أَحْبَابَنا هل لذاكَ الصبرُ أطوارُ
يُفضي اليكم إذا لم تُشفِنا النارُ
جئتُمْ فلم يكْفِنا مِن سِحْرِكُمْ أَدبٌ
يومًا ولا طَالَنا مِن هَجْرِكُمْ عارُ
تغدو البُنى عامراتٍ في جوانحنا
وما لها غيرُ فِعْلِ الجَمْعِ أَقْمارُ
قد فَرَّقَ البُعْدُ ملقانا وما ذَبُلَتْ
في النَفْس ِ منكُم أزاهيرٌ وأثمارُ
نعودُ في الشَهْرِ نَسْتفتي الغرامَ لكُم
وقد دَعَتْ ربَّكم للخيرِ أشعارُ
حقٌ علينا وإنْ دُمتُم رعايتَهُ
فهل سلاكُم وأنتم فيهِ أنوارُ
أما الهوى فَدَعُوا عنهُ الغمامَ إذا
حاقَتهُ مِن كلماتِ العُذْرِ أخطارُ
يدورُ مِن حولنا حتى يجودَ وقد
أَضْناهُ مِن شِغافِ القَلْبِ إيثارُ
ولي ليالي حُبٍّ بيننا عَبَرتْ
كأنّها في نسيمِ الكَرْمِ إبْحَارُ
كأنّنا لم نَنَلْ أُنْسًا ولا سَلَفَتْ
لنا على العزِّ آثارٌ وأَسْفَارُ
أقوالُ تصبو الى روحِ الشُروقِ وقد
سعى لها فوقَ لَفْظِ الحَرْفِ أحرارُ
أشعارُ تحلو القوافي مِن مَسَرَّتِها
كَسِحْرِ نجوى وقد غنَّتْ لها الدارُ
مُبَشِّرٌ بليالي الفَرْحِ يرقُبُها
فَهُنَّ مِن نَجْمِهِ مَجْدٌ وأسرارُ
للهِ وَردٌ نشا مِن أرضِ مُزهَرة ٍ
كانتْ لنا منهُ ألوانٌ وأَنْظارُ