...حتّى لو كانت اسرائيل!!!
اندهش العالم،صغارًا وكبارًا،وذرفت الطّيور دماء-عيونها على ما حلّ ببيروت،الوادعة،بكى الأرز وولول صنين من هول الفاجعة!
وعلى الفور عصفت عاصفة الرّوح عند كلّ لبنانيّ جائع كسيح،عاطل عن العمل،لا حيلة في يده إلّا البكاء بصمت اليتيم الحزين...وبدأت ثورة الغضب الّلبنانيّة بالشّتائم و...البصق علي مديري الدّولة..الفارغة،الّلهمّ إلّا من قياداتها الّذين استحوذوا على كلّ شيء ونهبوا كلّ شيء باسم الطّائفيّة والتّحزب المفرّق والمُشتّت،حتّى بقيت الدّولة...بلا شعب!!!
...فجأة،جاء التّفجير الّذي سلب الأرواح البريئة وهشّم الأجساد ونبّه الضّمائر...وأعاد كلّ لبنانيّ الى حقيقة ما هو فيه!!
وبدأت التّعليلات لأسباب هذا الإنفجار الذريّ:تقاعس المسؤولين،إهمال الوزراء،تقصير عند مدير المرفأ،وزارة الطاقة،تخزين آلاف الأطنان من الأمونيا منذ سنوات...وغيرها من الذرائع!!!
ولم يخلُ سجلّ الإتّهام من ذكر إسم"العدوّ الصهيوني"الّذي تعوّد العرب،للأسف،على استحضاره في كلّ مآسيهم...لتسكيت أفواه شعوبهم ولكبح جماح الحقد على زعمائهم!!
منذ سنوات طويلة والقيادات العربيّة والإيرانيّة تُهدّد بتدمير الدّولة العبريّة ومحوها عن الوجود،من خلال الحروب ومن خلال الأجهزة الإعلاميّة...هكذا علنًا وعلى رؤوس الأشهاد!
واليوم نشاهد كيف أنّ"ايران"تجاهر بتصعيدها عن طريق دعم كلّ أعداء اسرائيل في الشّرق الأوسط خصوصًا"حزب الله"الّذي يتبجّح ،على الدّوام،بنواياه التّدميريّة تجاهها ويحضّر،على مدى العقود الأخيرة ل"معركة المعارك/حرب يوم الدّين"على اسرائيل!!
حتّى اليوم ما زال العرب وأتباعهم لا يفقهون ولا يستوعبون معنى كلمة"دولة عُظمى"...كإسرائيل ومن وراءها!!إنّ عَظمة الإستخبارات الإسرائيليّة،بتكنولوجياّتها الحديثة ونيّة هذه الدّولة في التّصدّي لأيّ اعتداء أو خطر على كيانها،أكبر بكثير من أوهام أعداءها!!
ومن دافع قدراتها أوجد حُكّامها وعسكريوها ما يُسمى"حرب ما بين الحروب"أي ضربة حربيّة "خاطفة"،تُذهل العدوّ،تزعزعه وتشلّ حركاته الى سنوات عديدة،دون أن يسبّب ذلك الى حرب جيوش على الجبهات...وبأقلّ الخسائر،قياسًا بحرب شاملة!!
فحزب الله،مثلًا،بطل التّهديد والوعيد،ومثله كذلك الإيراني،سيبقون هدفًا لحرب...ما بين الحروب حتّى يعلموا أنّ نواياهم لا بُدّ أن تعود عليهم،عاجلًا أم آجلًا!
فمن يحضّر لمحو اسرائيل يجب عليه أن يتعلّم"تكتيك واستراتيجيّات"العالم الحديث بشكل كامل وإلّا فإنّه سيبقى قابعًا في التّكبير ببطولات"عنتر وذياب ابن غانم"،أبطال زمان!!!
لدولة إسرائيل ولشعبها الحقّ في الدّفاع عن نفسها من أجل البقاء،وهذا رأي العالم المُتحضّر في أيّامنا الّذي يمتلك دفّة القيادة،وهذا بالطّبع،رأي القيادة الرّوسيّة الحاليّة،الّتي تُقسّم،هي أيضًا،على النّاي الإسرائيلي!!
من يضع الأمونيا في قلب بيروت ثمّ يسمح لحزب مُتسلّط أن يُخبّئ صواريخه بجانب الأمونيا...أرواح الّلبنانيّين في عنقه ،وهو المسؤول الأول عن الفاجعة!!!
في التّوراة اليهوديّة كُتب"..من يُخطّط لقتلك،قُم واسبقه!!"
لا نيّة،أبدًا،في هذا المقال في اتهام أيّ جهة في الكون بما حصل....
لأن قلوبنا قد اعتصرت على كل منّ أصيب في لبنان، فقد آن الأوان للمحبّة ولتصفية القلوب لأنّ...المخفي أعظم بكثير،فنطلب منك،الله،أن تُجيرنا من شرور الحروب!!