تحية عاشق
في عيدِ ميلادِكِ اليوم
أكتبُ لكِ قصيدةً
ملأى بحروفٍ حبرُها
من عصيرِ الوردْ
كي تستنشقي معانٍ
لم يقصدها قبليَ أيُّ فَردْ
فأنتِ ألهبتِ فيَّ شعلةً
كنتُ أتمنى فيها لحظةَ سَعدْ
وها أنتِ تُجَدّدينَ في قلبي زهرةَ لوزٍ
تُبَرْعِمُ كلما شعرتُ بِدِفءِ ذراعيكِ
في ليلةِ بَردْ ؛
إني أذكُرُكِ كلَّ عامٍ
لا بل كلَّ شهرٍ .. كُلَّ يوم
واليومَ أسهرُ غارقًا
في طيفِ مقلتيْكِ
لا أدري كيفَ أُخاطِبُهُما
بأيِّ شِعْرٍ .. بأيِّ سَردْ
فأنا لم أفِق مِن سَكْرَةٍ
لم أحياها لا من قَبْل ..
ولا مِن بَعدْ ؛
إنَّكِ تموجينَ في خيالي كلَّ لحظةٍ ..
في صوتِكِ .. في جِسْمِكِ
في وَقْعِ قدميكِ ..
في خطواتٍ تَسْحَرُني بذاكَ القدّْ ؛
كم انتظرتُكِ في جَلْسَةٍ
نحاورُ بعضنا بكلماتٍ
من حريرٍ .. مِن خمرٍ ومن مَجدْ
وأنتِ تَحْلُمينَ بقُبْلَةٍ وضمةٍ
نعيشهما في بُرْهَةِ نعيمٍ بلا صدّْ
لكنَّ عُمرَينا تنافرا
ولم يبقَ لنا سوى شوقٍ
في شمِّ عطرٍ ينبثقُ دفّاقًا
من أحلى نَهْدٍ .. ونَهدْ .
سحرُ عيونٍ خُضر
يا ذاتَ العيونِ الخُضْرِ
ما بينَ بِيْضٍ وَسُمْرِ
حَيّرتِ اليومَ أمري
وأَلْهَبْتِ أمسِ عُمري
وعِشْتُ أودِّعُ دهري
وأنا قد طال صبري
بينَ قَهْرٍ وفَخْرِ
كأني ما زلتُ شابًا
استطيبُ حُبّي وخَمْري
لكن هيهاتِ أنْ ينيرَ بَدْري
واسترجعَ مِنه نوري وقدري
ما زِلْتُ آملُ بانفراجٍ
يعيدُ لي ماضٍ أراد غدري
فحاضِري زمانٌ يُتْلِجُ صدري
به أحيا في نهري وبحري
لأني ما زلتُ صَديًّا الى حبيبٍ
أستلهمُ منهُ نَصْري .
نسائم من عطر الرياض
هذِهْ رُبُوعُ العِشْقِ حدّدها المدى
بالحُبِّ فازدهرتْ وصارتْ عَسْجَدا
لما تَنَسَّمَ عطرَها مِن أرضِها
ضَحِكَ السناءُ بوردِها مُتَفِّردا
لَمَحَ المُصَنِّفُ زهرةً محبوبةً
فَرِحَ الرياضُ بها ففاحَ وجَدّدا
وتَبَسَّمتْ حُلَلُ النَباتِ بزهرِها
لما عَرَفْنَ الفُلَّ يُغري الهُدْهُدا
عَرِفَ الأكارمُ أنَّ عِطرَ رياضها
ملكُ العطورِ فتوَّجُوه سيِّدا
شَرِبَ الحبيبُ الماءَ حتى ظَنَّهُ
عِطرَ الملائكِ طاهرًا فَتَنَهَّدا
كُلُّ البلادِ يطيبُ ذوقُ عطورها
وجمالُ هذهِ حينَ جادَ تَعَدَّدا