من هو المسؤول عن إيصال بلدية  شفاعمرو إلى أوضاع مالية صعبة
اقامة لجنة تحقيق شعبية بلدية هو مطلب الساعة

بقلم زايد خنيفس
ليس كل شيء صدفة، بل هناك أشياء تحصل بفعل البشر، خاصة الذين في مواقع القرار، فعليهم تقع المسؤولية الأولى في النجاح أو الفشل، وإذا كنّا نتحدث على مستوى الدولة، فقد أخفقت المؤسسات الرسمية في كثير من القضايا، مما ألزم إقامة لجان تحقيق رسمية، لفحص الأسباب التي أدّت إلى الفشل من أجل استخلاص العبر، وإذا كان لنا أن نعود إلى الوطن الصغير، وإلى بلدنا فإن الرئيس المربي دخل بلدية، لا يعرف إلى الآن كيفية الخروج منها، ومن المشاكل التي واجهته منذ اليوم الأوّل، وأوّلها شركة الجباية التي تصول وتجول بين البيوت، وتتعرض إلى مواقف لا يحسدها عليها أحد، كما تواجه الرئيس إمكانيات كبيرة لتنفيذ خطة إشفاء، التي تتطلّب إقالة عشرات الموظفين، كما تواجهه إسقاطات الإدارات السّابقة في التنظيم والإدارة، ولجنة التنظيم واتحاد المياه. إذا كان الرئيس السابق هو المسؤول الأول فإن إدارة مهنية كانت تعمل من حوله والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا كان دور كبار الموظفين، وهم في مواقع القرار، أليس لهم دورًا بما وصلت إليه بلدية شفاعمرو.
وهل وظيفة الرئيس أن يُقلِّع شوكة غيره؟ من هنا يجب أن يبادر المسؤول الأول إلى إقامة لجنة تحقيق شعبية بلدية، فمن هؤلاء في قوى المعارضة ومن هؤلاء الذين ما زالوا في موقع القرار، وإذا لم يكن غير ذلك فلا تغيير يشفعنا ولا تغيير يسمح للبعض في أخذ البلدية، وهي مُلك الشعب وليست مِلكًا خاصًّا، يمنح السّاعات الإضافية لمن يشاء، ويمنح صيانة السيارات لمن لا يمتلك سيارة، ويمنح السفريات لمن لا يسافر، ويمنح ساعات الطوارئ لمن ذهب لينام مبكرا.
إذا ظن البعض أن المبادرة إلى اقامة لجنة تحقيق شعبية بلدية هي انتقام شخصي، فأنه يحاول تغليط الغير، والمحاسبة لا بد منها، لمن لا يعرف قيمة الأرقام وقيمة المسؤولية، فلا تهديد بالفصل سيمنعنا من قول الحقيقة، فليكن الثمن ما يكون، ولا نخاف إلاّ من الله عزّ وجَل، القادر على كشف الوجوه مهما كان الظلام أسودَ، والرسائل المزيفة والطعن في الآخرين لن يردعنا، وإقامة لجنة تحقيق شعبية بلدية مطلب الساعة، وغير ذلك تسقط الأرقام والساعات، ولم يبق إلاّ وجه المدينة فجرًا، وشمسًا أمام من ظُلموا.