هادي زاهر
أفكر في ان ادخل إلى السجن، اعتقد باني بحاجة إلى ذلك، فانا ككاتب اشعر باني بحاجة ملحة لكسب هذه التجربة، أستطيع من خلالها أن اتعرف على نمط حياة اخر.. أفكر بعقل السجين.. اشعر بما يشعر.. أعاني بما يعاني.. أستطيع خاصة وانا في العزل الانفرادي ان أفكر بعمق.. ان يأخذني الخيال بعيدًا نحو الأفق الرحيب.. أن اطير مع العصافير.. أن أُحلق بين الغيوم.. أن احوم في الفضاء.. أن اتعرف على عوالم مختلفة ومتشعبة يمكنها ان تغنيني مما يساعدني في بلورة وتعزز الحبكة الفنية في كتاباتي، واعتقد بان كل تجربة او معلومة ولو كانت صغيرة يكسبها الإنسان من شانها ان تفيده في مجال تخصصه، ولكن ما هو السبيل إلى السجن؟ هل اطلب من الشرطة اللقاء القبض عليّ وبأي تهمة فان مواطن صالح ولست على استعداد ان ارتكب أي جُرم بحق أي انسان على وجه هذه الكرة، لذلك لن تستجيب الشرطة لطلبي، ويطول بي التفكير.. ما العمل يا إلهي اريد ان ادخل السجن، عندي رغبة جامحة لتحقيق ذلك.. وفجأة.. فجاة قدحت في بالي، انها فكرة رائعة، هناك طريقة يمكنني بواسطتها ان احقق مبتغاي وهي.. حيازة سلاح بدون ترخيص.. والعقاب بسيط للغاية، العقوبة القصوى هي 10 أشهر فقط، هناك تخفيض خاص للعرب في هذا المجال تحديدًا، ان العربي الذي يضبط وفي حوزته سلاح بدون ترخيص يعاقب اقل مما يعاقب عليه المواطن اليهودي في هذا المجال، كفوا عن اتهام الحكومات الإسرائيلية بممارسة العنصرية، اننا هنا مميزون للأحسن، 10 أشهر فقط.. يا بلاش، وكان قد صرح مديرًا عاما للشرطة بان هناك 600 مجرم ملطخة اياديهم بالدم يتجولون في البلاد بحرية، ذلك لان السجون مكتظة بالسجناء الأمنيين، ولا مجال لمعاقبة كل من اقترف جرمًا مدنيًا إذا صح التعبير.. ثم أن 10 أشهر يعني كما يقول مثلنا الشعبي " فتح عين وغمض عين " تكون الفترة في (بيت خالتي) كما نسمي السجن عندنا، قد انتهت، ولكن من اين يمكنني ان احصل على السلاح؟ وطال بي التفكير مرة أخرى شعرت بالحزن الشديد.. اخذت شهيقًا عميقًا ونفثت زفيري بعيدًا ثم تأففت اففففففففف.
وبعد تفكير اهتديت السبيل.. انها أسهل الطرق وانجعها.. العنوان واضح تماما.. انه الجيش ما عليّ إلا ان أغري أحد الجنود كي يبيعني قطعة سلاح، بعدها أقوم بذكر ما بحوزتي امام أحد المخبرين ممن يقبضون على الإخبارية وبذلك أكون قد كسبت ثوابًا من رب العالمين لأني ساهمت بشكل غير مباشر في تثبيت مصدر رزقه.. فيا أيها الهزازين المخبرين لدي قطعة سلاح.. شوفوا شغلكم.
البرنامج
لعل ما يميز جمعية " ندا" لذوي الاحتياجات الخاصة هو إقرارها لبرنامج شهري والتزامها به، بحيث يشمل هذا البرنامج نشاطات متنوعة تتوزع بين الترفيه والثقافة، وقد كان من ضمن هذا البرنامج في الشهرين الأخيرين مثلا، رحلة الى البحر الميت ثم رحلة إلى مدينة عكا، واخر نشاطاتها كان يوم الاثنين الأخير، عبارة عن حفلة غنائية رائعة، استطافت الفنان الياس عطالله وفرقته الموسيقية، أننا نهيب بباقي المؤسسات القيام بواجباتها اتجاه المجتمع ككل لسد أوقات الفراغ الامر الذي يرقى بمجتمعنا ويقلص من الظواهر السلبية كافة.