وداعًا أبا فارس
بالحزن والأسى، ودعناك يوم أمس الوداع الأخير يا زميلنا وصديقنا العزيز الأستاذ ابا فارس عثمان حلبي.
شيعنا جثمانك بالدموع، واللوعة تعتصر قلوب زملائك وطلابك من مختلف الأجيال التي ربيتها وعلمتها بمنتهى التفاني والإخلاص.
كنت رفيق دربنا في السّراء والضّراء، معًا بذلنا أقصى الجهد من أجل مدرسة كانت بالنسبة لنا بيتنا الثاني الذي حضننا على مدى أربعة عقود من الزمن، بحلوها ومرّها، ومعًا حملنا المسؤولية بأمانة وإخلاص، ومعًا قضينا أجمل الأوقات وأصعبها، اختلفنا واتفقنا لأننا كنا نعمل، ولكن خلاف الرأي لم يفسد أبدًا للود قضية. فنم قرير العين يا صديقي، ستبقى بصماتك بارزة، وعطاؤك قدوة لكل معلم ومربٍّ، وفضلك خالدًا لا ينسى، وذكرك عاطرًا في النفوس. عزاؤنا الكبير في أولادك الناجحين الذين ربّيتهم أحسن تربية، ليكونوا خير خلف لخير سلف.
تغمدّك الله بواسع رحمته، وأسكنك فسيح جنانه.
تعازيّ الحارة، أرفعها للعائلة الكريمة، للزوجة المصون أم فارس وللأولاد والبنات، ولجميع الزملاء والخريجين الذين أحبّوه مثلما أحبّهم، ولعموم أهالي يركا الحبيبة.
رحم الله فقيدنا، ومدّ في أعماركم وألهمكم الصّبر والسّلوان.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.