أذا ألقى المرء في ساعة هدوء نفسي، واستقرار في التفكير، وأرادة راسخة وحقيقية، ونوايا طيبة، ورغبة صادقة في مصارحة النفس، يمكن حقا إذا القى نظرة ثاقبة ان يلاحظ وبسهولة التآكلات في دروب عديدة في مجتمعنا في الظروف الراهنة.
وعلى سبيل المثال كثيرة هي الأمور التي يعاني من أوضاعها المواطنون على اختلاف نحلهم واطيافهم, والكل يشكو ان لم يكن الأغلبية الساحقة, وكل في وجعه والمه الاجتماعي, ولا يمكن لأحد ان يستغرب أن الاخلاق اليوم في بعض الظروف أصبحت خاضعة للتآكل شاء من شاء وأبى من أبى, وكأنها بفعل الماضي أذا ما قيست كيف كانت الأحوال وألى أين الت, وكذلك الحال: فالعنف أصبح أمرا واقعا, والمال أصبح مفعولا لأجله في معظم الظروف, والفساد صفة مألوفة ولا خجل فيها, والألعن من ذلك كله أن الضمير أصبح غائبا في معظم الأوقات, والصدق شبه منفي, والكذب يتمخطر كما يحلو لصاحبه في كثير من الأحيان, وكذلك قلة الأدب أصبحت تمييزا معينا في ثنايا المجتمع, فبربكم ألا يوجد تآكل واضح في الأمور السالفة التي ذكرت على الأقل؟؟؟
ولماذا يجب أن تكون هذه الأوصاف بين ظهرانينا! وأذا تعمقنا أكثر في ثنايا المجتمع رأينا ولاحظنا أن المصلحة بمثابة مبدأ، والصدق يصرخ ولا مجيب، والكذب أصبح توكيدا، والانتهازية مفعولا مطلقا، والوظيفة في كثير من الأحيان أصبحت أداة نصب! وفي نواحي أخرى أصبح الموظف مهما كبر شأنه حرف جر والخزينة المليئة أيضا أصبحت أسما مجرورا والله أعلم الى أين!! ففي مثل هذا التآكل والتغيير في النوعية وفي فهمها لدى الجمهور بدون شك سيحط الفقر رحاله في شرائح المجتمع على اختلافها دون تمييز، عندها تجمد الحياة ويصبح السرور مستثنى، وبدون ريب يمكننا أن نفكر أن المستقبل مبني للمجهول وقد يصبح الامر لدينا بمثابة لا محل لنا من الأعراب!!
فالأمر يتطلب تدارك ما يدور حولنا وبين ظهرانينا كي لا يقضي التآكل على كل أمر إيجابي في حياتنا اليومية ولدى معظم أطياف المجتمع، فبالله على صاحب ضمير حي وأنسان مسؤول في أي مجال كان واخر يتحلى بصفات نقلها عن الأجداد والأهل مبطنة في الكرامة والوفاء والعطاء والاستقامة، كلنا جميعا بالله عليكم مرة أخرى ملقاة على عاتقنا مسؤولية الغد الواعد للجيل الحالي وللأجيال القادمة، علينا تدارك الأمر والله من وراء القصد.