مكارم المعلمين المتقاعدين
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
فِكْرٌ ، وتَجْرِبَةٌ ، وجِسْمٌ صامِدُ
هذي سِمَاتٌ نالها المتقاعِدُ
نَسَبوا التقاعُدَ للأَنامِ مناعَةً
كي يستريحَ مِنَ القيودِ مُكابِدُ
ليسَ التقاعُدُ للمُرَبّي مَلامةً
إنَّ الملامةَ للكرامِ مَحَامِدُ
بالهَدْيِ يَفْتَخِرُ الثقاتُ وإنّما
عَهْدُ الثُقاتِ بغيرِ هَدْيٍ جامِدُ
إنَّ الهُداةَ لَشُعْلَةٌ وضّاءةٌ
فالخانِعُ الوسنانُ دومًا راقِدُ
لَنْ تَعْدَمَ الأضواءَ في أرجائِها
قِمَمٌ مُخَلَّدةٌ وعِلمٌ سائِدُ
أُنْظُرْ تَجِدْ صورَ الحياةِ عديدةً
فيها مِنَ المَجْدِ الكثيرِ مَشَاهِدُ
فكأَنَّ أُستاذَ الحياةِ مناضِلٌ
والعِلمُ نورٌ والبلادُ مَرَاصِدُ
يا أيُّها المتقاعدونَ ألا اِقْبَلوا
مَدْحًا يجودُ بهِ عليكُم حامِدُ
أَتَيْتُمْ مِنَ الأفعالِ ما هو رائِعٌ
للقَوْمِ فيهِ محاسنٌ وشواهِدُ
وتَبِعْتُمُ شَرَفَ الأُباةِ ولم يكُنْ
مِنْكُمْ الى غيرِ المعاهدِ وارِدُ
ما خابَ إنْ مَلَّ المُعَلِمُ إنّهُ
كالنَجْمِ مِن بَعْدِ التَبَاعُدِ واعِدُ