جهادي من أصل مسيحي يريد العيش في ظل الخلافة
03/04/2017 - 11:04:36 pm

"أنا نادم على العودة، وأرغب بالعيش في ظل الخلافة"، هذا ما قاله يونس، واسمه المسيحي مايكل لمراسلة شبكة "سي أن أن" البارزة كلاريسا وورد.

وتقول وورد: "عينان زرقاوان، وشعر بني، وابتسامة نورانية، يبدو أن مايكل ديلفورتي يصلح لأن يكون ولدا في الكنيسة، لكنه قرر في سن العشرين تغيير اسمه من مايكل إلى يونس، واستبدل بلدته البلجيكية الوادعة بجبهات القتال مع تنظيم الدولة في سوريا".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن يونس عاد إلى بلجيكا، لكنه لا يزال يعبر عن دعمه لأيديولوجية التنظيم المنحرفة، ويعبر عن ندمه للعودة إلى بلاده، ويقول: "أريد العيش في ظل الخلافة".

وتورد الشبكة أن وورد تقول في الفيلم الوثائقي الذي ستبثه "سي أن أن" الليلة، تحت عنوان "خلف القناع"، إن ما يثير الصدمة حول يونس البالغ من العمر 28 عاما هو أنه شخص لا يثير مظهره الاهتمام، وتضيف: "في المرة الأولى التي التقينا فيها في مقهى في المدينة الساحلية أنتوريب، كان يرتدي قميصا له قبعة، وكان يرتدي حذاء رياضيا وبنطال جينز، الذي رفعه فوق كاحله لتطبيق السنة، مع أن الكثير من الناس لا ينتبه لهذا".

وتقول مراسلة الشبكة إن يونس لم يسلم عليها؛ لأنها امرأة، لكنه كان مؤدبا، واعتذر عن تأخره، وأثار عددا من النقاط، بل تحدث بعبارات غزل مع المنتجة الشابة التي كانت ترافقها.

ويلفت التقرير إلى أنه يرفض جنسيته، ويريد أن يكون جزءا من دولة إسلامية، قائلا: "أنا لست بلجيكيا، أنا مسلم"، ويريد أن تستبدل الديمقراطية الغربية بدول تطبق فيها الشريعة، مستدركا بأن المقاتل العائد من مناطق الدولة سعيد بالحصول على شيكات المساعدة الاجتماعية من الحكومة البلجيكية.

وتتساءل وورد: "هل هذا هو الوجه الجديد للتطرف الإسلامي في الغرب؟"، وتجيب قائلة: "بعد عام قضيته في دراسة ومقابلة عشرات من الجهاديين في بريطانيا وبلجيكا وفرنسا والدانمارك وأستراليا والولايات المتحدة وعدد آخر من الدول، اعتقد أن الجواب نعم ولا".

وتقول الصحافية إن يونس/ مايكل ولد لعائلة مسيحية متوسطة، وتم تعميده كاثوليكيا، ويتذكر قائلا: "تربينا بصفتنا كاثوليكيين عاديين، واحتفلنا بالأعياد ذاتها، وكنا نشكر الرب يوم الأحد، وهكذا كان الحال"، مستدركة بأن طفولته كانت صعبة، من إدمان أمه على الكحول، وطلاق والديه، وتشخيصه بالإصابة بأعراض نقص الانتباه مع الإفراط بالنشاط، حيث بدأ بتجربة الحشيش، وتناول المخدرات، ولم يكن جيدا في دروسه في المدرسة، وقال: "كنت أبحث عن هويتي مثل أي شخص في العالم"، وفي سن السادسة عشرة تعرف على كتاب "طريق المسلم".

ويقول يونس لـ"سي أن أن" إن الإسلام منحه الهدف وتنظيم الحياة، وإن قواعده المنضبطة منحته الوضوح في عالم تسيطر عليه الليبرالية التي تفضل الظلال الرمادية على الأبيض والأسود، وأصبح مايكل يونس باللغة العربية، واعتبر دينه الجديد خطوة متقدمة عن المسيحية. 

وتعلق وورد قائلة: "يمكن أن أقارنه بشراء حاسوب، فلو هناك جهاز حاسوب 10 فأنت لا تشتري جهاز ويندوز إكس بي.. لأنه جهاز معدل، ومن هنا فإن التعديل فتح له الباب أمام المجتمع المسلم في بلجيكا، الذي بدأت تظهر فيه مجموعة ذات صوت عال، لكنها فرعية تبنت الطريق المتشدد، ومعها تحول يونس للتشدد، وتزوج يونس ثلاث مرات، وأطلق على واحد من أبنائه أسامة بن لادن"، ويقول يونس: "أفتخر به؛ لأن ذلك الرجل كان بطلا" أي ابن لادن، مشيرة إلى أنه لم يعتذر عن الرجل الذي تسبب بقتل الآلاف في هجماته على الولايات المتحدة، حيث قال: "لو قمنا بشجب كل شخص يقتل أناسا فستمتلئ جهنم".

ويفيد التقرير بأنه عندما كان يعمل متدربا في مخبز وقع تحت سحر المتحدث اللبق سيفانجلي، الذي طلق حياة الجريمة وأصبح مبشرا في الشوارع.

وتذكر الشبكة أن زعيم مجموعة "شريعة فور بيلجيم" (الشريعة من أجل بلجيكا) هو فؤاد بلقاسم، لافتة إلى أن السلطات البلجيكية وصفت هذه المجموعة بأنها "حفنة من المهرجين بلحى طويلة وأُثواب بيضاء"، وذلك بحسب رئيس المخابرات السابق ألين وينانتس.

وتستدرك وورد بأن المجموعة كانت شريرة، وتحولت إلى ممر لتسفير المقاتلين إلى سوريا، والانضمام إلى تنظيم الدولة والجماعات المتشددة مثله. 

ويقول يونس: "كان بإمكانك الصلاة والرضا بما تقوم به، ويمكنك الذهاب أبعد وتجربة ما تتعلمه عمليا"، موضحا أن السفر إلى سوريا كان تلبية لهذه الدعوة، ويقول: "أخيرا، وجد مكان على وجه الأرض تشعر فيه أنك مسلم 100%"، حيث برر انضمامه لتنظيم الدولة، الأكثر قسوة من بين هذه الجماعات؛ لأنه كان الأكثر التزاما بتطبيق الشريعة، "فقد كانوا واضحين حول ما يريدون تحقيقه: القتال في سبيل الله". 

ويفيد التقرير بأنه رغم أن يونس رافض لممارسات التنظيم الوحشية، إلا أنه يقول: "إنها محور حرب، وهذه أمور تحدث بشكل طبيعي، ويموت الناس"، ويضيف: "في أمريكا يقومون بإعدام الناس بحقنة وبكرسي كهربائي، وهذا إعدام أيضا". 

وأجاب يونس عما إن كان مستعدا للقتل، قائلا: "هذا قانون إسلامي، وصدقيني إن القتل ليس مزحة، لكنه أمر فظيع"، وأضاف: "لم اقتل أحدا هناك، ولم أطلق الرصاص على أحد هناك"، لكنه دافع عن بقية أتباع مجموعة "الشريعة من أجل بلجيكا" ممن وضعوا صورا وتفاخروا بالقتل والذبح، وقال "لا ننتقد المسلمين في العلن"، و"هم شباب ولا يتفاخرون"، و"بالطبع هذه أمور ليست صحيحة، ولو أعدمت شخصا أو قتلته في ساحة المعركة فاحتفظ بما فعلت بينك وبين الله؛ لأنك فعلته من أجله، وليس للتفاخر".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق