صبر أيوب يا أمٌ الشفيق
لا تحزنوا كسائر الذين لا رجاء لهم، هكذا أوصانا معلًم الأمم بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي.
نرددها مرارا وتكرارا في كل فراق للراقدين على رجاء القيامة
فأين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا جحيم؟
لقد سمعتها أيٌتها الأم الثكلى المرٌة تلو الأخرى وفي كل مرٌة تتقبلين مشيئة الخالق فتزدادين قوة وثباتا أكبر في إيمانك وصبرك العظيمين!
ها هو شبح المنيٌة يقرع باب بيتك للمرٌة الثالثة فيلقاك واقفة شامخة كأرزة لبنان وكأنٌك بذلك تقولين له بعزم وثبات خسئت يا موت أن تقهرني وتنال من عزيمتي وصبري فأنني بالرب تمسكت وأليه لجأت وعليه وحده توكلت فلا شيئ يعوزني!!!
ربيت اجيالا وأبناء خير تربية وكغروس الزيتون زادتك المحن صلابة واغنت عنفوانك !
ثمارك صالحة وطيًبة وسيرتك شريفة ومشرًفة، فلا فراق ولا موت حدٌ من عزيمتك وأيمانك فالله لا يمتحن سوا خائفيه لكيما يصبروا صبر أيوب ، ومن صبر ظفر يا أمٌ الشفيق!!
وأخيرا لك منٌا ولأولادك أحرٌ التعازي القلبية ونسأل المولى أن يكون هذا الفراق خاتمة لأحزانكم ومآسيكم ونضرع للفادي أن يلهمكم الصبر والسلوان وللفقيد الغالي أبا صبحي نسأل رحمات الله ورأفاته ، ذاك الذي وعدنا وعده الصادق ها أنا معكم طول الأيام وألى انقضاء الدهر .
فليكن ذكره مؤبدا مع الأبرار والصدًيقين
آمين.
بقلم موسى طعمه