ، مَنْتيشْ للمخاطب والمخاطبة، مَهُوِّشْ، مَهِيّاش، مَحْناش، مَنْتوش، مَهِنّّش. هناك فعل شائع ”إِتْحَرْكَشْ“ بمعنى ”تدخّل لعمل السوء“ وقد تكون الشين منقلبة عن الثاء في ”حَرْكَث“ الفصيحة.
١٣) /ص/: صوت احتكاكي لثوي مُطبق مهموس لا مجهور لها. يرقّق هذا الصوت في بعض الكلمات مثل ”صدق“ ومشتقاتها وفي ”سَرَّخ، سِفِر، سِدِر“؛ وهناك ”زغر“ ومشتقاته ولا أعلم يقينًا هل الزاي أصلية كما في זעיר العبرية أم أنّها منقلبة من الصاد كما في ”بصق > بَزَق، بُزّاقَه؛ لَصّق > لَزَّق“، ”صَعْتَر > زَعْتَر”.
١٤) /ض/: انفجاري سِنّي مُطْبق مجهور ونظيرُه المهموس هو الطاء وغير المطبق هو الدال. يُلفَظ هذا الصوت في بعض الكلمات دالًا مثل ”ضاق“ ومشتقاته مثل: داقْ، بِدايِق، دِيِّق، ديق أي: ضاقَ، يُضايق، ضَيِّق، ضيقٌ. ويرد الضاد بدلا من الظاء الفصيحة في مثل: ضَهِر، إضُّهِر، عَضْمِه. وعلى ما يبدو، ثمة مثل يتيم لقلب الضاد زايًا مفخّمة وهو في الجذر ”ضبط“ ومشتقاته، زَبَط، زَبَّط، تِزْبيط، مَزْبوط، بِزَّبْط، مَزْبَطَه، زابِط، زُبّاط.
١٥) /ط/: صوت انفجاري سِنّي مُطْبق مهموس. لاحِظ الفرق بين هذا الصوت ونظيره غير المُطبق في كلّ زوج من الألفاظ التالية: طَمّ/تَمّ، طينْ/تين. طابْ/تابْ، باطْ/باتْ، بَعَطْ/بَعَتْ، عَبَط/عَبَت، حَطَّه/حَتّى، إِنْطِ/إنْتِ، لَطّّ/لَتّْ، نَطَقْ/نَتَأْ، طَخّ/تَخّ. لا علم لي بطاء يرقّق.
١٦) /ع/: صوت احتكاكي حلقي مجهور ومهموسُه الحاء. حافظت لهجة كفرياسيف مثل أخواتها على الأصوات الحلقية، بعكس ما طرأ عليها في لغات سامية أخرى من اختفاء (ص. ٢١٥) أو قلب. والنطق بها كما يجب، يُشكّل صعوبة واضحة لدى الأجنبي لا الطفل العربي. هناك أمثلة قليلة جدّا لظهور العين بدلًا من القاف الفصيحة في مثل الجذر ”مزق“ ومشتقاته ولكن ينبغي أن نذكر بأنّ ”مزع“ بنفس الدلالة موجود في العربية القديمة، ولذلك قد يكون طبعًا ما في لهجتي أثر من آثار لهجة قديمة. وقل الأمر ذاته بشأن ”عاسي“ أهو منقلبٌ من ”قاسي“ أو من ”عسا/عسى“ الفصيح بمعنى ”غلُظ ويبس“. وهناك، على الأقلّ، حالة واحدة معروفة قُلبت فيها العين غينًا وهي الجذر ”ع.م.ق“ في مثل ”غَمَّق، غَميقْ، غُمِقْ“. وهناك فعل شائع جدًّا تُقلب فيه العين نونًا وهو ”أعْطى > أَنْطى“ وكلتا الصيغتان مستعملتان، والأولى هي المألوفة عندي. في بعض الحالات، لا تُسمع العين مثلًا في الأعداد من ١٢-١٩( أنظر أعلاه رقم ٣). ويأتي الحرف ”عَ“ بدلًا من ”على“ مثل ”شوف مينْ عَ لْباب“.
١٧) /غ/: صوت احتكاكيّ حنكيّ- قصيّ مجهور ومهموسُه الخاء. يُنطَق مفخّمًا كالعادة بجِوار صوتيّ مفخّم مثل ”غَصْبٍ عَنُّه؛ غَطّى؛ غارْ، بِغار“ مقابل ”غَسَل، بَغَتُه، غاب، بِغيب“. بخصوص إبدال العين بالغَيْن أُنظر البند السابق. هناك حالة واحدة معروفة، على الأقلّ، تُقلب فيها القاف غينًا في الفعل ”قِدِر“ في الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل ولكن ليس في المصدر، نقول: غِدِر، بِغْدَر، إغْدَر، غادِر إلخ. ولكن ”قُدْرَه“ في مثل ”يا عَدْرا يا إمِّ لْقُدّرَه“. يبدو لي أنّ هناك فرقًا دلاليًا بين ”غادِرْ“ و”آدِرْ“ بالهمزة، فمعنى الأوّل في مثل ”هُوِّ شْوَيّ مِش غادِر“ معناها ”هو مريض لحدّ ما“ في حين أنّ ”آدِرْ“ يعني كما في الفصحى ”قادِر“؛ مزاغيت > مزاخيت.
١٨) /ف/: صوت احتكاكي شفوي سِنّي مهموس، نظيرُه المجهور هو الڤاء الدخيل. يُنطَق مفخّمًا أو مرقّقَا وَفق السياق، نحو: ”فاضْ/فادْ؛ طَفَّ/تَفَّ“. يأتي كحرف عطف مثل الواو في الأفعال بدون معنى الترتيب والتعقيب كما في الفصحى بل بمعنى ”وعليه، وهكذا، إذن“ ويكون مفتوحًا مثل ”شايف كيف، فَبيجي عندي رَأسًا“. هناك مثل واحد (ص. ٢١٦) لقلب الفاء تاء وهو ”فَم/تُم“، ومثل واحد لحذف الفاء المتطرّفة في ”نِصْف > نُصّ، أَنْصاف > إنْصاص“.
١٩) /ڤ/: أو الفاء المثلّثة، صوت احتكاكي شفوي سِنّي مجهور، دخيل في العربية من الإنجليزية أوّلًا ومن ثَمَّ من العبرية أو عن طريقها ويُكتَب عادة فاءً. من هذه الألفاظ الدخيلة المستعملة وهي قليلة نسبيًا نذكر: إبْراڤو، ڤِلّا، ڤِتَمين، ڤيرُس، ڤيزا، ڤِكْتُر، ڤولْڤو، ڤيڤْرا، ڤَتْرينا، لاتْڤِيا، رِڤيرْس، چِڤْعَتايِم، هِتْحَيْڤوتْ (تعهُّد)، تْنوڤا.
٢٠) /ك/: صوت انفجاري حنكي مهموس ومقابلُه المجهور الچيم الدخيل. هناك بعض الكلمات الدخيلة من الإنجليزية مثل: ”بَلْكون (ō) /بَلَكين، كُبّايْ، كَبينَه، دَكْتور، تِلِسْكوبْ (ō)، كورْنَر (ō)، كَرَتي (ē)“. تأتي الكاف + أنّ + ضمير متّصل، كِنُّه، كِنَّ، كِنُّ، كِنِّنا، كِنْكُ، كِنِّنْ مثل ” كِنْكُ مِشْ نَوْيِينْ إتْسافْرُ هَسِّنِه“ أي: يبدو أنكم لا تنوون السفر هذه السنة. تَرِدُ كاف المخاطَب والمخاطبة والمخاطبين والمخاطبات في الفعل والاسم كما هي في الفصحى: شُفْتَك/شُفْتِكْ/شُفِْتْكُ وفي الفعل الناقص ”بَعْطيكْ، بَعْطيكِ، بَعْطيكُ“ وفي الاسم ”بابَكْ، بابِكْ، بابْكُ“ وفي الاسم مثل ”أبو، أخو“ نقول ”أبوكْ، أبوكِ، أبوكُ“. وهناك الكاف في أسماء الإشارة ”هَداكْ، هَديك، هَدوك (ō)“. ويُحكى عن امرأة كفرساوية كانت تقلب الكاف همزة وكانت تقول على ذمّة الراوي ”تَعِي يا سارَه سَئّْري سُّؤَّرَه وؤُلي شُئلاطه“ أي ”تعالَيْ يا سارة أغلقي السُّكّرة وكُلي شوكلاته“.
٢١) /ل/: صوت سِنّي منحرف/جانبي مجهور. يُنطَق مرّة مرقّقًا وأخرى مفخّمًا وَفق الجِوار الصوتي، مثل ”بَلَّ/بَلَّ“ أي: بَلَّها/بالله بلام مفخمة؛ ”تَلّ/طَلّ“؛ ”سالْ/صالْ، سَلَبْ/ صَلَبْ“؛ ”دَلّ/ضَلّ“. وتستعمل ”لَِ“ في مثل ”لَمينْ، ليش، لَشو، لَحالُ، من هون لَهون“. في حالات معدودة يُقلب فيها اللام نونًا كما في ”إمْنيح، إسْمَعين، جُبْرَيّين، عُزْرَيِّين، بُرْدْقان“ أي ”مَليح، إسماعيل، جُبرائيل، عزرائيل“ ولكن ”إمْخايِل، (ص. ٢١٧) عَمّانوئيل، صموئيل، رَفّول“ أي ميخائيل، رَفائيل“. وهناك حالات إبدال النون باللام مثل ”دُنُم/دُلُم“ أي ١٠٠٠ متر مربّع، والميم باللال مثل ”مَلّيم/مَلّين“ وإبدال اللام بالميم في مثل ”سِلْسِلَة > سِنِسْلِه“. ولام التعريف قُلبت ميمًا في حالة شائعة وهي ”إِمْبيرِح (ē)“ بإمالة شديدة أي ”البارحة“. وهناك اللفظة الشائعة ”ُكُرْمال“ المكوّنة من ”كُرْمى لَـ“ أي ”من أجل“ مع الضمائر المتصلة. وهناك لام منقلبة عن نون مثل ”أُرْغُن > أَرْغول“. وتضاف اللام في مثل ”هيكْ لَكانْ“ أي ”هكذا إذن“.
٢٢) /م/: الميم، صوت شفوي مجهور أغنُّ. يُنطق مرّة مرقّقًا وأخرى مفخّمًا وَفق الجِوار الصوتي، مثل ”مَسّ/مَصّ“؛ ”مَدَى/مَضى“. يأتي الميم في أوّل اسم الفاعل في فعلين هما ”أخد وأكل“ ولكن ليس في ”أمر“ في الثلاثي المجرّد فنقول ”ماخِدْ، ماخْدِه، مَخْدين، مَخْدات، ماكِل، إلخ.“ كما يظهر الميم مفتوحًا في اسم مفعول الثلاثي المجرّد ومكسورًا في بقية الأوزان بخصوص اسمي الفاعل والمفعول مثل ”مَفْهوم، إمْعَلِّم، إمْجارِد، مِجْبِر، مِتْعَلِّم، مِنِكْسِر، مِسْتَسْلِم، مِزْرَقّ، مِسْتَقْبِل“ وفي اسم المفعول في الوزن العاشر يكون الميم مضمومًا مثل ”مُسْتَقْبَل، مُسْتَعْجَلْ“. ويرد الميم كسابقة في صيغة المضارع للمتكلمين مثل ”إحْنا مْنِحْكي/بْنِحكي لَهْجِتْنا“. في لغة الأطفال نسمع ”مُنْتاز“ بدلا من ”مُمْتاز“ وهناك ”إِمْبو (ū)“ أي ”مَيْ، ماء“. ويسقط الميم في اللاحقة ”-كُمْ“ في مثل ”إسِمْكُ، شَفوكُ“ ويقلب إلى نون وتُحذف الهاء في اللاحقة ”-هُمْ“ مثل ”إِسْمِنْ، سلَّمِن“ ولكن ”أبوهِنْ، شَفوهِن“. وتأتي الميم بدلًا من النون في مثل الكلمتين التركيّتين aferin > عَفارِم وسَمْكَري أو سَنْكَري، وكذلك قُمباز/قُنْباز وإِنْبَصَط/إِمْبَصَط . .
٢٣) /ن/: صوت سِنّي مجهور أغنُّ. يأتي النون في آخر جمع المذكّر السالم (ī) وفي المثنّى (ē) ويبقى في حالة الإضافة أيضا، مثل ”يا حامْلينِ لْهَمّ“، ”إِجْرين إلْولَد“ ولكن مع الضمير المتصل بدون النون ”iğrē“. ويُقلب النون ميمًا في مثل ”إن بلا > إمْبَلا“. وهناك اللفظات ”نَبْريجْ/مَرْبيجْ/بَرْبيج“. وتظهر النون في الوزن ”فَعْلَنِه“ في مثل ”أدْمَنِه، حَمْرَنِه، خَرْيَنِه، (ص. ٢١٨) زَعْرَنِه، قَبَضَنِه، كَلْبَنِه“. وهناك ”-ني“ في النسبة بياء مخفّفة مثل ”أخْراني، أوّلاني، بَرّاني، تَحْتاني، جُوّاني، حقّاني، روحاني، عِلْماني، نَفْساني، فاكْهاني، مَشْعَراني، فوقاني، وَسْطاني“. ونون المتكلّمين تتصدّر فعل المضارع بدون الباء في صيغة الاستقبال في الاستفهام، وبعد فعل مساعد أو لفظة أخرى مثل ”نيجي نزوركُ بُكْرا وَلّا أحْسَنْ نيجي بَعِد بُكْرا، أَنْجأْ إِنْلَحِّق؟“ أي ”أنجيء لزيارتكم غدًا أم من الأحسن بعد غد، بالكاد يتسنّى لنا ذلك؟“. ميم ضمير الغائبين يُقلب نونًا مثل الغائبات ”هِنِّ“. وهناك كلمات تُستعمل بالميم أو بالنون مثل ”أُمْبوب/أُنْبوب (ū)، تَنْبَل/تَمْبَلْ، أُمْباشي/أُنْباشي، دوكَم/دوكَن (ō)“ بمعنى ”إنحنى“. وتأتي النون في اللاحقة ”-ان“ في الصفات مثل ”نَعْسان، زَحْمان، طَفْران، بَطْران“ وفي مصادر الثلاثي المجرّد مثل ”جَيَبان، حَمَلان، أَخدان، حَطَطان“.
٢٤) /هـ/: صوت احتكاكي حنجري مهموس. تُلفظ الهاء في بداية الكلمة دائمًا، أمّا في وسطها أو في نهايتها فتُلفَظ في حالات معيّنة، ولا تُلفَظ في أخرى. نقول ”هادا، هون، هَوِيِّه، أهْلا وسهلا“ وفي الوسط ”جِهَه، إشْهُودْ (ū)، بِسْتاهَل، إزّاهِر (ẓ)“ وفي النهاية ”بِشْبَهْ، كِرِه، مكْرُوه“. وتأتي الهاء قبل ”أل“ التعريف بمعنى هذا، هذين، هؤلاء للمذكّر والمؤنّث مثل ”هَلْوَلَد(ين)/هَلْبِنِتْ (ين)، هَلِوْلاد/هَلْبنات“. هاء الغائب والغائبة لا تُلفظ عادةً، فنقول ”إسْمُ/إسْم َ مِشْ مَكتُوب لا على كْتابُ/كْتابَ ولا على دَفْتَرُ/دَفْتَرَ“ أي ”اسمه/اسمها غير مكتوب لا على كتابه/كتابها ولا على دفتره/دفترها“. يمكن سماع هاء الغائبة في حالات التوضيح والرغبة في تفادي سوء الفهم. هاء الغائبة تُلفَظ دائمًا تقريبًا إذا سبقها صائت طويل مثل ”أبوها، أخوها، عليها، أعْطاها/أنْطاها“ وفي ”فيها“ يجوز الوجهان ”فيها/فِيَّ“ أما في صيغة الغائب فلا هاء وتُمَدُّ الحركة التي قبلها فنقول ”أبُو، abū˒ ، أخو، أنْطآ، فِيُّ“. تُحذف الهاء المتطرّفة في بعض الحالات مثل ”أَلَّا، وِج/وِشّ“ أي ”الله، وَجْه“ كما أسلفنا.
(ص. ٢١٩)
٢٥) /و/: الواو، شبه صائت شفوي حنكي قصيّ مجهور. تكون صامتة إذا حُرّكت في مثل ”وَلَد، واحَدْ، إوْلاد، أيْوا، لَوْ“ وصائتة في مثل ”هون، لولا (ō) قوم (ū)“. وظيفة الواو الأساسية هي العطف وتُلفظ إمّا -wi وإمّا -u˒ وَفق الصوت التالي لها فإذا كان صائتًا جاء -wi وفي حالة وجود صامت تُستعمل -u˒ مثلًا: أنا وِنْتِ/وِيّاك؛ قَهْوِه ؤُحليب، سامي ؤمُوسى، مَيْ ؤُسُكَّر، وبالطبع يمكن القول مَيِّ وْسُكَّر، أنا ؤُإنْتِ إلخ. واو الأجوف الواويّ تُقلَب ياءً في اسم الفاعل مثل ”قايِمْ، كايِنْ، سايِقْ، شايِفْ، عايِمْ“ وكذلك مع باقي الضمائر ”قايْمِه، قايْمين، قايْماتْ، رايْحَه“. لا بدّ من ذكر العبارات التي تبدأ بـ”ولا“ كردّ فِعل أو إبداء رأي في أمر أو عمل أو شخص ذُكِر من قبل وما زال قيد المعالجة ”ولا ردّ جواب، ولا بَيّنْ، وَلا وَجّهُو“ كما تُستعمل الواو في مثل ”طُنْجَرَه ؤلَقينا غَطاها، إشي ؤصار“. تُحذف الواو وتُدغم في الصوت السابق لها في مثل ”مِنْ وينْ > مِنِّين“. تَرِدُ واو زائدة في وزن”فوعَل“ مثل ”بورَد (ō)“ أي ”ابترد“.
٢٦) /يـ/: الياء، شبه صائت حنكي مجهور، مُخرجُه من بين أوّل اللسان ووسط الحنك الأعلى، إنّها مرقّقة ومُسْتَفلة دومًا. مثل سابقتها تَرِدُ صامتةً إذا حُرّكت، وصائتةً كحرف مدّ ولين إذا سُكّنت، نحو: ”يَعْني، إمْبَيّنْين، سَيِّد، سِيدْ“. تكون الياء حرف مضارَعة للغائب والغائبين، تَرِدُ في جمع المذكّر السالم وفي المثنّى وتُستخدم في النسبة بدون تشديد يقال مثلًا ”بيضْ بَلَدِي“ ولفظة ”بلدي“ تعني أيضًا ”البلد الخاصّ بي“ وهناك ”فَقْراوي، عِسْراوي، هِيّاني“. كما تَرِدُ الياء في حرف النداء ”يا“ الذي يُستعمَل أيضًا بمعنى ”إِمّا“ في مثل ”خود يا هاي يا هَديك“. كذلك تظهر الياء بدلًا من الواو في اسم الفاعل من الفعل الأجوف الواويّ مثل ”دايِمْ، حايِمْ، شايِفْ“. وتأتي الياء المتطرّفة للدلالة على ضمير المتكلّم وكذلك ”-نِي“ في مثل ”إكْتابي، شافْنِي“، كما تدلّ هذه الياء على المذكّر والمؤنّث في مثل ”غالي (مثل: كفرياسيف يا غالي يا قَلْعِة الأبطال)، عالي، تاني، واطي“. والياء المتطرّفة في الأسماء تظهر عادةً بدلًا من ”- ة، -ية“ أو ”-اة“ أو ”-ءة“ تكون للتأنيث في مثل ”بِدايْ، بامِي، تِجْلاي، (ص. ٢٢٠) عَبايْ، كُبّايْ، مُصْفايْ، صُرْماي، بُرْداي، صَلاي“. وتدلّ اللاحقة ”-iyye“ على التأنيث في مثل ”بَلَدِيِّه، قُرْمِيِّه، نَمُسِيِّه (ناموسيّة) صَنِيِّه (صينيّة)، مُغْرَبِيِّه (لون من الطعام)“ وعلى المؤنّث والجمع للجنسين في مثل ”إفْرَنْسَوِيِّه، طَمَرْجِيِّه، قَوْمَجِيِّه“.
ب) الصوائت (الحركات)
إنّها المكوّن الثاني لفونيمات العربية، وهي من حيث السمعُ أوضح من الصوامت، وتتكوّن عبْر ما يفعل اللسان والشفتان بالهواء المنطلق من الرئتين. تصِل سرعة موجات الصوت إلى ٣٤٣م في الثانية، وتتأثر الحركات بالصوامت المجاورة من ترقيق وتفخيم وسمة أنفيّة أو فمويّة. هناك ثلاثة صوائت قصيرة وهي الفتحة والضمّة والكسرة، وتقابلها أصوات حروف المدّ، الألف والواو والياء (ɑ/ ɑ:, a/ā, u/ū, i/ī) وتَرِدُ كالصوامت مفخَّمةً أو مرقَّقة. الفتحة والفتحة الطويلة/الألف الليّنة المفخّمة ونظيرتها المرقّقة تكونان فونيمين في بعض الحالات كما رأينا أعلاه في مثل ”برّي/برّي، بابا/بابا، رجا/رجا، جاري/جاري، ناري/ناري، عاري/عاري“ (في الأزواج الثلاثة الأخيرة اللفظة الأولى هي اسم وضمير المتكلم، في حين أنّ اللفظة الثانية هي اسم متّصل بياء النسبة). الكسرة لها ألوفونان i أو e في مثل ”شامِه/شامي؛ كَلْبِه/كَلْبي“ وكذلك الضمّة u أو o بحسب الجِوار الصوتي في مثل ”شُفِتْ- شُفْتْ /صُمِتْ- صُمْتْ“. أضف إلى ذلك في لهجتي ē و ō بدلًا من الحركة المركّبة ai ومن aw في مثل ”خِيطْ، بيضْ، بيتْ، خيمِه، صيدْ، ليشْ، عينْ، يا ريتْ؛ جوزْ، موسَم، دولِه، دورَه، يومْ، كوكَبْ، لولا (ولكن لَوْ، ضَوْ، جَوّ، ذات المقطع الواحد)، لونْ، حولَه (حَوْلاء) جَرْدون، فوقْ، هودَجْ، لوح“ ولكن ”غَيْبوبِه“ و”زَتون (ū)“ أي ”زَيْتون“. الحركة المركّبة iw تبقى كما هي ولا تُقلب ياءً كما في العربية المعيارية مثلًا ”فَرِوْ، بَدِوْ، بِوْعِد (ولكن: بِوَقِّف، بوقَع ō)، حِلِوْ، رَخِوْ، سَطِوْ، سَرِوْ، عَفِوْ، هِنِوْ“. وهناك فرق فونيمي معيّن بين ē و ī في مثل ˓bēt/ bīt, kēf/kīf, ˓ēn/˓īn, bē˓/bī، أي اسم/مصدر إزاء فِعل أمر، بِعْ بَيْعًا إلخ. والفرق بين ō و ū كذلك يكون فونيميًا في نفس المنوال نحو: būs/bōs, rūḥ/rōḥ, ğūl/ğōl, ṣūm/ ṣōm، (أي: قَبِّلْ/تقبيل، رُحْ/رَواح، إجمعِ الزيتون الساقط تحت الشجرة من ناحية واسم علَم مذكّر من ناحية أُخرى والصيغة الثانية هي مصدر جمع الزيتون، صُمْ صَوْمًا. تبقى عادة الفتحة في وزن الصفة ”فَعيل“ مثل ”غَميقْ“ وتتحوّل أحيانًا إلى ”إِفْعيل“ مثل ”إِكْبير“.
للتنغيم أو النغمة الكلامية (intonation) دَوْر معروف في الدلالة؛ فعلى سبيل المثال عبارة ”لا يا زَلَمِه!“ قد تحمل معنى الاستفسار، الدهشة أو التهكّم؛ وذلك وَفق نغمة طريقة نطقها.
تنوين الفتح: أبدًا، أخيرًا، إِزًا، أهلًا وسهلًا، أوّلًا، بِناءً على، تانيًا، تقريبًا، جِدًّا، حاليًًّا، خُصوصًا، دايمًا، رأْسًا، سَلَفًا، شخصيًّا، شكرًا، طَبْعًا، عادةً، عفوًا، عُمومًا، فجأةً، فَرَضًا، قصدًا (يلفظ: أزَْضَن بتفخيم الزاي)، مَتَلًا، نَعيمًا، نوْعًا ما، هنيئًا.
تنوين الكسر نادر: عَمْنَوَّلْ (العام الماضي، العام الأوّل)؛ غَصْبٍ عنّّه؛ ولا أَمْرٍ عليك؛ بعيدٍ عنّك؛ أَجْرٍ ما عنُّه؛ بعد عمرٍ طويل؛ أُبّيلِة/هُبّيلِة عيدِ الصليب كل شايِن (شيءٍ ) في جسمي يطيب؛ دارٍ دعتنا للفرح واجب علينا نزورها.
لا علم لي بتنوين الضم في لهجتي.
وممّا قال أجنازيا بوتينا، شاعر صَقَلية ” … إنّ الشعب يفتقر ويُستعبَد عندما يُسلب اللسان الذي تركَه له الأجداد، وعنذئذٍ يضيع للأبد“.
مراجع
أبلاتكا، يزهار ٢٠١٦. بحث المجال الأكاديمي في ”الإدارة التربوية“ لدى المجتمع العربي في إسرائيل: أهداف وتحديات خاصة؟ الحصاد ٦ ، ١٣-٢٧.
أمارة، محمد ٢٠٠٦. العبرية وإسقاطاتها على المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل. طمرة: ابن خلدون.
أمارة، محمد ٢٠١٠. اللغة العربية في إسرائيل - سياقات وتحديات. الناصرة: دراسات، كفر قرع: دار الهدى والأردن: دار الفكر.
أنيس، إبراهيم د.ت. الأصوات اللغوية. القاهرة: مكتبة نهضة مصر ومطبعتها بمصر.
أنيس، إبراهيم ١٩٨٤. دلالة الألفاظ. ط. ٥، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
بشر، كمال محمد علي ٢٠٠٠. علم الأصوات. القاهرة: دار غريب.
البكر، محمود مفلح ٢٠٠٩. مدخل ، البحث الميداني في التراث الشعبي (عرض-مصطلحات-توثيق-مقترحات-آفاق). دمشق: منشورات وزارة الثقافة - مديرية التراث الشعبي.
بولس، حبيب ٢٠٠٤. قرويات. الناصرة: دار النهضة للطباعة والنشر.
بولس، رفائيل بولس ١٩٨٥. كفرياسيف بين أصالة الماضي وروعة الحاضر. عكا: مطبعة أبو رحمون (٢٨٥ ص.).
بولس، رفائيل بولس ٢٠١٢. كفرياسيف بين أصالة الماضي وروعة الحاضر، طبعة ثانية جديدة مُنقحة ومزيدة. كفرياسيف: تخنوجراف (٤٣١ ص.).
الحمد، غانم قدوري ٢٠٠٤. المدخل إلى علم أصوات العربية. عمان: دار عمار للنشر والتوزيع.
رضا، الشيخ أحمد ١٩٨١. قاموس رد العامي إلى الفصيح. بيروت: دار الرائد العربي.
السعران، محمود ١٩٦٢. علم اللغة، مقدمة للقارىء العربي. الإسكندرية: دار المعارف بمصر- فرع الإسكندرية.
سيبويه، أبو بشر ١٩٧٥. الكتاب، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، الجزء الرابع. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
السيوطي، جلال الدين د.ت. المزهر في علوم اللغة وأنواعها. الجزء الأول. القاهرة: مكتبة ومطبعة محمد على صبيح وأولاده.
شحادة، حسيب ٢٠٠٧. شذرات من مخطوط لجمعية مسيحية في كفرياسيف عملت قبل قرن ونيّف، مثلا: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=107168
شحادة، حسيب ٢٠٠٨. عرض لكتاب عن تعليم اللهجة الفلسطينية. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=123992
شحادة، حسيب ٢٠١٠أ. جولة في الأصوات اللغوية. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=222832
شحادة، حسيب ٢٠١٠ب. كلمات تركية الأصل دخيلة في العربية. مثلا: pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/10/19/212174.html
شحادة، حسيب ٢٠١١. كلمات وعبارات عامّية في أوائل القرن السابع عشر. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=2182&aid=263786
شحادة، حسيب ٢٠١٢. العبرنة تتفاقم دون مسوّغات لغوية. http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?p=964782
شحادة، حسيب ٢٠١٤. العربية في إسرائيل (والله بسيدر): الصورة اللغوية لدى المواطنين العرب في إسرائيل. القدس: كيتر (باللغة العبرية)، الحصاد ٤، ٢٣٤-٢٤٤.
ضيف، شوقي ١٩٦٠. تاريخ الأدب العربي، ١. العصر الجاهلي .القاهرة: دار المعارف.
ضيف، شوقي ١٩٩٤. تحريفات العامية في القواعد والبِنيات والحروف والحركات. القاهرة: دار المعارف.
عبد التوّاب، رمضان ١٩٧١. مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء. بغداد: مطبوعات المجمع العلمي العراقي.
عبد التوّاب، رمضان ١٩٩٧. المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوى. القاهرة: مكتبة الخانجى.
الفيومي، أحمد عبد التواب ١٩٩١. أبحاث في علم أصوات اللغة العربية. القاهرة: كلية اللغة العربية، قسم أصول اللغة.
القوصي، محمد عبد الشافي ٢٠١٦. عبقرية اللغة العربية. إيسيسكو: منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.
محمد، عاطف فضل. ٢٠١٣. الأصوات اللغوية. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
مرعي، عبد الرحمن، ٢٠١٦. الخليط اللغوي في وسائل الإعلام العربية الإلكترونية، موقع بانيت نموذجًا. الناصرة: مجمع اللغة العربية.
مواسي، فاروق، ٢٠٠٥، حوارات … كانت معي. عرعرة: دار الأماني للطباعة والنشر م. ض.
מרעי, עבד אלרחמן, 2014. ואללה בסדר, דיוקן לשוני של הערבים בישראל. ירושלים: כתר ספרים.
Ball, M. & Rajilly, J. 1999. Phonetics, the Science of Speech. London: Arnold.
Gleason, H. A. 1975. An Introduction to Descriptive Linguistics. Revised Edition. London . New York . Sydney . Toronto : Holt, Reinhart & Winston.
Ladefoged, Peter 2005. Vowels and Consonants. Oxford: Blackwell.
Ladefoged, Peter & Maddieson I. 1996. Sounds of the World’s Languages. Oxford: Blackwell.
Bassal, I. 2008. Kufur-Yasīf Dialect: A Morphophonemic Description. Lingua-Culture Contextual Studies in Ethnic Conflicts of the World (LICCOSEC) (RIWL) Osaka: Osaka University, III, 85-99.
Shehadeh, Haseeb 1995. ‘‘Børad and His Brothers in the Kufir-Yasif Dialect’’. In: Dialectologia Arabica. A Collection of Articles in Honour of the Sixtieth Birthday of Professor Heikki Palva. Studia Orientalia, Edited by the Finnish Oriental Society, 75, Helsinki.
Shehadeh, Haseeb 2014. On the Arabic in Israel. Al-Hasad 4 (Israel), 188-222.
Shehadeh, Haseeb 2016, 2017. Seeger, Ulrich: Lehrbuch des palästinensischen Arabisch. Der Dialekt der Städter. Wiesbaden: Harrassowitz 2013. X, 170 S. 8° = Semitica Viva, Series Didactica 4. Brosch. € 29,80. ISBN 978-3-447-06966-3. Al-Hasad 6, 208-188, OLZ 2017; (4-5): 301-307.
Phonetics and Phonology of the Dialect of Kufir Yasif
Haseeb Shehadeh
The University of Helsinki
This article briefly describes the phonetics and phonology of the dialect spoken in Kufir Yasif, a village situated in West Galilee, 11 kilometres to the north-east of Acre. Kufir Yasif has a population of approximately ten thousand, including Christians, Muslims and a tiny Druze minority. To the best of my knowledge, this description, based on my own idiolect, which apparently represents that of the original residents of Kufir Yasif, is the first of its kind (I was born in Kufir Yasif in 1944 and lived there for nineteen years). Like other Palestinian dialects in Israel, this one goes by several names. Its unique feature is the demonstrable influence of Hebrew since at least 1948, an influence clearly and strongly reflected in the vocabulary. Today most Palestinians live outside their homeland, and their dialects have been influenced by other languages and vernaculars. Written or recorded texts in Palestinian dialects, whether in urban, fellahite, Bedouin or especially that of Kufir Yasif, are few. Kufir Yasif’s dialect like those of many cities does not have the three interdental consonants /ṯ/, /ḏ/, /ẓ/, nor does it have the voiceless uvular plosive sound /q/. Accordingly, there are 24 consonantal phonemes in my idiolect: 13 voiced – /b/, /ğ/, /d/, /r/, /z/, /ḍ/ , /˓ /, /ġ/, /l/, /m/, /n/, /w/, /y/ – and 11 voiceless – /˒/, /t/, /ḥ/, /ḫ/, /s/, / š/, /ṣ/, / ṭ/, /f/, /k/, /h/. The two sounds [w] and [y] function the same way as in written Arabic, that is, as consonants and as vowels. In addition, there are two foreign sounds borrowed from English: [g] and [v]. The changes these sounds undergo in various phonetic situations are discussed and clarified with examples.
As for the vowels, there are three short and three long vowels as in written Arabic: [a] [ā], [u] [ū], [i, e] [ī]. Also found are [ē] and [ō], which were originally the diphthongs [ai] and [aw]. The pairs [ī], [ē] and [ū] [ō] can be phonemes as shown in this article. The diphthong [ew, iw] does not change. In some cases velarization (tafḫīm) can be phonemic.
It is common knowledge that spoken Arabic has no i˓rāb (case ending), but a few remnants of tanwīn (nunation) exist in the Kufir Yasif dialect, including some three dozen -an endings. Four cases of -in are mentioned here, while -un is not used.