فتاةُ عطر ٍ وطَرَب
شعر : الدكتور منير توما- كفرياسف
أراحٌ ذاكَ أمْ عِنَبُ وعِطْرٌ ذاكَ أَمْ طَرَبُ
وعَجَبٌ ذاكَ أَم شَغَفٌ وحُسْنٌ ذاكَ أمْ ذَهَبُ
كمالٌ غيرُ مُصْطنَعٍ ونورُ البدرِ يُرْتقَبُ
أَسَرْتِ القومَ ، ساحرتي أهذا الظُرْفُ مُكْتَسَبُ؟
كتبتُ لها النصوصَ وليـ سَ إلّا الشِّعرُ والأَدبُ
سِمَاتٌ عِنْدَ طَلّتِها وحَوْلَ وجودِها كُتُبُ
مَحَاسِنَها رَوَتْهَا العُرْبُ لكنْ وَهْجُها شُهُبُ
مَحَبَّبةٌ إذا نَطَقَتْ سَمِعْتَ الطيْرَ يقترِبُ
سَمَتْ وَرنَتْ لواحِظُها فكادَ القلبُ يَنْقَلِبُ
يُطِلُّ الحاسدونَ إذا أَتَتْ ويُثيرُني الصَخَبُ
ويَضْطَربُونَ إنْ لَمَعتْ وعندي يذهبُ التَعَبُ
فتحلو كُلّما غضِبوا وتَصْدُق كُلّما كَذَبوا
الطِبّ الشافي
(مهداة الى الأطباء والممرضات والممرضين وسائر العاملين في الخدمات الطبيّة.)
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
طابتْ جُهودُ الأكارِمْ واعتَزَّ طبُّ المراحِمْ
سما طبيبُ الغوالي علا صفيُّ المعالِمْ
خَبا صَدى السُقْمِ والمو تِ والردى والمآتمْ
****
وصْبٌ شفاهُ سريعًا هذا الدواءُ العاصِمْ
ونُخبَةٌ مِن صبايا جَالت كأَنْسامِ راحِمْ
في كُلِّ مَوْقِعِ داءٍ سارتْ إليهِ الكرائمْ
ماذا حمى المرءَ مِنْهُ وكانَ أشرسَ قادمْ ؟
أحلَّ بالجسمِ شرًّا كأنّهُ جُرْحُ واجمْ
وبَثَّ في كلِّ قَلْبٍ أَنَّ الدوا غيرُ قائمْ
بجُهْدِ كلِّ طبيبٍ يا داءُ إِنّكَ واهِمْ
عالجْتَ صِدْقًا وهذا أوفى بطبِّ البواسِمْ
فاليومَ تُذْكَرُ مَدْحًا والربُّ فوقَكَ دائمْ
كمالُ خُلْقٍ تسامى ودادُهُ والمكارِمْ
مريضُهُ مُسْتَقِرٌّ وفَضْلُهُ مُتعاظِمْ
****
ما كانَ مِنْكَ بجَهْلٍ هذا العليلُ النائِمْ
بعدَ النِضالِ تُماليــهِ طائعًا غيرَ ظالِمْ
وبعدَ بيضِ أيادٍ للجُرْحِ خيرُ مراهِمْ
يا مانِحَ النفسِ صَبْرًا وكانَ حُسْنَ المُساهِمْ
لعلَّ فِكْرَكَ فيهِ سهرانُ والوجدُ ناظِمْ
داءٌ يُحَاذِرُ مِنْهُ فَقْدَ القوى كلُّ فاهِمْ
فما يطيلُ كلامًا يريدُ خِبْرةَ عالِمْ .
تحيّة لفاعلي الخير
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
أيُّها الفاعلونَ للخَيْرِ أَغْنَيْـ
تُمْ لعمري سماحةَ الوجدانِ
خَيْرُكُم أَصبحَ المَنَالَ المُحَلّى
أيُّ خَيْرٍ كَكَثْرَةِ الإحسانِ؟
قَلَمٌ يَمْدَحُ الأجاويدُ فيهِ
فَضْلَكُمْ ، لا يَزالُ في الأزمانِ
قَوْمٌ سادوا بماجدينَ عِظَامٍ
هُم كمالُ الأَخلاقِ في البُلْدانِ
في الأريحيةِ الصدوقِ كِرامٌ
أَصبحوا بالقِرى شُمُوسَ المكانِ
مُكْرِمٌ أسْعَدَ القُلوبَ وأهدى
الناسَ والجَمْعَ صافياتِ الأماني
هكذا المُنْجزاتُ – إنْ بَرَزَتْ في
وَطَنٍ – فهو أجْمَلُ الأوطانِ
سَدَّدَ اللهُ خُطاكُمُ واليْكُمْ
بسلامِ السماءِ في كُلِّ آنِ .
نظرة الى النسبية : النظرية الخاصة والعامة لألبرت أينشتين . (1917)
بقلم : الدكتور منير توما كفرياسيف
بعد أن سلك واتبّعَ لمدة أكثر مِن عقد من الزمن العديد من الحسابات والكتابة ، نشر الفيزيائي الألماني ألبرت أينشتين نظريته النسبية الكاملة ، التي أثبتت التجارب اللاحقة بأنها صحيحة والتي دعاها الكثير من العلماء منذ ذلك الحين بأنها أكبر قفزة في الخيال العلمي في التاريخ – أفكار التي ما زالت مستمرة في دعم الاختراعات والأحلام .
لقد نشر الفيزيائي النظري الألماني ألبرت أينشتين (1955-1879) لأول مرّة نظريته النسبية الخاصة عام 1905 ، حاملًا الفكرة بأن سرعة الضوء في الفراغ مستقلة عن حركة كل المراقبين ، وأنّ قوانين الفيزياء هي نفسها لكل المراقبين الذين لا يتحركون أو يتسارعون .
وقد عمل أينشتين على مدار فترة العشر سنوات اللاحقة على النظرية العامة ذات العلاقة بالنسبية والتي نُشِرت في بحث عام 1915 .
ولقد قدّم أينشتين لاحقًا النظريتين معًا في كتاب هو (النسبية : النظرية الخاصة والعامة) الذي صدر أولًا عام 1917 . وخلال ثلاث سنوات ، عبر بسرعة وتمّ قراءته في أربعين طبعة ألمانية ، بما يصل مجموعة الى 65,000 نسخة . ولكن أخذت أفكار أينشتين الثورية فيما يتعلق بالجاذبية ، وقتًا أطول كي تصبح مقبولة على نطاق واسع كقانون .
إنّ النسبية هي طريقة لشخصين كي يوافقا على ما يريانه إذا كان أحدهما يتحرك . إنّ مبدأ أينشتين التكافؤي يُلْزِم بأنّ الجاذبية التي تسحب وتشدّ في اتجاه تعادل وتكافئ كليًّا تسارعًا في الاتجاه المعاكس . وهكذا ، فإنّ راكبًا في مصعد يتسارع الى أعلى ، يشعر كأن الجاذبية تدفعه الى الأرضية .
إنّ نظرية أينشتين في النسبية قد قدمت إطارًا لكل الفيزياء كافةً ، مقترحةً مصطلحات جديدة للمكان (الفضاء) والزمن ، نسبية التزامن (التواقت) ، وتمدُّد الزمن الحركي والجاذب . إنّ اينشتين قد افترض بأنّ كل زمن تقيس فيه سرعة جسم، قوته الدافعة (كمية حركته) – أو كيف يختبر الزمن _ سوف دائمًا يتم قياسه بالنسبة لشيء آخر : إنّه نسبي . إن سرعة الضوء تبقى نفسها ولا يهم مَنْ الذي يقيسها أو كم هو سريع الذي يقيسها في سَيْرِه ، وليس هناك شيء يمكنه أن يسير أسرع من سرعة الضوء .
إنّ اينشتين ليس فقط أعلنَ وأكّدَ نظريته ، وانّما قال أيضًا بأنها ممكن إثباتها بالدليل أو البرهان .
في تشرين الثاني نوفمبر من عام 1919 أصبح اينشتين بين ليلةٍ وضحاها شخصية مشهورة في كل مكان في العالم عندما زَوّدَ كسوف شمسي أول إثبات وتأكيد مقبول لنظريته النسبية العامة . ولقد رحبّت وقدّمت عناوين الصحف في كل مكان التحية له كأعظم عبقرية علمية منذ إسحق نيوتن .
إنّ نظرية النسبية الخاصة تمَّ تعزيزها وتأكيدها أيضًا في اختبارات أخرى متعدّدة ، وبالتالي فَهِمَ المجمع الفيزيائي عمومًا هذه النظرية وقَبِلَها في العشرينيات من القرن الماضي . إنَّ النظرية النسبية الخاصة سرعان ما أصبحت أداة مهمة وضرورية لواضعي النظريات والتجريبيين في الحقول الجديدة من الفيزياء الذرية ، الفيزياء النووية وميكانيكا الكم (الكوانتم) .
إنّ الأهمية الكاملة للنظرية النسبية العامة لم تأخذ الإعتراف الواسع لغاية الستينيات ، عندما أصبحت مركزيةً في بعض الإكتشافات مثل النجم الزائف ، الميكرووﯦﭫ ، الخلفية الإشعاعية ، مصادر الإشعاع قصيرة العمر ، بروز الثقب الأسود ونظريات البغ بانغ . وقد تضمنت تطبيقاتها العملية تطوير أنظمة الوضع الكروي العالمي والقياس الزمني بالغ الدِّقة .
وليس كمثل معظم الاختراقات العلمية الأخرى ، فإنَّ النظرية النسبية العامة كانت الى أبعد مدى مُنتَجًا فريدًا لتفكير أينشتين وليس إسهامًا آخر إضافيًا لأي عملٍ آخر كان جاريًا في ذلك الوقت . ليس هناك أحد كان يفكِّر بالجاذبية كمعادِل أو مكافئ للتسارع ، كظاهرة هندسية ، كإلتواء أو انثناء للزمن والمكان .
وهكذا ، فإنَّ نظريته المُدهشة قد وسعت بشكل كبير المعرفة العلمية وغيّرت مجرى التاريخ .