الحبيب المجهول
شعر : الدكتور منير توما - كفرياسيف
للوَجْهِ عِنْدَكَ مَبْسَمٌ ووسيمُ
ذاكَ الجميلُ وأنتَ مِنْهُ عليمُ
إنْ كانَ هذا الوَجْهُ ماءً صافيًا
فالقَدُّ غُصْنٌ في الثيابِ قَويمُ
في رَسْمِ جِسْم ٍ للصبابةِ مَوْقِعٌ
ولكُلِّ خَدٍّ مَوْرِدٌ مكتومُ
والصوتُ أشْبَهُ بالنسيمِ حلاوةً
فَرَخيمُهُ حيثُ الكلامُ يُقيمُ
رَنَتْ العيونُ الى الجمالِ لحظةً
إنَّ الذي رسَمَ الوجوهَ كريمُ
لولا التباينُ في الخَلِيّةِ لم يَكُنْ
جِسْمٌ بمرتبةِ الكمالِ يَدومُ
في كُلِّ غُصْن ٍ خُضْرَةٌ ولُيونَةٌ
ولكُلِّ روح ٍ فِطْنَةٌ ورسومُ
ولعلَّ بعضَ الفاتناتِ بِرَأْيِهم
خَطَرٌ وبعضَ السيِّداتِ حليمُ
ولرُبَّ لائمِ نَفْسِهِ في بُرْهَةٍ
يَسْلاكَ عنها نادمًا ويَهيمُ
وإذا انْسَحَبْتَ جَرَحْتَ قلبكَ فَتْرَةً
فلعلَّ بَعْضَ النادمينَ سقيمَ
أهلُ الغرامِ على صراع ٍ دائم ٍ
مثلَ القِيانِ وفي الصِراع ِ هُمومُ
أسبابُ حُبٍّ ليسَ يَعْرِفُ كُنْهَهَا
إلّا خبيرٌ بالقلوبِ قديمُ
أنتَ الحبيبُ إليهِ في ما نبتغي
يا مَنْ لهُ المَنْسوبُ والمعلومُ .