شابان من خيرة شباب قرية كفرياسيف لاقا حتفهما رميا بالرصاص في قرية البروة في التاسع من شهر تشرين الثاني من عام 1948 أحدهما قتل قبل ألآخر وعلى الاغلب أن عادل قتل قبل يوم وأحمد في التاسع لكن الاهل في كفرياسيف فضلا ان يكون يوم الدفن لكليهما وبقي بيت العزاء يستقبل جمهور المعزين الذي لا يقَدر بتعداده لكثرة المحبة التي حظي بها المغدوران ولمحبة الناس لهما ودفنا في نفس اليوم وسط أجواء حزن شديد، على الغالب دفن الواحد منهما وراء الآخر في مقبرة القرية وسط أجواء من الحزن والاسى العميق والبكاء والعويل والنحيب متبوعين بالرجال والنساء حيث انه كانت عادة السير وراء الجنازة رجالا ونساء الى حين وصول المقبرة وبقيت هذه العادة مستمرة الى شهر حزيران من عام 1965 وبعدها توقفت هذه المسيرة على ما اعتقد لدى المسلمين في البلدة،الأجواء الحزينة التي خيمت على القرية لم تكن عادية لما عرف عنهما بحسن الاخلاق ودماثة الطبع والمعاملة الطيبة من قبل هذين الشابين لكل من عرفهما في تلك الفترة وخدموا وساعدوا وقدموا العون لكل من توجه اليهم طالبها وكما يقول كل من عرفهم"كانوا قبضايات"ودودين طيبين وبقيت القرية حزينة على فقدانهم لمدة طويلة،اذ كانت العادة ان لا تتم حفلات الاعراس او لبس الملابس الجديدة والاحتفال بالاعياد وهنالك بيوت حزينة توفي احد منها او فقدوا عزيزا عليهم استمر حزنهم وطال لمدة طويلة جدا فوق ما يتصورة العقل،وبقيت أم أحمد فاطمة الشغري-صفية على حزن ابنها لمدة طويلة وحتى بعد ان دخل الفرح الى بيتها بقيت حزينة ولم ترغب في نزع اللباس الأسود الى حين توفاها الله في عام 1987 وقضت معظم اوقاتها بالحزن وألاسى على فقدانها بكرها أحمد وكذلك والدة عادل لم تكن اقل حزنا من أم أحمد على ابنها وهكذا عاشت كفرياسيف بمسلميها والمسيحيين والدروز لفترة من الزمن خيَم عليها الحزن والاسى لفقدان احمد وعادل لان أبو أحمد راجح صفية وأبو محمد صالح صفية معروفان ومحبوبان من جميع أهالي القرية واعتقد انه حتى في أيامنا هذه عندما تذكر احداث العام 1948 يذكرأحمد راجح صفية الذي ولد عام 1929 وقتل في 9-11-1948 ،أما عادل فهو ابن صالح صفية ولد عام 1927 وقتل في عام 1948 في البروة وكان راجح وصالح صفية أقارب أولاد العم وكانا يربيان الجمال ولديهم جمال يعتاشون من استخدامها ودارت قصص كثيرة حول عملية الاغتيال لهذين الشابين في البروة وكيف وقعت وما هي الأسباب وهنالك من يسرد بان شخصا أراد ان ينقل غلته من القمح من البروة على ظهر جمال ولم يجد في كفرياسيف سوى أبو احمد وأبو عادل(ابومحمد) لينقلا القمح،وقد بوشر بالتفتيش عنهما ووجدوا عادل أولا وبعد ذلك وجدوا أحمد ووجهه الى الحائط في غرفة في دار هناك مقتولا رميا بالرصاص أي اطلقوا النار عليه من الخلف وقيل بان الجمل الذي ذهب أحمد ممطيه لاحضار القمح بعد اغتياله عاد لوحده لكفرياسيف عندها قالت والدته فاطمة أم أحمد:يا راجح راح ابننا يا ويلي!! واحضر أحمد بعد ذلك على نفس ظهر الجمل الذي نقل القمح من البروة الى صاحب الشأن،وهنالك من ذكر بانه احضر نقلة ومن ثم عاد الى احضار النقلة الأخرى،لكن الحظ لم يسعفه وكان الموت يترصد له فاغتالوه بدم بارد وهنالك من يقول بانهم تعرفوا على القاتل وهنالك من يقول لا احد يعلم ذلك أو من هو الجاني الحقيقي؟رحمهما الله واسكنهما فسيح جنانه وانا لله وانا اليه راجعون وسيبقيان رمزا للغدر والإساءة ودون سبب لانهما ارادا كسب قوتهما ومساعدة اهلهما فسبل المعيشة كانت صعبة بعد النكبة والاحتلال عام 1948 ومن كان له جمال يسمَى جمَال ويريد العيش ويكسب الرزق الحلال وكان في قرية كفرياسيف جمَالة منهم أبو خليل بصل ودار ميخائيل نصر وغيرهم وكان هؤلاء ينقلون على جمالهم منتوج الزيتون والحصاد وغير ذلك كما لا ننسى ان هذه االجمال في كفرياسيف وأبو سنان(دار الرهوان-مطانس) وغيرهم أيضا ينقلون الاسمنت والرمل وكل ما يتطلب من مواد بناء وحجر يابس للبناء وغير ذلك من المواد والمتطلبات الأخرى أي وسائل للنقل والمواصلات وأحيانا للسفر،لكنني لا اعتقد ان الجمال في كفرياسيف كانت تذبح ولم اسمع عن ذلك على الرغم من انني سمعت عن ذبحها مثلا في قرية طمرة في حينه وفي قرى أخرى وكان الناس في هذه البلدات يأكلون لحم الجمال واعتقد انه حتى في ذلك الزمن لم يكن لحم الجمال ارخص من لحم الماعز او الغنم او العجل،أي مصدر رزق وعيش واحيانا كانت تستخدم لتهريب البضائع من فلسطين الى لبنان وأماكن أخرى،والجمال غير مكلفة التربية فطعامها الأعشاب والواح الصبر وبالطبع الحبوب كالقمح والشعير والكرسنه وغير ذلك وكان للجمل مكانة لدى كل من يمتلكه ويربيه وينام في اسطبل دار المالك ويعتنى به جدا لانهم استعملوه هودج لنقل العرائس من بلدة الى أخرى فالمواصلات كانت مقتصرة على سفينة الصحراء واستخدم وسيلة نقل لاداء فريضة الحج وغير ذلك من الاحتياجات الضرورية واللازمة وسريع الانقياد وان خرجت معه للكلا وربطه فهو لا يهرب ويبقى يأكل الى حين الشبع ولا يعقر صاحبه ومخلص له.
يشير اشجع مؤرخ إسرائيلي واكثرهم تمسكا بالمبادئ واحدهم مضاء كما وصفه جون بلغر الاستاذ ايلان بابه بان "الحرب الفلسطينية- الإسرائيلية سنة 1948 هي في نظر الإسرائيليين "حرب الاستقلال" بينما بالنسبة الى الفلسطينيين ستظل الى الابد"النكبة" فبالاضافة الى نشوء دولة إسرائيل أدَت الحرب الى واحد من أكبر التهجيرات القسرية في الناريخ الحديث طرد نحو مليون نسمة من بيوتهم بقوة السلاح وارتكبت مجازر بحق المدنيين ودمرت مئات من القرى الفلسطينية عمدا"ووصف الاحداث بصورة دقيقة وبلا محاباة،وان احتلال قرية البروة واغتيال أحمد وعادل هم مثال لما حلَ حتى الكنائس لم تفلت مما اقترفوه فمثلا انقاض كنيسة البروة تقبع الان تحت الأراضي الزراعية التابعة للمستعمرة اليهودية أحيهود وغير ذلك من ألامثلة على الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وان البروة احتلت في نيسان-أيار من عام 1948 وذكر بابه:بأن الأهداف الأولى للقوات الإسرائيلية كما يضيف بابه"طهروا القرى كليا من العدو"ولا نريد الاسترسال والاقتباس مما جاء في هذا الكتاب البحثي الهام جدا ولا نريد ان نذكر أو نشير فالاعمال التي ارتكبت بحق هذا الشعب العربي الفلسطيني مذهلة،واليوم هنالك أملا بالطبع من ولي ألامر الرئيس الأمريكي دونال ترامب بزيادة عدد الدول العربية التي ستطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل مقابل؟؟لكن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قال في خطابه في الأمم المتحدة:لاستقرار الوضع في المنطقة يجب الوصول الى حل الدولتين والانصياع للقرارات الدولية وان تكون للفلسطينيين دولة كباقي الدول كيان وعاصمة القدس الشرقية الى جانب دولة إسرائيل،واما ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة صرح في كلمته في الأمم المتحدة:حل الدولتين كاساس لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وحصولهم على كامل حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة الى جانب دولة إسرائيل،والامارات تحدثوا بنفس الأسلوب وبنفس المطالب من اسرائيل ونذَكر بان الدول العربية ستطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل حالما تنسحب من جميع الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة يونيو -حزيران 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية واخلاء جميع المستعمرات- المستوطنات التي أقيمت على الأراضي ا لفلسطينية وتطبيق القرارات الأممية وتنفيذ المبادرة العربية لاحلال السلام وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا وغير ذلك من الأمور التي يترتب عنها انهاء الاحتلال وجميع مظاهره،عندها ستتم عملية التطبيع ودون الحاجة الى تدخل الرئيس الأمريكي ترامب ولا غيره من الناس،فكم هو جميل ان يتَم ذلك؟؟ولا حاجة الى طائرات أف-35 أو غيرها يا سيَد ترامب وعندها سيكون لديك الوقت انت ونتنياهو السبل الى التفرغ الى علاج الكورونا وتوفير جميع السبل لمكافحته وإيجاد اللقاح المناسب لتوفير المصل والتقليل من حجم المشكلة وحل مشكلة العاطلين عن العمل والذي يقارب المليون شخص والعمل على تصحيح المسار الاقتصادي بدلا من خنق البشر وهدم مصالحه الاقتصادية وليتنفس الصعداء.
ومن هنا نناشد كل ذي ضمير التقيَد بالتعليمات لوزارة الصحة وغسل اليدين والابتعاد 2م الواحد عن ألآخر وغير ذلك وفقكم الله لما فيه الخيير والمحبة والمصلحة العامة لكم وللجميع ولا تستهينوا بأي شيء وحافظوا على صحتكم وسلامتكم.