فلسفة حياتيّة عابرة
شعر : الدكتور منير توما
كفرياسيف
لا تقْنَطِي يا نَفْسِ مِنْ حَزْمِ القَضا
إنْ كانَ ما لا شيءَ مِنْهُ سوى سدى
لا وَعْدَ في هذي الحياةِ فإنّنا
نعتادُ حُزْنًا كُلّما ذُقْنا غدًا
تبًّا لها مِنْ شِدّةٍ لا تنقضي
إلّا وقاضي الموتِ فينا قد بدا
حُزْنٌ يَحُفُّ بهِ الردى في كُنْهِهِ
قَهْرًا ويُهْلِكُ حينَ نُطْلِقُهُ يدا
هيهاتِ ليسَ مُعَمَّرٌ بينَ الورى
كانَ الرشيدَ ومَنْ بِفِطْنَتِهِ اهتدى
لا يُدْرِكُ الإنسانُ مُتْعَةَ فِكْرٍ
مَرَحًا ويُتْخِمُ جِسْمَهُ الفاني دوا
نعدو لِنَقْتَنِصَ الفِخَارَ لِنَفْسِنا
مِن قَوْمِنا ولقد نَحيدُ عَن الهُدى
ومن الكبائرِ أنْ يسيئَ كبيرُنا
يُغري الأَنامَ وحيثُ حلَّ فما استوى
قد ساءَتِ الدُّنيا وساءَ كيانُها
معها وكانَ الوَعْدُ فيها أَجْرَدا
فالبَعْثُ بَعْدَ الموتِ في لونِ الصدى
لا مِثْلَهُ فالبَعْثُ يَطْلُبُ موعِدا
والبَعْثُ يحتاجُ الدليلَ لذاتِهِ
مِنّا كما نحتاجُ نحنُ لِمَنْ افتدى
قد كانَ فينا قصَّةٌ مَوْعُودَةٌ
كانتْ لحبكَتِها الأَماني عُوَّدا
حُلْمٌ نَسَبْناهُ لنا فاجْتازَهُ
عَقْلُ البَرِيّةِ حائرًا مُتَرَدِّدا .