أحلام (نادرة) لبست نادرة.. أحلامها لا تحتاج مفسرا للأحلام ولا تخرج من رحم الكوابيس بل تطل علينا من على صهوات ابداع تنقل حالمتها الى عالم شفاف يرسم عالم شابة واعدة دخلت الموهبة والحسّ المرهف وجدانها وخلايا هيكلها.
هذه الأحلام تأتينا وقائع طيب يتضوع في صورة سيرة انسانة مرهفة وشاعرة تلقي مشاعرها امام قراء يستعذبون الصدق والجمال في بديع الفكر والبيان.
من على سطور صفحة الاهداء نتعرف على شخصية الشاعرة نادرة شحادة.. شريكها في الحياة يزهر ايامها.. انفاس والدها الراحل تسكنها.. أمها هدية سماوية.. اولادها والحفيد خفقان في عروق العطاء.. احلامها منسوجات في هياكل القداسة من الآمال والاحلام المنشودة.
في سيرتها المتوثبة والنابتة اشتالا خضراء يانعة نتعلم ونعرف كيف نقهر النسيان بالنسيان.. نعرف هذا بارتداء ازياء الارض وألوانها.. بين هذه ومع هذه نلتقيها تصلي لتمحو أثار الخطايا ساحقة القهر بقدميها، وفي قهرها القهر نجدها تتصفح كتب السماء فهي التي لا تجلس في الظلام طويلا فالأنوار في الطريق آتية اليها.. انها المتفائلة دائمة الابتسام وما اغلى الابتسام!! اما قال احدهم عنه انه يبدأ بكلمة (أب) وينتهي بكلمة (أم)؟
البسمة لدى شاعرتنا نادرة تفوح عطرا على وجهها ومعها كل الناس.. هي التي تريدنا ان نغسل خطايانا بعصير النرجس وزيت الزيتون.. تريد ان تموت مبتسمة تاركة البسمة برونقها تفوح من ضريحها.. القلب يحيا حين تغلّفه الغبطة والابتسام وعلى صهوات نبضاته تكون الحياة ويكون البقاء!
ما أروعها!! ما اروع شاعرتنا وهي تقول: "نقاء الروح لا يعدله نقاء".. "ولولا الورد ما فاح العبير".
تتسلق الشاعرة جدران الاحلام لتنسج سلالم وثبات للشباب ومستقبلا يزخر بالآمال.. تريدنا ان نجعل من صوتها كتابا يخلد ذكرى الصامتين فهي السائرة الى وطن يعشق الصمت والبكاء وأصوات البنادق وعويل النساء.
في الصمت بلاغة وجلال.. تتكرر بلاغة الصمت في قصائد شاعرتنا فنجدها تدعو الليل ان يعيرها صمته وهي هي المتحدثة عن صمت اليراع.. ان الصمت لديها يخلف في نفوس الناس مهابة تعتمر مهابة!.
ما أرقاه من حب!! وما ارقاه من صمت!! ما ارقاها من أحلام وشجون في اشعار ألبستها نادرة شحادة بديع فكرها وجمال بيانها في لغة يجب ألا يصمت اليراع في نقلها لقراء خير امة اخرجت للناس.
شكرا نادرة.. هديتك ثمينة والى مزيد من العطاء.