(قصيدة في رثاء المربي الأستاذ باسم نجيب خوري)
باسم الراياتِ
شعر : الدكتور منير توما- كفرياسيف
قولوا لنا نذكُرُ الأمواتَ في الرُّجَمِ
ما يَعْرِفُونَ مِنَ اللّذاتِ والعَدَمِ
قد كانَ ما كانَ سَعْدًا فانقضى ومضى
كأَنَّ ساعيهِ لم يكْسَبْ ولم يَقُمِ
الرَغْدُ في العَيْشِ دَرْبٌ قومُهُ نُخَبٌ
وما الذي يا تُرى يُهدى مِن الحِكَمِ
بالأمسِ قد كانَ أبو النجيبِ «باسِمَنا»
واليومَ في الرّمسِ أمسى ساكِنَ الظُلَمِ
كأنّهُ لم يكُنْ نورًا لعائلةٍ
ولا سليلًا لبيتِ القولِ والقَلَمِ
أطاعَ صَبْرًا لقاءَ اللهِ حينَ دعا
وتلكَ عيشةُ الإنسانِ في الهَرَمِ
مضى الأصيلُ سوى الأعمالِ مُنْتَقيًا
جميلَها حينَ شحّتْ دمعةُ الأَلَمِ
وعاتبَ الموتَ لا يشكو متاعِبَهُ
عليهِ ما لم يكُنْ ملفوظًا بِفَمِ
مضى عزيزًا فلم يُعْرَفْ لَهُ زَلَلٌ
مَن كانَ في كُلِّ حَفْلٍ راعيَ الذِّمَمِ
وعاشَ عُمْرًا كأنَّ اللهَ باركَهُ
شوقًا إليهِ فلم يَسْأَمْ مِن الحُلُمِ
بكى عليهِ ذوو القاماتِ مِن أَسَفٍ
ومَنْ بكى «باسمَ» الراياتِ لم يُلَمِ
هذا هو الرجلُ النَوّارُ مُعتمِدًا
على الشمائلِ مِنْ خُلْقٍ ومِن شِيَمِ
مِنّا الكلامُ على مَنْ لا كلامَ لنا
منهُ ولا حُزنَ يلغي عِلَةَ السَقَمِ