بيروت الثكلى الجريحة
شعر: الدكتور منير توما – كفرياسيف
حَبَسْتُ البُكا مُنذُ النَّبا حّبْسَ صابِرِ
وخِفْتُ عَلَيْها مُدْرِكًا هَمَّ عاثِرِ
أَيَنْفَعُ فيها انْ تعودَ لِلائِمٍ
وقد فُقِدَتْ منها عديدُ الضمائرِ
تقولُ "بيروتُ" الجَمالُ وهي تعيبُهُم
وأَنْجُمُها ملتاعَةٌ مِن المصائِرِ
الى مَنْ يَردُّ الشُّؤمَ عني مُهاجِرًا
أَما أَسْتَحِقُ الرَّغدَ غيرَ مُهاجِرِ
ويَسْمَعُها مني مُجيبٌ لم يَزَلْ
يُحَبّبهُ مني بأحلى المشاعرِ
الى انْ تمادى الدَّهْرُ فاهْتزَّ موضعي
لِمَوْضِعِها مِن مَنْظَرٍ مُتوافِرِ
لا غَرْوَ أنْ نأسى مِن نحيبِها
فأكْثرُ ما يُبكي نشيجُ الحناجِرِ
وقُلْتُ لها: العذراءُ تَحْميكِ شفاعةً
عليمٌ هُداها بالرُّموزِ الزَّواهِرِ
تَشَفَّعْتِ أنْ لا تستحيلَ الى الأسى
وأنْ لا تُرى إلَا بروضةِ زاهِرِ
ومِن أَسَفٍ أنَّ التَّفَجُّرَ هَزَّهُم
ببيروتَ هزَّ الوابِلِ المُتَناثِرِ
وكم في ذُرى لبنانَ مِن ذي شهامةٍ
مُغيثٍ بيومِ القَهْرِ حُزْنَ الدياجِرِ
ومِن مَجْدِ آلامٍ لرائدةِ النَّدى
ومِنْ قَوْمِ فَنٍّ كالكِرامِ الأكابِرِ
----------------------------------------
التاسع من آب 2020