تمرّ البلاد برمتها والعالم بأسره تقريبا بما يسمى وباء الكورونا الذي حط رحاله في ارجاء المعمورة منذ بضعة شهور خلت, وقامت دول العالم وقعدت بأطبائها ومؤسساتها الصحية المختلفة للبحث والتنقيب على الصعيد الطبي لايجاد مخرج او علاج يمكنه اراحة الشعوب من هذا الوباء الخبيث والحد من عدد المصابين والحيلولة دون زيادة خسائر في الارواح وحتى الان بدون توصل الى نتيجة قاطعة, علما أننا نعتقد جازمين أن القضاء والقدر فوق كل هذه المحاولات متضرعين الى العلي القدير ان تنقشع هذه الظاهرة المخيفة الى غير رجعة في القريب العاجل انشاء الله.
والى موضوع الثقافة الذاتية او ثقافة الالتزام الذاتي التي تتعلق بكل انسان كما هو، حيث لا يمكن ان يتغير المرء ألا بظروف صعبة تلزمه بذلك وتعمل جاهدة على تغيير مجرى ونمط تفكيره ولو بشكل مؤقت او تؤثر عليه من باب الحرص والحفاظ على نفسه وعلى من حوله من خطر الكورونا المستشري في صفوف المجتمع.
ولا يخفى على احد أن مرض البشرية الذي يطغى على قسم كبير من ثقافة الالتزام الذاتي ولدى معظم شعوب العالم, الا اننا من الناحية الألتزامية يمكننا العمل على تجنب الكثير من الاخطار اذا وضعنا اللامبالاة في نهجنا اليومي جانبا واستبدلناها بالإرادة الذاتية التي تفرض علينا التصرف بموجب ثقافة الالتزام الذاتي حيث اننا جميعا وبشكل مطلق ملزمون في الظروف الراهنة ان نصارح كلٌ نفسه وذاته في اعقاب التعليمات الصادرة عن اولي الامر محليا وقطريا ونتصرف بمسؤولية ونبرز من خلال ثقافة الالتزام الذاتي كل جدية ومعا جميعا كم نحن مسؤولون عن أنفسنا على الأقل, الامر الذي بدون شك ينعكس إيجابيا على مدى مسؤوليتنا اجتماعياً.
وبهذا الامر لا يمكن للمرء ان ينتظر الشكر والتقدير على مثل هذا التصرف لا من مسؤول ولا من مؤسسة لان الامر أولاً واخراً يهم الانسان ذاته، الانسان واسرته، الانسان وحارته، الانسان وقريته وجميع القرى والمدن في التي تكون البلاد، حيث لو ان كل أنسانٍ أخذ زمام المبادرة لنفسه ولمن حوله كما ذكرت في نظري بدون أدنى ريب تكون النتيجة أفضل بكثير مما هي علية اليوم.
فبدون منية لاحد على الآخر وبدون انتظار تسجيل مخالفات، وقبل ذلك كي نمنع انتشار الوباء، على كل انسان ان يفكر ملياً بان الامر يستوجب اظهار المسؤولية الذاتية والعمل بموجبها تجاه نفسه وتجاه من حوله حتى بدون فرض أو غرامة وانما مجرد التقيّد بالتعليمات على أصولها وتنفيذها بحذافيرها أيضا دون ان تكون منقوصة.
الكل يعلم ما هي التعليمات المطلوبة والكل يعلم ان أي تجاوز لهذه التعليمات قد يعرض الانسان ومن حوله الى الخطر، فهيا معا نقاوم ونبذل المستحيل من أجل دحر هذا الخطر.
لذا وبكل مسؤولية, علينا جميعا بدون استثناء وبدون فرق بين كبير وصغير وبين رجل وامرأة وبين شاب وشابة كلنا معاً علينا ان نبذل المستطاع والتصرف بالمسؤولية وبثقافة الالتزام الذاتي لنخفف من وطأة هذا الوباء, وربما أبعاده عنا جميعاً, لان النتيجة الطيبة تصب بدون ريب في مصلحة الجميع محليا وقطريا, فالأمور باتت بأيدينا وعلينا الالتزام بالمسؤولية معاً بدون استثناء ومرة أخرى لا لننتظر الثناء والشكر من احد حيث ان أكبر جائزة في نظري هي النجاح في مثل هذا التصرف, والله بعون العبد ما دام العبد في عون أخيه, وفي هذه الظروف حصراً أسمح لنفسي ان أقول أيضا ما دام العبد في عون نفسة واخية والله من وراء القصد.