لا تسقط قطوف دالية العنب، بل تبقى ساهرةً، حتى يطل الندى قبل الفجر. في دالية الكرمل الأسماء لا تموت ولا تتشتت الانحاء، ويبقى وجه الشاعر نزيه خير باقٍ في رسم واحة قمر وجه معين حاطوم الطفولي، هناك بين كوع وادٍ وظل الياسمين وتلال تسهر مقابل البحر الأزرق، ووجه سلمان ناطور، يمتد من الحبر الذي لم يجف في الفصل الأخير لكتابه الجديد عن حقيقة القضية... 

ووجه المؤرخ الشيخ سميح ناطور على عمامات التقوى، يبحث عن حروف الجذور ليحفظها في مجلده القديم... في دالية الكرمل لا تموت الاسماء ولا الوجوه التي حددت رسم البلد، فما زال القلم بيد الشاعر مجيد حسيسي... والأنامل تعرف صاحبها، وتعرف نبضه ومشاعرها... يا بلد الأدباء، يا بلد الأقواس المقدسة من ساحة سيدنا أبي إبراهيم، لزقاق في الصوانية خاف عتمته... 

لا تموت الأسماء في دالية الكرمل، بل تبقى محفورة في سجل الرّاحلين، وأحلام الآتين، من حقك أن ترتاح يا معلم الأجيال ومعلم الإنسانية والتضحيات والمواقف. من حق ريشة الحبر أن ترتاح من مسيرة طويلة تنقّلت بين الصفحات، لأن جرس الآخرة يختار، يقرع أحيانا في موعد آخر...

لك السلام وعليك السلام يا شاعر الكرمل مجيد حسيسي... فقافلة المبدعين تترك الصور، تسير خلفها ذاكرة طيبة ولا تموت، وجمال زهر الكرمل يحثك على الإنشاد لأسماء أصبح موطنها الكلمات، حدودها سماء الإبداع، وقد تحمل الرياح العاتية كل ما يقف بوجهها، لكن ريشة الشّاعر تبقى منارة للسفن التي تحاول إرساء جسدها في ميناء العروس حيفا.