نحو تمثيل المجتمع وتمثيل قيم تقدمية وعصرية في الانتخابات المحلية
بعث اتحاد المرأة التقدمي، رسالة الى كافة رؤساء السلطات المحلية العربية، وناشدهم من خلالها بتعميم مطلب تمثيل النساء في الانتخابات المحلية، على القوائم المرشحة التي تعتزم خوض الانتخابات للسلطة المحلية.
وجاء في الرسالة التي وجهت للقوائم من خلال رؤساء السلطات: "يتوجه إليكم اتحاد المرأة التقدمي بطلب تعميم رسالتنا على جميع أعضاء السلطة المحلية بهدف إيصالها لأكبر عدد من القوائم المرشحة للانتخابات القادمة".
الانتخابات المحلية هي منبر لتطوير ثقافة سياسية
وأوضح اتحاد المرأة التقدمي في رسالته، مطلبه الاساس من قوائم العضوية المرشحة، قائلا: " نتوجه اليكم ونحن على أبواب الانتخابات المحلية بمطلب تمثيل المرأة في القائمة المزمع خوضها من قبلكم. ونحن نولي لحقنا هذا اهتماما شديدا، نظرا للإجحاف الكبير اللاحق بالمرأة الفلسطينية نتيجة تهميش دورها السياسي وعدم الوعي بالعائد الاجتماعي والديمقراطي والسياسي الذي نضيعه، عندما تقتصر قوائمنا الانتخابية على الرجال".
وأضافت الرسالة: "نحن لا نرى في الانتخابات المحلية صراعا على السلطة فقط، بل نرى فيها منبرا وفرصة هامتين لتطوير ثقافة سياسية تؤسس لتصور مختلف لمجتمعنا الفلسطيني. وقد أثبتت المفاهيم السياسية التي سيطرت على ساحة الانتخابات المحلية حتى الآن، أنها لا تصلح لأن تخرج المجتمع من أزماته، ولا لأن تقدم إجابات ناجعة على مشاكله، ولا لأن تستثمر طاقاته وقدراته".
لحمة تعتمد على هويتنا القومية، وليس على عصبيات عائلية أو طائفية أو رجولية
وسطر الاتحاد في رسالتة مؤكدا: "إن حصر انتخاباتنا المحلية كصراع على سلطة، حيث لا سلطة ولا نفوذ حقيقيين، سوى القليل من الوظائف، والقليل من الميزانيات، يفقد هذا المجتمع أهم فرصة لإدارة شؤون مجتمعنا، حيث نستطيع أن نعبئ الشارع، الذي يفصل بين الهم القومي والمدني، في نضال لا فصل فيه بين حقوقك القومية وحقوقك اليومية من صحة وتعليم وبنية تحتية ومناطق صناعية ومراكز تشغيل ومرافق عامة وثقافية وترفيهية".
وتطرق الاتحاد في رسالته الى إدارة سلطاتنا المحلية، مشيرا: "هي موقع حساس، فيه نستطيع خوض نضالات مهنية وسياسية غاية في الأهمية، بشكل يعتمد على كفاءات شعبنا، من مهندسات ومهندسين، أكاديميات وأكاديميين، شابات وشباب، نساء ورجال، وفيه نستطيع إعادة تعريف لحمتنا الاجتماعية كلحمة تعتمد على هويتنا القومية المتنورة، وليس على عصبيات عائلية أو طائفية أو رجولية. من خلال هذه الرؤية المتكاملة، لثقافة سياسية مبنية على قيم المساواة والعدالة لا على التهميش والاستثناء، وعلى الهوية القومية لا على الطائفية أو العائلية، وعلى الكفاءة وأخلاقيات العمل، لا على المحسوبيات وعلاقات القربى، وعلى استثمار مقدرات الشباب والأكاديميات والمهنيين، يأتي مطلبنا هذا في تمثيل لائق للمرأة الفلسطينية، التي يخسر مجتمعها من تهميشها، بقدر ما تخسر هي من تنكر مجتمعها لها".
السلطات المحلية الفاشلة هي من صنع الرجال وليس النساء
وجاء في الرسالة أيضا: "لقد أثبتت المرأة الفلسطينية في السياسة والإدارة والقيادة والمهنية وأخلاقيات العمل وحس المسؤولية والإلتزام، أنها ليست بأقل من الرجل، في الوقت الذي لم يثبت فيه الرجل دائما، أنه كان على قدر المسؤولية، فالسلطات المحلية الفاشلة والفاسدة في مجتمعنا هي في النهاية من صنع الرجال وليس النساء. بالتالي، نحن نتوجه لكل من سيكون له دور في إدارة أو قيادة المعركة الانتخابية أن يحرص على أن تشمل قوائمنا الانتخابية نساء في الأماكن المضمونة في القائمة، ونحن نعلم أنه بلفتة بسيطة، لكن حقيقية سيجد كل منا في كل بلدة وقرية عربية، الكثير من النساء القادرات، وسيؤسس ذلك لإنطلاقة وزخم وارتقاء في أدائنا السياسي".
وتوجهت الرسالة بصورة مباشرة للرجل: "زميلي وشريكي الرجل، إذا كنت تريد أن تؤسس معي لحياة قائمة على قيم العدل، فستكون شريكي في نضالي هذا، وستعرف كيف تحمله كما أحمله".
شريكة في الإنتاج
وخلصت الرسالة: "وللجميع نقول، نحن نتحدث عن حق المرأة، وعن مسؤولية الرجل معا. ونحن لسنا الخاسرات الوحيدات من لعبة تقام على التمييز والتهميش والتنكر لحقوقنا ومقدراتنا، بل أنت خاسر أيضا، والسياسة خاسرة والمجتمع كذلك. ونحن لا نملك ترف ألا نخوض معاركنا الصعبة دون كامل عدتنا وقوتنا وكفاءاتنا، والمرأة كفاءة وعدة وقوة، إلى جانب كونها شريكة لك في إستهلاك الحياة وإنتاجها".