ما أجملَ الحياةَ لو تَسَامَحْنا
وتمثّلْنَا بربٍّ غافرٍ يمحو الذنوبْ
وتَشَبّهْنا بطَيْرٍ
يشتهي أنْ يتحرّرَ مِن قَفَصٍ
إليهِ لنْ يؤوبْ
فقد عانينا وصَمَدْنا
أمامَ عواصفِ دَهْرٍ
أَدْمَتْ عيونًا .. وقلوبْ
لكننا ما زلنا نُكابِرُ ونَغْضَبُ
في زَمَنٍ آنَ لنا فيهِ أنْ نتوبْ
ونجعلَ الأذهانَ في سياحةِ فِكْرٍ تَجُوبْ
ونبنيَ بَشَرًا مِن شبابٍ
ينأى عن الغُربةِ والهروبْ
وينبذُ الفتنةَ في أرضٍ كُتِبَ لها
أنْ يكونَ فيها الحقُّ مَهُوبْ
فنحنُ اليومَ لا نعدو
أنْ نكونَ سوى أسرى عواطفَ
لن نَجدَ عن خطايانا مَنْ يَنُوبْ
فقد عَبَدْنا وثَنَ أوهامٍ
حافلًا بالآثامِ والعُيُوبْ
ونَسينا أنَّ صفاءَ الصُدورِ
ينتظرُ أنقياءَ روحٍ على الدُروُبْ
يزرعونَ محبةً
ويحصدونَ حُريةً
تنعمُ بأجوائِها الشعوبْ
ويعيشُ الأفرادُ
في ظِلالها آمنينَ
مِن قسوةِ الخُطوبْ
فيا ليتنا ندركُ أمرًا
شاءتْ لنا الأقدارُ
أنْ ننجوَ مِن الغَرَقِ
في أعماقِ بحرٍ
أمواجُهُ تأبى أنْ نختارَ
قاربًا هشًّا للركوبْ
فليسَ أمامَنا سوى العَوْمِ
أو الرُسُوبْ
في قعرِ عَالَمٍ يهوى المعاركَ والحروبْ .