تعرف على بلدة الشويفات في لبنان
حديث مع رئيس بلديتها السيد عادل الجردي ابي فاروق عام 1982
بقلم:د. نجيب صعب –ابوسنان نائب رئاسة الاتحاد الإسرائيلي لتعليم الكبار
كان لي هذا اللقاء في بلدة الشويفات في شهر تموز من عام 1982، وذلك خلال جولاتي الصُحفية والاستطلاعية في مدن وقرى وضيعات بلاد الأرز في نطاق العطلة الصيفية، حيث حطّت بي الجولات في كثير من الأماكن من باب التعرف على اكبر عدد ممكن من الشخصيات أبناء الدوحة المعروفية التي تعود جذورهم الى عمق التاريخ المعروفي في لبنان، وكذلك من أبناء الطوائف الأخرى التي سمعنا ونسمع عنها في مجالات عديدة.
وكان ذلك في احد أيام الصيف الحارة حيث المناخ اللطيف هناك في الشويفات قصدت التعرف على الأقارب والأصدقاء، ولم يكن لبنان في حالة استقرارانذاك، ولمزيد من المعلومات التقيت عندها بالسيد ابي فاروق عادل الجردي رئيس بلدية الشويفات في دار البلدية،حيث شاركت في اللقاء الانسة هيام السوقي عضو البلدية،وبعد الاستقبال واللقاء الإنساني والادبي اشرت في بداية الحديث اني قررت ان اكتب عن بلدة الشويفات الكبيرة حيث تربطها بالعديد من قرانا في إسرائيل روابط النسب والقرابة، فكثير من العائلات في الشويفات تربطها صلة القرابة وكثيرا ما يقوم أبناء معروف والأصدقاء القدامى بعد قطيعة اكثر من خمسة وثلاثين خلت.
وبدون شك كنا نسمع من الاهل والاقارب عن هذه البلدة وعن الأقارب الذين حظينا بلقائهم في تلك الآونة وكثيرا ما سمعنا عنهم عن بُعد وقد استمر لقاؤنا نحو ساعتين في الاخذ والعطاء والبشاشة لا تفارق محياه وقد شاركتنا في الحديث الانسة هيام السوقي عضو البلدية وهي فتاة جامعية تمثل النساء والفتيات في البلدية، ويقول السيد رئيس البلدية: يصل عدد سكان الشويفات نحو 70 الف نسمة وتعيش هذه اليام حياة غير مستقرة، ويضيف السيد عادل معبرا عن امله ان يعم السلام ارجاء العالم ويشعر الجميع بالطمانينة والهدوء انشاءالله مضيفا ان الشويفات اكبر المدن اللبنانية مساحة حيث تبدا من قرية الدامور جنوبا وحتى بلدة الحدس شمالا، وتقع على ارضها الجامعة اللبنانية وتصل الى البحر غربا وشلاقا الى قرية عين عنوب التي تحتضن ابنها البار الشاعرالموهوب والمحبوب أبا شادي طليع حمدان .
ويضيف السيد أبو فاروق ان نحو65 % منهم دروزا والباقي من إخواننا المسيحيين والسنة والشيعة الا ان عدد السكان يزداد وربما يتضاعف بسبب الاحداث الأخيرة.
وعن الشؤون البلدية واحياء الشويفات يقول: في البلدة احياء كثيرة وعديدة وحارات منها قديمة مثلا:حي الامراء الذي سكنه المراء الارسلانيين وحي العمروسية وحي القبة والحي الخير حي السلم الذي يتبع جغرافيا للبلدة، وفي البلدية14 عضوا يعينون بموجب مرسوم جمهوري كل اربع سنوات حيث تجري الانتخابات، ونظرا للأوضاع الراهنة تستمر التعيينات القائمة، وفي البلدية ممثلتان عن جمهور النساء والفتيات هما:مي الريشاني وهيام السوقي.
اما عن ميزانية البلدية يقول الرئيس: ميزانية البلدية تتراوح بين 13 الى 15 مليون ليرة لبنانية آنذاك ، عن المنشات والمؤسسات يضيف أبو فاروق: للأسف الشديد الدولة لا تعطي الشويفات مشاريع حاليا، واهم مشروع تعنى به البلدية هذه الأيام مشروع إقامة مدرسة مهنية وشق طريق الى المكان الذي ستقام عليه هذه المدرسة، هذا بالإضافة الىوجودست مدارس حاليا حكومية منها تكميلية ومنها ثانوية بالإضافة اربع مدارس خاصة منها الشويفات اللبنانية العامية، وينوه ابوفاروق ان بلدة الشويفات تعتبر بلد العلم نظرا لكثرة المدارس ونوعية التعليم، وفيها أيضا عدة مؤسسات تقوم على عاتق روابط خاصة لسي دات الشويفات وانساتها وكذلك مستوصف للحزب التقدمي الاشتراكي لا غير، وفي الحقيقة تتعسر علينا الأمور عند الحاجة لنقل مريض مصاب الى مناطق نائية وفي اكثر الحالات يموت المريض او الجريح قبل الوصول الى المستشفى للأسف لتردي الأوضاع في الظروف الراهنة، ويشير رئيس البلدية ان الدولة من المفروض ان تبدا بانشاء مستشفى قبل اكثر من خمس سنوات هنا في الشويفات الا ان الأوضاع خالت دون ذلك.
وأخيرا عزيزي الكريم أستاذ نجيب ان بلدة الشويفات تعتبر من المراكز الرئيسية الكبرى للاستيطان الدرزي في لبنان مثل منطقة وادي التيم وهي تطل على البحر المتوسط وتزخر بالمنشئات والمحال التجارية، نامل ان تكون الأمور في طريقها الى التحسن هذه الأيام، وكذلك نرنو جميعا ان تتبدل الأحوال في القطر اللبناني الى الاحسن ويعود لبنان كما كان وفيه باريس الشرق “بيروت" وان يعم السلام في الشرق الأوسط وفي ارجاء المعمورة انشاء الله.
رئيس بلدية الشويفات السيد عادل الجردي والاّنسة هيام السوقي عضو البلدية ونجيب صعب في مقر البلدية 1982.