مِن عَبَق فصول الأدب
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
إنْ رُمْتَ نَصًّا دافقًا عَريقا
فاطْرُقْ إليهِ من الفُصُولِ رَحيقا
واجْعَلْ خيارَكَ فنًّا بالنثرِ والتشخيصِ والتَعْليمِ والتَحْقيقا
تلكَ الفُصُولُ المنتقاةُ هي التي
وَصْفُ الحياةِ بها يصيرُ عميقا
وهي التي تُغْني العقولَ فتكتسي
منها النفوسُ تألُّقًا وعقيقا
وهي التي بكلامِهَا وجمالِها
يغدو الأديبُ مِن الأنامِ أنيقا
تحلو الحياةُ ثرِيّةً في نثرِها
والشعرُ أبيضُ والصلاحُ طريقا
إنَّ الذي وَصَفَ الأُباةَ جواهرًا
جَعَلَ الوُضُوحَ في الحياةِ خليقا
وأضافَ مِنْهُ للقلوبِ مشاعِرًا
تَدَعُ النجيبَ مِن الفُنونِ عشيقا
فتَسُدُّ ثَغْرَةَ مَنْ تراهُ مُفَرَّغًا
وتَمُدُّ خُطوةَ مَنْ تراهُ رشيقا
تلكَ العلومُ ، فَسِرْ الى دَرْب ٍ بها
إنْ شئْتَ يحلو في اللسانِ الريقا
وإذا أَمِلْتَ مِن البيانِ مُرافقًا
فَثَمَنَّ مِنْهُ مُلْهِمًا وشقيقا .