صمتُ اليراع
شعر : نادرة شحادة – كفرياسيف
---------------------------------------------
مـن أيـن أبـدأُ والــيـراعُ مـكـبـّـل ٌ
مـا بـيــن صمتٍ قـاتـلٍ وعـِـتـــابِ
الصمت ُيخلقُ في النفـوسِ مهابـة ً
وجـــوابـٌـهُ ردٌ بـــدونِ جـــوابِ
فالى متى هــذا السكــونُ وقـد بـدا
عـطـرُ النفـوسِ يفــوحُ بالأطــيـابِ
الشمسُ تصرخُ من لهيبِ شعاعِــها
والغــيثُ ينزف من بـطون سَـحاب ِ
دعِ الأقمارَ ترقصُ في مواضعِها
على صوت لـيلٍ يصدح بارتـيـاب ِ
يغـفـو على صدرٍ يضيــقُ بـلوعـة ٍ
يـصحـو على أمـلٍ بثــوبِ ســراب ِ
ما زالت الأوقاتُ تعــصـف ُخلــفَـنـا
آيــات رشــدٍ فـي كــلامِ خــطـاب ِ
يكـلـّله ُ النـدى فـيغـفــو تائهاً
ثم يـصحـو فـيجـري بانــسـيـاب ِ
ويــعـودُ الـيّ مـوفــورَ الخـُـطــى
بــمـــودة ٍ مـفـتـــوحــةِ الأبــوابِ
فـعـلامَ يا وقــت تســرقُ روحـَــنــا
وتــنــوءُ بالحـــــُبّ عـن الأحبــاب ِ
مـا الـعــــمــرُ إلاّ غــفــوة ُ مــقـلــة ٍ
فـمـتّــع روحَـــنا بأحلامِ الشبـــاب ِ
الغـيـثُ ينــزفُ من شغـافِ سحابـِنـا
شـــارداً فـي الأفــقِ معدومِ الصــوابِ
فارجـِع الــيـنا إذا ما شــئــتَ وُدّاً
يــبـقى اليــراعُ يتـيمـاً دونَ كتــابِ