أعوامٌ تمضي وفنونٌ تبقى
شعر : الدكتور منير توما - كفرياسيف
لعَمْرُكَ ليسَ بَعْدَ الفنِّ باقِ
ولا ممّا رآهُ الناسُ راقِ
وما للعامِ رَمْزٌ غيرُ حَفْلٍ
وفَرْحٍ وَقْتُهُ حُلوُ المذاقِ
وما للعُمْرِ إلّا رَسْمُ يَوْمٍ
ولو كانتْ لَهُ دَرْبُ السِبَاقِ
وكم يُثْرِي اللقاءُ بلا رِياءٍ
ولكنْ لا رياءَ بِلا نِفَاقِ
أَعزُّ الناسِ في الشَمْلِ مقامًا
مُحِبٌّ كان فيهِ في وفاقِ
وأكثرُ ما ينيرُ العامُ فيهِ
وئامُ الخَلْقِ يُعْقَدُ للنطاقِ
وأَجْمَلُ ما انْفَعَلْتَ بهِ رَقْصٌ
رفيعٌ وَقْعُهُ شِبْهُ العِناقِ
وصُحْبَةُ عازِفٍ غَزِلٍ رقيقٍ
يزيدُكً مِن أغانيهِ الرقاقِ
هناكَ الفنُّ يُبْهِرُ مِن جمالٍ
براسِمِهِ الى أبهى السِياقِ
ويَزْهو العامُ بينَ الناسِ حتى
يسودُ بهِ على نَغَمٍ وَطاقِ
مضى عامُ القُنُوطِ بكُلِّ كَرْبٍ
وعِطْرُ الليلةِ الفَيْحاء باقِ
وكم فَنٍّ بنى مجدًا وإسْمًا
وكم فِكْرٍ قضى حلَّ الوثاقِ
أَحبُّ الناسِ في الرؤيا بَشُوشٌ
يُبَشِّرُ في انشراحٍ واندفاقِ
وأروَعُهُم أصيلٌ كلَّ وقتٍ
يكونُ لكُلِّ مَظْلُومٍ كَوَاقِ
فليسَ لَهُ على ما حازَ قَيْدٌ
وليسَ بقاصرٍ مِنْ إِنْعِتاقِ