هناك موضوع نتحاشى التطرق إلية احتراما لمشايخنا الاجلاء، ولكن الحقيقة هي ان شريحة المتدينين فيها تشكيلة من كل الألوان والاشكال، كما هو الحال في كل مكان، فهناك ممن لا غبار عليه وهناك من تتناقص ممارساتهم مع جوهر الدين، من هؤلاء من تدين تحت الضغط من يحيط به، وهناك من كبر به السن وماتت رغباته فوجد ان عليه ان ينضم لشريحة المتدينين قبل ان يستودعه الله، ونحن لا يحق لنا ان نفصل بين الناس فالله وحدة هو علاّم الغيوب والاشياء بخواتيمها وقد قال الرسول
(صلعم): إن الله -عز وجل- يقبل تَوْبَةَ العَبْدِ ما لم يُغَرْغِرْ
بمعنى ما لم تغادر روحه جسده.
وقال شاعر: "إذا الدمعة تطهرت تكفي لغسل النفس مهما قذرت"
أحد المشاكل هي الفجوة التي تفصل المتدينين عن غير متدينين، وهناك من المتدينين البسطاء ما يشعرك باشمئزازه ممن حوله من غير المتدينين؟ متناسين بان "ادب الدين قبل الدين" وان التواضع من اهم صفات المتدين.
والسؤال: هل يقوم المتدينين بما هو مطلوب منهم؟ بإصلاح ذات البين بين افراد المجتمع، او حتى بين افراد الاسرة الواحدة ام انهم يعتقدون بان دورهم يقتصر على الصلاة؟
هناك شخص متدين مثلا لا يتحدث مع والده ذلك لان والده تزوج بعد موت والدته متناسيا بان رضى الله من رضى الوالدين، نموذج اخر أحد الأشخاص حدثني بانه لم يتحدث مع ابن عمه منذ 50 عاما بالرغم بان حائط الدارين مشترك، اما ما هو سبب الخلاف فهو لا يتذكر؟!!
البعض من المتدينين يقومون بالتحريم والتحليل في حين يجيزون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم، منها عدم اختلاط الذكور مع الاناث، الا بحضور محرم او ثلاثة نساء مقابل ذكر واحد.
منها تحريم قيادة السيارة والتعليم الجامعي للفتيات بحجج مختلفة، يعني ان تعمل الفتاة الدرزية خادمة في بيوت اليهود الأغنياء أفضل من ان تتعلم وتكسب مهنة محترمة، وإذا اردتم ان تحرموا تفضلوا وحرموا الخدمة المدنية للفتيات، ام ان ذلك يودي إلى غضب (السيد) الذي يمد بالميزانيات كي تخدموا اجندته؟!
بودي ان اشير بشكل عيني إلى حادثة كنت شاهدًا عليها، بعد ان انهيت عاملاتي البنكية قصدت حاصلا للأدوات الكهربائية لشراء ثلاجة فوجدت هناك زوجة صاحب الحاصل ممن يحللون ويحرمون لوحدها تفاوض سائحا يرتدي سروالا قصيرا، شخصيا انا مع ان تعمل المرأة وتكون منتجة وليست مجرد مستهلكة ولكن ليس "حرام عليك حلال عليَّ"!
مثلا اخر أحد رجال الدين كنت أرى به مثلي الأعلى القى خطابا ناريا في مهرجان أقيم ضد دخول مجمع المياه قال فيه انه سيكون اول مستشهد ولكن عندما نجح ابن عائلته بالوصول إلى رئاسة المجلس المحلي صّمت صمت اهل القبور.
إن مثل هذه الممارسات اللولبية تُفقد ثقة المجتمع برجال الدين.
وهناك اجتهادات ظلامية منها، تحريم مرافقة الزوجة لزوجها في رحلة داخل البلاد وخارجها، اعتقد انه لم يسبق قرارا أسخف من هذا القرار ونتيجته السلبية، فكم من مسافر لوحده قد عاد ليعترف بانه وقع في المحظور؟ ثم لماذا لا يوجد قرارا جماعيا حيث انه ممنوع في بعض القرى ومسموح في قرى أخرى؟!
اعتقد بان التحليل والتحريم عادة ما يكون خاضعًا للفترة الزمنية والاقتصادية فاليوم يحرمون قيادة المرأة للسيارة كما أشرنا هذا في حين ان جداتنا كن يركبن الحصان او الحمار، وقيادة السيارة أفضل من ركوب الدابة.
مثلا اخر: الجميع يذكر بان اهالينا كانوا يزرعون التبغ ويبيعونه ولكن بعد ان تحسنت الظروف المادية أصبح حراما....
اما عن دور المشايخ في التصدي لعمل الشر ان ذلك لم يصل إلى ما هو مطلوب، ندرج بعض الأمثلة:
هناك من باع نفس قطعة الأرض لأكثر من شخص وتقوم المعركة ولكن المشايخ لا يتدخلون ولا يعاقبون من تدين على هذه اللصوصية! وبما اننا نتحدث عن اللصوصية هناك من تدين ولكنه نصب على الكثير من الأشخاص واخذ البضائع من أغلبية دكاكين البلد وأطعم اسرته مالا حراما حيث انه لم يقم بسد دينه، وهنا إزاء هذه النماذج وغيرها نقول: يجب على المشايخ تشكيل هيئة تُقيّم شتى هذه الإشكاليات وغيرها واتخاذ الخطوات اللازمة، لا يجوز بان حالة من الأحوال غض الطرف عن الممارسات القبيحة التي قد تظهر بان المؤسسة الدينية لا تختلف عن غيرها في شيء لان عدم اتخاذ إجراءات له مضاعفات سلبية على الجيل الحالي وعلى الجيل القادم الذي سيرث عن اهله الحقد والضغينة وكافة الشوائب التي قد تصل إلى حالات إجرامية كان من الممكن تحاشيها لو تمت معالجة مثل هذه الإشكاليات كم يجب.