بسم الله الرّحمن الرّحيم"يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
 سيدي سندي ! لا أوقف الله يا قوم أحدا موقفي، يا معلمَ الخير لمن أوصيت بنا؟ فلا ولد ولا معتمد ولا سند، والهاتف الايماني يقول : لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، عليه توكلت، وبه في مصابي استعين، وهو نعم المعين :قال الشاعر :كنت السواد لناظري    فبكى عليك الناظرُ من شاء بعدك فليمت    فعليك كنت احـاذرُ

يا شيخاه ... ويا أبتاه ... ويا محمداه ... ويا جواداه... ويا ولي الدين ودنياه ... وأسفاه على رحيلك وحسرتاه ... وأواه ...  وويلاه ... وولهفاه ... وأذلاه بعد عزاه... يا فم الذهب ... ونطق الجوهر ... وحياة القلوب وعطر المسك والعنبر ... كيف بعدك الحياة ... يا مركب النجاة ... وطريق الهداة ... يا كهف الإخوان ... ويا خصب الزمان ... ويا نسيم الروح والأبدان ... صح فيك اليقين ... وقطعت منا الوتين ... أمطرتِ علينا السماء نيرانُ البلاء ... وحلّ بنا البؤس والعناء ... ولا من نرجع بعدك إليه ... ولا من نعوّل عليه ... لا في شدة ولا في رخاء ... إلا على الله اله الأرض والسماء ... فقد وقع هذا المصاب الأليم ... فأصاب من الفؤاد الصميم ... ومن العين السواد ... فيا لحرقة القلوب وتفتت الأكباد ... لقد أصبحت العين مشلولة ... واليد مغلولة ... القلب حزين ... والبكاء أنين ... حين فقدنا عميدنا ورشيدنا ... إمامنا هادينا ودليلنا ... شيخنا جليلنا وحبيبا ... غوثنا صائننا وحامينا ... حرزنا حصننا وواقينا ... بفقدانه تيتمت العباد ... وافتقدنا سيد البلاد ... وركن البيت ووتد العماد ... ورجل المكارم والإرشاد ... وأهل التوفيق والسداد ... وعوننا في الأيام الشداد ... زناد الحق والدين ... وركن السادة الميامين ... وسليل الدعاة الزاخرين ... المتوج بتاج الزاهدين العارفين العابدين المُسلِمين المُسلّمِين الموحدين المخلصين لرب العالمين ولصفوة المرسلين ... فيا ذلنا من بعده ... ويا ويلنا من فقده ... رحل عنا علم الإيمان ... في أصعب وقت وزمان ... فأفل الكوكب اليقظان ... وانهارت عزائمنا وبتنا في هوان ... فعلى الله التكلان ... وبه الاستعانة على مصائب العصر ونوائب الأوان ... بحكمه رضينا ... ولأمره تسلمينا ... ولشيخنا دعينا ... أن يسكنه في دار الجنان ... تحت ظل الرحمان ... ويجمعنا به في يوم نصب الميزان ... ويلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان ... في لبنان وكل مكان ... والحمد لله على ما أعطى وأخذ انه الكريم المنان ... المتطاول بالمانة والإحسان ... ورحمات ربي عليه ما دجا ليل وانبلج صبح وانطوى جديدان.