بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمدلله رب العالمين ,الرحمن الرحيم ,مالك يوم الدين ,اياك نعبد واياك نستعين ,اهدنا الصراط المستقيم ,الصراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
بقلوب تعتصرها الالم ,اللوعة ,وحرقة الفراق ,انفردت الطائفة المعروفيه الدرزيه من شيخها الاول ,وصاحب المرجعيه الروحيه الكبرى للطائفه في العالم ,صاحب الفضيلة والكرامه والجلاله ,استاذ المعلمين ,وشيخ مشايخ البلدان ,العلامه وصاحب الطهارة والعفة والكرامه ,نبراس باهرٌ لامعٌ ,درة العصر وجوهرة الزمان,العالم بما هو لباب الحق,ومتبع طرائف النهج الشريف في الواضح والثابت على خطة العباد الصحيح ,سيد الجزيرة واسدها ,نمر الشوف وداعية البشر ,سيدنا الشيخ ابي محمد جواد ولي الدين رحمه الله وتغمده بواسع رحماته ,واسكنه فسيح جناته .
كان لي ولابناء طائفتي شرف كبير في تابين سيدنا الشيخ ,الذي شارك فيه ما يقارب الخمسة عشر الفا من ابناء ,ومشايخ ,ونساء ,واطفال ,وشباب الطائفه المعروفيه الذين تقاطروا من الجليل والجولان والكرمل.
فكان لمنظر مشرف ومقشعر للابدان حين راينا مشايخ ونساء واطفال تملئ ساحات رحاب مقام نبي الانبياء وسيد الزمان نبينا شعيب عليه الصلاة والسلام ,فقد وصلت مواقف السيارات الى شوارع طبريا المؤديه الى حطين الطاهره فزحف العباد الى المقام الشريف مشيا على الاقدام تقديرا واحتراما لما يستحقه ذلك الشيخ والسيد والمعلم الكبير.
عندما وصل ابناء البشر للمشاركه في مراسيم التابين لفضيلة سيدنا الشيخ ابي محمد جواد ,تبارك ابناء الطائفه بحضور المشايخ الاتقياء في بلادنا وعلى راسهم المرجع الروحي للطائفة المعروفيه, فضيلة الشيخ ابي يوسف صالح القضماني امد الله بعمره ,الذي دخل هو ورفاقه الى منصات التأبين يقرأون الاشعار الدينيه على تلك الروح الطاهره ,فتقشعرت الابدان لرؤيتهم وتاكدت تلك القلوب المشاركه ان في الدنيا لا يزال الخير قائماً طالما شيوخنا من امثالهم لا يزالون فوق رؤوسنا وذلك رغم الخساره الفادحه لجواد الاجاويد.
فكان من نصيب الحشود الغفيره المشاركه ان يقفون على الاقدام ,مستمعين الى قراءة الفاتحه ببث حي ومباشر من تشييع جنازة شيخنا المرحوم من بعقلين الطاهره ,ومن ثم اختصرت كلمات الرثاء على فضيلة الشيخ ابي حسن موفق طريف الرئيس الروحي للطائفه الدرزيه في البلاد ,والشيخ ابي احمد طاهر ابوصالح رئيس الهيئة الدينيه العليا في الجولان وصفوا فيها اجمل ما يمكن وصفه لذلك الملاك الداعيه ,مثنين على مواقفه المشرف تجاه ابناء الطائفه في الجليل والكرمل والجولان ,واهمها تثبيت ملكية مقام سيدنا النبي شعيب عليه اقدس الصلوات.
وذلك في وقت شاركت فيه الاف النساء في تلاوة الاشعار الدينيه في الباحات العليا للمقام الشريف ,بحيث اشرف على نقلهم الى هناك عشرات حافلات النقل التي تقدم بها اهل الشرف والكرامه من ابناء الطائفه المعروفيه .
ولم يبخل ابدا شبابنا البواسل في التحضير لهذا اليوم المشرف والحزين ,بحيث بدات التحضيرات رأسا عند صدور الخبر من جبال لبنان الشامخه وشوفها المنصان.
شارك في التأبين اعضاء كنيست ورؤساء المجالس الدرزيه من الجولان والجليل والكرمل الذين اعلنوا دون استثناء رفع الحداد يوم غد الاحد واعتباره يوم اضراب عام في كافة المرافئ في المجالس المحليه احتراما للموقف ولكرامة الروح الطاهره.
لشيخنا ومعلمنا ,وسيدنا فضيلته ابي محمد جواد ولي الدين رحمات الله داعيا من سيد البشر ان يلهم اهله وابناؤه من لبنان وسوريا والبلاد ,وبلاد الاغتراب الصبر والسلوان وهدايتهم على الطريق التي دعى اليها سيدنا الشيخ ,وان يتغمده بواسع رحماته ,ان لله وان اليه راجعون.