غُصْنُ ريحانٍ ذوى
(قصيدة في رثاء الطالب الطفل المرحوم مجد مروان شحادة)
****
شعر : الدكتور منير توما - كفرياسيف
أرثي ويا ليتَ شعري مَنْ يواسيني
قد بانَ «مَجْدُ» أُمْ نبكي إلى حينِ
طِفْلٌ جميلُ السجايا لا مثيلَ لَهُ
فيرحَلُ البَدْرُ قَسْرًا دُرُّ مَكْنُونِ
قُل للذي كان في دُنياهُ مُبْتَسِمًا
صارَ إبتسامُكَ مِثْلَ الفاءِ والنونِ
إذا تَرَحَّلْتَ في الأمجادِ مُنْتَميًا
هُناكَ تَلْبَسُ أثوابَ الرياحينِ
وَيْلاهُ مِن هذهِ الدُنيا وقَسْوَتِها
فتِلْكَ أخْطَرُ مِن لَدْغِ الثعابينِ
نَسْعى ونَرْكُضُ في الدنيا على أَمَلٍ
فليسَ عَيْشٌ ولا خَيْرٌ بمَضْمونِ
قد كانَ «مَجْدٌ» بهاءً لا أُفُولَ لَهُ
إلّا جريحًا بتَغْلِيبٍ وتَشْجينِ
«مَجْدٌ» أرى في إطارِ الرَسْمِ مَبْسَمَهُ
وحُلْمَهُ في نقاءِ القَلْبِ والعِينِ
في كُلِّ يومٍ رجاءٌ غيرُ مُكْتَمِلٍ
وحَسْرَةٌ بضَياعٍ غيرِ مَظْنُونِ
لمْ يُبْعِدِ الدَّهرُ «مَجْدًا» عَن أَذِيَّتِهِ
لكنهُ جَعَلَ الآلامَ تطويني
لَهَفي على ذلكَ الطِفْلِ الذي أَخَذَتْ
ضياءَهُ الشَمْسُ إنْ أمسى بِمَغْبونِ
هذا قضاءُ اللهِ الذي في مَجْدِ كَرْمَتِهِ
يَحْضنُ الطفلَ بينَ الحُبِّ واللينِ
لنَصبِرْ وإنْ شِئْنا لِنَضْرَعْ إِنْ قَنُطْنَا إلى
ربِّ السماءِ لِتَقْدِيسِ العناوينِ
23 أيلول 2020