قصيدة في رثاء الأستاذ الشاعر المرحوم مجيد حسيسي
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
«مجيدٌ» قد تولّاهُ الكريمُ
برحمتِهِ فعاشَ بهِ النسيمُ
رَجَونا أنْ يدومَ لنا حكيمًا
ولكنْ ليسَ في الدنيا مُقيمُ
رزايا الدَّهرِ بينَ الناسِ شتّى
وأكثرُها ما يُطالُ بهِ الحليمُ
تُهَاجِمُ حيثُ لم تَشْعُرْ بِحَالٍ
ولم يَعْبَأ بها الرجلُ العليمُ
إذا لم تَرْمِ قَصْدًا مِن مَرامِ
رَمَتْ مِن جَهْل ٍ حائمةً تَهيمُ
يَعِزُّ «مجيدُها» فينا فنبكي
على نُخَب ٍ إلينا تَسْتَديمُ
لعَمْرُكَ كلُّ ما في الشعْرِ باق ٍ
وغيرُ دَوامِ ذِكْرِكَ لا نَرومُ
لكُلِّ نوائبِ الدنيا هُمومٌ
بها انتقَلْتَ وللموتِ الجُسُومُ
سَيْرحَلُ كلَّ حيٍّ فيهِ فِكْرٌ
فلا يُنسى الأُباة ولا النُجومُ
ولو أنَّ النجومَ لها ثباتٌ
لهانَتْ لحظةَ الموتِ الكُلومُ
عليهِ رحمةٌ في كُلِّ قَوْلٍ
يُسَدِّدُها لهُ الربُّ الرحيمُ
وتلكَ رحلةُ الآباءِ يدنو
إليها مَنْ يُوَلِّي لا يَدومُ