يا رايح فوق بلادي دخْلك وصّلّلي السّلام بلِّغ أهلي وولادي مِشْتَقْلُنْ رفّ الحمام مجروح يا يُمّا ومشتاق يا يابا! ها هم حملة المشعل، ما تبقّى من الرّعيل الأول، ولهم طول العمر، الأجيال: الثّاني، الثّلث والرّابع، في بلدتي أبوسنان وكفرياسيف والجوار والجيرة والدّيرة، انطلقت ظهر اليوم من دوار جمال عبد الناصر، طيّب الله ثراه في ابوسنان ، في مسيرة العودة الخامسة عشرة تحت عنوان "يوم استقلالهم يوم نكبتنا" والتي تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني المُهجر والمشرد في وطنه للسنة الرابعة والستين، محرومًا من ممارسة حقّه الطبيعيّ في العيش على أرضه وفي قراه ومدنه بحرّية وكرامة. في حين تواصل إسرائيل مخطّطاتها من استيلاء على الأرض وهدم قرى في النقب، ومحاولات تهجير الأهالي حيث لم تكتف الدولة بمؤسساتها بتهجير حوالي مليون فلسطينيّ، وتنفيذ المجازر بحقهم، وهدم أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عام 48، بل ما زالت في أيامنا هذه مستمرّة في مصادرة الأراضي والتهجير، هذا تخلل المهرجان برنامج خطابي سياسيّ ثقافيّ تراثيّ: كلمة للسلطة المحلية المضيفة ، كلمة ممثل عن قريتي عمقا وكويكات ، كلمة ممثل جمعية المهجرين كما والقيت فقرة إلقاء قصائد وغناء ملتزم وفقرات ثقافية مختلفة.
اختتام مسيرة العودة الـ 15 بمهرجان خطابي
اختتمت مسيرة العودة الـ 15 بمهرجان خطابي ، اقيم على ارض الكويكات وعمقا حيث افتتح المهرجان الخطابي بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء ،تلاه النشيد الوطني الفلسطيني (موطني) ، ومنه افتتحت عروس المهرجان ديما الجمل ابو اسعد وهي مهجرة من قرية لوبيا ، التي شددت في كلمتها على " حق اللاجئ في العودة كحق فردي وجماعي " ، مؤكدة " ان النكبة مثلها مثل انكار المحرقة ، وما هذه الجموع الا لتنفي مقولة ( الكبار يموتون والصغار ينسون ) ومهما بلغت قوانين الهزيمة النفسية للمشرعين في اسرائيل فانها لن تبلغ حتى من حق كل فلسطيني في احياء ذكرى النكبة " .
" ان في فلسطين جرحا ينزف دما منذ 64 عاما ، ولم يشف بعد"
ثم تحدث عوني توما عن لجنة المتابعة مؤكدا " ان حكومة اسرائيل تتحمل مسؤولية النكبة الفلسطينية ، والتي غاب الضمير العالمي عن علاجها ومحو اثارها ". وانهى توما حديثه " بنداء الاقلية الفلسطينة في اسرائيل الى القيادة الفلسطينية في فلسطين في فتح وحماس بضرورة الوحدة الفلسطينية ".
اما كلمة مهجري الكويكات وعمقا فكانت لأديب نصرة الذي ذكر " ان في فلسطين جرحا ينزف دما منذ 64 عاما ، ولم يشف بعد" . ثم تحدثت نورة نصرة عن جمعية المهجرين والتي اجملت نشاطات الجمعية ، شاكرة كل من ساهم في انجاح احياء ذكرى النكبة .
وخروجا عن التقليد السنوي لمهرجان العودة قراءة رسالة الاسرى في السجون الاسرائيلية بمن فيهم اسرى الداخل الذين يخوضون اضرابهم عن الطعام ، " احتجاجا على ظروف الاعتقال وسياسات الاعتقال الاداري والحبس الانفرادي وغيرها من الممارسات القمعية بحق الاسرى وانتهاك حقوقهم " كما قال الاسرى في رسالتهم .
اختتام مهرجان العودة بمقطوعات ووصلات فنية تراثية
اما كلمة اللاجئين خارج حدود فلسطين فكانت عبر الهاتف للاديب اللاجئ علي شناعة من مخيم عين الحلوة وهو مهجر من قرية طيطبة قرب صفد مؤكدا في كلمته على " ان فلسطين لا تعرف المساومة ورقعتها الجغرافية راسخة في اذهاننا من راس الناقورة شمالا حتى ام الرشراش جنوبا " . كما قال شناعة .
وكانت اخر الكلمات لموران بريف الناشطة في جمعية "ذاكرات" ليختتم مهرجان العودة بمقطوعات ووصلات فنية تراثية .
لَكْتِبْ على جبين الوطن موّال ، تْراب الوطن ما نْبَدِّلوا بأموال ، لا تِحْسبوا بْجَرّة قلم تِتْمَلّكوا،هالأرض مش شروي ولا أْقوال ، الأرض للّي بْيعْزِق وبيفلح ، اللي بإيدو ثمارها تطرح ، الأرض للمحراث بإيد تعرفو وجْبين بِحَبّات العرق يرشح هذا هو لسان حال كافّة الإخوة المُهَجَّرين والرازحين معاً في الوطن والشّتات، ليس في مسيرة العودة الخامسة عشر لقريتَيْ الكويكات وعمقا وحسب، بل دائما وأبدا حتى يتحقّق حقّ العودة الذي لا بديل عنه. المراوغات، المماطلات، الالتفافات والتّنكّر لقرارات المنظومة الدّوليّة، لن تُجديَ نفعا، أمام العزيمة والإصرار.
الكويكات وعمقا شقيقتان، خِلّتان، توأمان، جارتان، متعانقتان، متلاصقتان، متعاهدتان، متوقّدتان، منطلقتان، مصمّمتان على المضي قدما مع الجارات العزيزات، الجار موصّى بالجار: الغابسيّة، النّهر، التّل، إمّ الفرج، الكابري وما بعدها وما بعدها. من أخوات كان وإنّ والمشتقّات والمترادفات والعمّات والخالات والنّخوات، شدّوا الهمّة! الهمّة قويّة! يا شعبي كِبْرت ثورتي كبرت واحنا ثوّارها، من قريتي ومدينتي، من نهرها لبحرها ...أطفال، أشبال، فتيان، شباب وصبايا العودة، يشدّون أزر الشّيوخ، الكهول، الجدّات الشّاهدين/ات على هول النّكبة. ها هم يردّدون بأعلامهم الخفّاقة عاليا في سماء الجليل الغربي، مع فريد الأطرش: علم العروبة يا غالي يا مْرَفْرَفْ فوق في العالي، رغم أن غالبية زعامة العروبة مضروبة، مرعوبة مخطوبة مُكْرهة لأوباما، ساركوزي، ميركل والْنِتِنْياهو.
ويفيد مراسل موقع المدار ان هذه المسيرة لكويكات وعمقا، بها الكثير من التّحدّي، الإصرار، العزيمة، شحذ الهِمَم، التّكاتف، التّعاطف والانطلاق في مواكب مهيبة، حبيبة، أهليّة، وُدّيّة، جماعيّة، أخلاقيّة، جماهيريّة، تستقطب كافّة مدننا وقرانا، لأنّ عيون العالم ترنو الينا: فإمّا حياة تسُرّ الصّديق وإمّا ممات يغيظ العِدا. الشّامتون كُثُر، المتربّصون أكثر، العابثون لا يستهان بما يضمرونه خلف كلّ أكَمَة وأكمة، وفي ليالي الخفافيش الظلاميّة، وبمؤازرة نفر قليل حقير من بين ظهرانينا.
وأوضحت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين انه مهما شرّعت المؤسسة الإسرائيليّة من قوانين فان الجماهير العربية مصرة على إحياء ذكرى النّكبة، تأكيدًا على الانتماء الفلسطيني وتجديدًا لعهد العودة ورفض كلّ البدائل من تعويض وتبديل وتوطين.
وفي النهاية نقول إنّ العودة عنوانّ ليس ككلّ العناوين؛ إنّه إنسانيّ في جوهره، سياسيّ في شكله، عاطفيّ في مضمونه، شعبيّ في آليّاته، دوليّ في قانونيّته، وهو تحدّ لأبنائه المتيقّنين أنّه قادم".
هذا وفي حديث مع عضو اللجنة المحلية للإعداد لمسيرة العودة ابن قرية كويكات المهجرة رفيق نصرة قال: "يلقى قرار جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين القيام بمسيرة العودة هذا العام الي الكويكات وعمقه بالغ الاهتمام عند مهجري القريتين، وعند قطاعات واسعة من أهالي ابو سنان والقرى المجاورة ومجمل الجليل. واللجنة المحلية المكونة من مختلف الشخصيات المحلية والبعض من أعضاء جمعية المهجرين، تعمل على إقامة لجنة شعبية من القرى المجاورة مثل كفرياسيف ويركا والجديدة المكر ويانوح وغيرها كون هذه المسيرة للجميع وليس فقط مسيرة لأهالي عمقه وكويكات".
وأضاف نصرة: "سنعمل على إنجاح المسيرة بمختلف الفقرات التي نتفق عليها والهدف واحد هو إنجاح المسيرة واستقبال المشتركين بها على أجمل وأنجع وجه. كما ناشد نصرا مهجري البلدين في كويكات وعمقه بشكل خاص وعموم أهالي المنطقة من مهجرين وغير مهجرين للتعاون والمشاركة الفاعلة لإنجاح المسيرة هذا العام الذي يشهد تصعيدا بالتوجه اليميني المتطرف وسن القوانين العنصرية لمنع لم الشمل وغير هذا من محاكمات وإجراءات وبطش يطال أيضا أبناء شعبنا في غزة ومجمل الأراضي الفلسطينية".
نايف حجو ابن قرية لوبية المهجرة عضو جمعية الدفاع عن المهجرين قال: مشاركة كبيرة لم يسبق لها مثيل في مسيرة العودة الخامسة عشرة إلى قريتي كويكات وعمقا وكثير من أهالي هاتين القريتين ما زالوا مشردين في القرى المجاورة.
اخبار في هذا السياق
مجموعة صور اولية لانطلاق مسيرة العودة الخامسة عشر بالذكرى الـ 64 للنكبة في ابوسنان - التقطت بعدسة موقع المدار |