*** رآني ابن 22 سنة, فسألني اين والدك؟ قلت له انا هو حمودي الذي عين معك موعداً, والدي ليس هنا. فأجاب باستغراب: انت عندي حتى تنفذ صفقة بمئات الاف الدولارات؟!
*** أمي, التي لم تكن تجيد الكتابة ولا القراءة, هي التي تحلت بالرؤية المستقبلية والانفتاح ودعمتني وشجعتني
*** هدفي المقبل هو إدخال ثقافة السكن الحديث الى يركا! بناء عمارات لتوفير حوالي 100 وحدة سكنية!
*** أنا فخور بابنتيّ وبكل فتاة تعمل عندي
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تقرير مجلة ليلك العدد 169
"مصيرك هو في يركا وستجعل كل الناس تقصدك هنا.."
حمودي حمود عبارة عن قوة من الطموح والذكاء والاجتهاد, لا يتوقف عن العمل والتغيّر والتجدد.
بدأ ينطلق في مجال تجارة الأزياء منذ ان كان شاباً صغيرا في دكان والده في يركا. نجح، بقواه الشخصية، بتأسيس مجمع "أمش ستار" الضخم (8 طوابق و8000 متر مربع) الذي يزوره حوالي 130 الف شخص شهرياً لشراء ما يحلو لهم من ازياء وعطور وماكياج, وملابس واحذية لكل العائلة, وبأسعار اقل بين 20–35% من غيره.
يدور حمودي بين عشرات العاملات في المجمع, يحييهنّ بالإسم ويعطيهنّ تعليمات ويحيي الزبائن كذلك. لقبوه بـ"المدرسة" في هذا المجال, ضم ابنتيه للمصلحة واعطاهما الدعم والثقة للتقدم, فخور بكل فتاة تعمل عنده وكلهنّ تكننّ له الاحترام والتقدير.
انه على عتبة اختراق مجال جديد, لن يترك يركا حيث حقق النجاح وجعل الزبائن تأتي اليه كما تنبأت له والدته.
خبرنا عن بداياتك.
حمودي: البداية كانت عندما كان لوالدي بقالة مساحتها 50م2 في يركا. كنت في مرحلة الثانوية ولم اشعر ان الدكان عمل مربح ابداً, فطلبت من أبي ان نخصص جزءاً من مساحة الدكان لبيع الملابس لكنه لم يقتنع بالفكرة. دارت بيننا نقاشات في الموضوع, وعندما كنت ادخل الملابس كان يخرجها..
هذا الخلاف دفعني للتفكير بالتوجه الى مجال آخر وإنشاء كارييرا في الجيش, لكن هناك لم يحالفني الحظ فعدت الى البيت منزعجاً. لكن والدتي قالت لي لا تغضب, مكانك هو في يركا وهنا سيرافقك الحظ وسوف تنجح بإحضار كل الناس الى يركا! في الحقيقة كلامها ادهشني!
قررت السفر لزيارة صديق في ايطاليا, في طريقي الى محطة الباص لحقتني والدتي واعادتني الى البيت رافضة كليا موضوع سفري. جلسنا نتحدث فأخبرتها انني اريد العمل في مجال تجارة الازياء لكن المشكلة ان ابي يرفض مساعدتي, فقالت: " انا سأتولى الامر". في ذلك الوقت كان الأب هو الذي يقرر عن ابنائه, لم تكن هناك نظرة مستقبلية..
المدهش هو ان والدتك هي التي كانت تتحلى بالانفتاح والرؤية المستقبلية ودعمتك!
حمودي: وهي لم تكن تجيد القراءة ولا الكتابة!! ولكن كان لديها نبوءة! بدأت اعمل في مجال التجارة في الملابس, كنت احضر بناطيل جينز "ليڤايس" من مصنع في يركا..
هل استأجرت دكاناً؟!
حمودي: كلا, لم يكن لديّ المال ابداً! اخذت مساحة صغيرة من دكان والدي, من جهة المدخل, طاولة و 3 كراسي خصصتها للأزياء, وبدأت اعمل.. والدي رأى ان الاقبال عليّ اكثر من البقالة وان مبيعاتي اصبحت اكثر! بدأ ينزعج من الامر, واصبحت اصل الى الحانوت واجد انه اخرج كل اغراضي من المكان.. في النهاية توصلنا الى اتفاق.
بدأت اشتري بناطيل جينز من "ليڤايس" وابيعها.. وفي أحد الايام كان لديهم مخزون كبير ارادوا ان يبيعوه. كان البنطلون يباع بـ 60 – 70 دولاراً.. ارادوا بيع ما يقارب 80 الف بنطلون! عينت موعداً مع المدير العام, اذكر أن اسمه كان چوتليڤ, في "احوزاة بايت" 3, الطابق الخامس.. كنت شاباً صغيراً, سافرت اليه مع حقيبة جيمز بوند, كانت وقتها في الموضة, وأردت ان أبهره. طلبت السكرتيرة أن انتظره.. بعد فترة قال لهم اندهوا لحمودي, فدخلت اليه.
كم كان عمرك؟
حمودي: 22 سنة. سألني اين والدك؟ (ضاحكاً).. عندها قلت له انا هو حمودي الذي عيّن معك موعداً, والدي ليس هنا. فقال باستغراب: انت جئت عندي حتى تنفذ صفقة؟! فأجبته بالايجاب. قال لي أن الحديث عن مئات الاف الدولارات! فقلت له لا يوجد مشكلة.. سألني كيف ستدفع, فأجبته بأني سأعطيه ثلاثة شيكات. قال حسناً, واتصل مع البنك ليستفسر عني فقالوا له إني شاب جيّد وأمين وحساباته جيدة, فقال لهم لكن الحديث هنا عن مئات الاف الدولارات, فأجابوه ان البنك لن يتدخل اكثر من ذلك, طبعاً لأنني لم اكن املك هذا المبلغ. فاتصل چوتليڤ بشخص من يركا ليستفسر منه بخصوصي فأجاب الشخص انه سيكون مسؤولاً عني في حال حصلت مشكلة. وحتى اليوم لا اعرف من هو هذا الشخص الذي كفلني!!
اخذت البضاعة بسعر 8 – 9 دولارات وسعّرت البنطلون بـ 18 – 19 دولارا.. بدل 70 دولارا! كان هناك شخص يدعى اهارون من نهاريا, كان يحضر ممرضات للعمل في يركا, اشترى من عندي بنطلونا ثم حدّث للمرضات عني فجئن واشترين.. وبدأ اسمي يشتهر.. البلد كانت تغلق من كثرة زبائني! كان امراً عظيماً!!
كنت حينها احصل مبيعات في النهار, وفي نفس النهار احوّل النقود لدولارات, في اليوم الثاني كان الدولار يرتفع بنسبة 20% او 40% او اكثر.. واربح كثيراً.. ما حصل هو ان الحظ حالفني! بدأت اشتري ستوكات من "ليڤايس" و"چالي" وكل المنطقة اصبحت تأتي إليّ..
من اين لك هذه الجرأة في الاعمال واقتحام المخاطرات؟! فقد كنت شاباً صغيراً..
حمودي: من الله, ومن أمي.. كانت تدعمني وتشجعني دائماً..
في تلك المرحلة انكسرت شركة "آتا" وبالتالي "ليڤايس" اغلقت المصنع.. قررت ان اشغّل المصنع انا, ونجحت.. أسست ماركة اسمها "كونكورد جينز" لأن في تلك الفترة سُوّقت طائرة الكونكورد، وكنت ابيع لكل الدولة. كذلك كنت ابحث عن شراء مصنع, وعندما كانوا يقابلونني كانوا يطردونني لصغر سني.. (ضاحكاً).. عدة مرات طردوني!!
في تلك المرحلة سافرت الى مارسيليا والتقيت بشخص اسمه شموليك كان يملك حقوق شركة "تڤيرنيتي" التي كانت حينها ماركة قوية جداً.. قلت له اريد ان اسافر الليلة الى باريس وفعلا تجولنا فيها ليلاً. انبهرت بها بشدة وقلت لشموليك سوف افتتح بوتيكات في باريس! فقال يبدو انك جننت! قلت له سترى. افتتحت مكتباً في "ڤيل جوي" في باريس وأدخلت معي شريكاً فرنسياً وبدأنا بإفتتاح شبكة حوانيت ووصلنا الى حوالي 11 حانوتاً..
ماذا كان اسمها؟
حمودي: "ميسيون إمپوسيبل", او بالعربي "المهمة المستحيلة".. كنا نخيط الازياء في البلاد ونبيعها في فرنسا. وكنت اقضي كل وقتي بالسفر وعلى متن الطائرات.
حتى وصلنا مرحلة "حرب الخليج" عام 1991 فقررت ان ابيع كل شيء. في باريس نجحت كثيراً ولكني لم اصنع الكثير من المال.
عدت الى البلاد منهكاً جداً, فقالت لي والدتي: لا تتعب ولا تشقى, حظك فقط في الشرق الاوسط وفقط في يركا. بعد كل التجارب توصلت الى قرار الاستقرار في يركا فقط. كل مرة كنت افكر بالتوسع خارج نطاق البلد او الدولة كنت اذكر كلام امي "المصير فقط في يركا" فأعود واتمسك بكلامها. استقريت في يركا, بنيت عمارة من ثلاثة طوابق, 1500 م2 , وهي نصف العمارة التي نجلس فيها الان. عام 2001 اضفت 4000 م2. بعد فترة اشتريت قطعة ارض اضافية وعام 2011 بنيت عمارة عصرية اكثر, ووصلت العمارتين بواسطة جسر. استقريت هنا وقلت هنا هو مصيري.
عندما بدأنا كان اسمنا "ازياء يركا", ثم غيرت الاسم الى AMSH ( تلفظ أمش) وهي الاحرف الاولى من اسماء عائلتي: ايوب محمد سعيد حمودة. A هي ايوب, و M هي منال ومحمد, و S هي اسم ابي سعيد, و H هي حمودي حمود. بالعبري א.מ.ש- אדמה (ارض), מים (ماء) وשמש (الشمس), و א هي ايضا אלוהים-עולם ומלואו (الله – عالم بأكمله).
نحن أيضا نستطيع!
لدينا الكثير من الشباب والشابات الذين يطمحون الى افتتاح مصالح مثلما فعلت, بماذا تنصحهم؟
حمودي: اولا, اردت ان اثبت اننا موجودون في الشرق الاوسط واننا موجودون في اسرائيل..
من تقصد بـ "أننا"؟
حمودي: العرب في البلاد.. اردت ان اثبت ان ابناء الاقليات ايضاً يستطيعون ان يكونوا مثل الجميع! هذا هو مبدأي وشعاري.. هذا الامر المحرك لي, لأنني شعرته في المدرسة وفي الجيش ايضاً. دائماً كنت اريد ان اثبت: نحن ايضاً أذكياء ونحن ايضاً نستطيع! نحن احياناً شعب يعيش فيه نوع من الخوف او التخوف.. كلمة פחד (خوف) اذا قلبناها تصبح דחף! يعني "محفّز". وفي مقابلة لي مع أيالا حسون قلت إن "الاقلية ايضاً تستطيع ان تصبح مثل الاكثرية!" واعجبوا بهذه الجملة جداً!. لكن الامر المطلوب لتحقيق ذلك هو الثقة بالنفس! ودائماً عندما تتعامل في "البزنس" تصرف كأنك ذاهب الى حرب, يجب ان تأخذ بالحسبان: البداية, الحرب, النجاح والفشل والعودة! دائماً آخذ هذه الامور بالحسبان.
هل لديك حسّ للأعمال بالسليقة؟
حمودي: يوجد في داخل كل انسان طموحات. تجاربك تبلورك وتصقل شخصيتك. العمر والتجارب تعطي الانسان حكمة وتجعله أذكى. الفرق بين النجاح والفشل شعرة!
انا يوميا اتجول بين العاملات واتكلم معهن واجاباتهن تكون "ان الله أراد", جوابي لهنّ يكون: انا مؤمن اكثر منكنّ ولكن "قوم يا عبدي فأقوم معك"! نجاحك يعتمد على جهودك.
كلهم يريدون ان يكونوا "برشلونة" ولكن عليك ان تعمل جاهداً لتحقيق ذلك الهدف!! كلهم يريدون ان يكونوا "أمش", ومحاسبي طالما يقول لي "أمش فوق الجميع", حسناً انا اوافق معه ولكن يجب ان نعمل كل يوم لرفعه الى فوق حتى يبقى دائماً فوق الجميع! يجب ان نعمل ليلاً نهاراً لنبقى فوق الجميع.
في طريقك الى النجاح, هل كانت هناك مراحل فشل او صعوبات؟
حمودي: مصلحتي هي مثل اشارات المرور الضوئية, اخضر واصفر واحمر, وانا دائماً ابقى في الاصفر (استعد).. لا يوجد شيء بدون عقبات ولكني لا اسميها "فشلاً", بل نزولاً بهدف الصعود! في كل أسود يوجد ابيض وفي كل ابيض يوجد أسود. وفي كل خير يوجد شر وفي كل شر يوجد خير! عظمة الشخص هي البحث عن الخير في السوء.. كل فشل تعلمت منه ووجدت نجاحاً في الفشل.. لم يكن عندي فشل بمعنى انهيار..
في كل "بيزنس" هناك مراحل تقدم وتراجع..
حمودي: شعاري في "البيزنس" هو دائماً: انا الان في ارتفاع, فأتوقف! اوقف نفسي بنفسي, لأنني لو استمريت في الانطلاق فلن تكون النتيجة جيدة! اقف في مرحلة, اعبيء واعود لأرتفع من تلك النقطة, ارتفع, اقف, اعبيء, واعود انطلق وأعلو من تلك النقطة التي هي اعلى من النقطة السابقة, وهكذا.. لا أقبل بالصعود مرة واحدة..
جزء من فلسفتك في "البيزنس" هو عدم التوسع خارج يركا..
حمودي: صحيح! وهذا من بعد تجارب. هذا جزء من مصيري. بينما بالنسبة لأبنيّ, فطموحهما مختلف. ابني تيران, مثلا, يقول لي لماذا "دولتشي وچبانا" لديهما فروع في كل العالم ونحن لا؟! قلت له: انا جربت, جرّب انت.. وابني رون يقول لي مع كل الاحترام لـ"زارا", لكن انا سأريهم..
وابنتك كارولين التي تجلس معنا, ماذا تقول؟ هي "تفعل" بالواقع..
حمودي: كارولين اصبحت في مرحلة "العمل والتحقيق", ولديها انجازات..
والدتك كانت القوة المحركة لك؟
حمودي: لقد رأت الاشياء التي لم نستطع نحن رؤيتها! هي التي قوّتني والتي آمنت بي..
يعني لو كانت هي اليوم في سنّك, في هذا العصر, لكانت سيدة اعمال ناجحة جداً..
حمودي: هي تشبه والدها الذي كان تاجر خيول ومواشي. كانت تقول لي, عندما كان سيدك يذهب لشراء خيل, اذا كان يريد الحصان الاخضر مثلاً, كان يذهب ويفاصل على الحصان الاحمر!
رائع!!
حمودي: عندما كانوا يعرضون له الحصان الاخضر الذي هو يريده فعلاً كان يقول لا اريده! وبالتالي وبشكل تلقائي كان سعره ينخفض! ولا مرة جادل على الشيء الذي تريده, دائماً جادل على الشيء الذي بجانبه حتى تحصل على ما تريد..
مثلا, انا في مجال عملي, لا اشتري البضاعة عندما انا اريد, فقط عندما هم يريدون ان يبيعوا, ولذلك اشتري سنة مسبقاً.. دائماً اقول للمصانع عندما اريد ان اشتري منكم, انتم قرروا السعر, وعندما تريدون انتم ان تبيعوا, فأنا اقرر السعر! اذ ان هذه فرصة قوة!
هل يوجد شيء يثير مخاوفك؟!
حمودي: انا نفسي! اذا طمعت! ودائماً اتراجع..
لكن هذا اسمه طموح..
حمودي: الطموح هو نوع من الطمع.. على سبيل المثال, مؤخراً اردت بناء عمارة جديدة لكن زوجتي قالت لي توقف! النجاح يخوّف.. النجاح بدون "كونترول" (سيطرة) ليس سهلاً..
والمنافسة اصبحت بشعة..
حمودي: قد ينافسونني في البنايات والمحلات والماركات والديكور, لكنهم لن يستطيعوا ان ينافسوني تجارياً بالقدرة الموجودة عندي.. لأنني دائماً في حالة من التغيّر والتجدّد.. اليوم العالم سريع والناس تحب التغيير.. انا في تغيير وتجديد مستمر في "أمش ستار" واغيّر الماركات بسرعة كبيرة!!
ماذا يميزكم عن غيركم في "أمش ستار"؟
حمودي: اولاً, نحن هنا منذ عام 1991 وكل الزبائن التي تأتي الى يركا تشعر انها في بيتها. اهل يركا طيّبون ويغارون على البلد.. صحيح أنّ هناك منافسة في المهن ولكن الزبون الذي يأتي نعتبره ابن البلد, وبين التجار احترام متبادل.. يعني, اذا أتاني زبون يقول لي إنّ السعر في مكان آخر كذا وكذا, اقول له اشتري من هناك.. هذا التصرف ينبع عن ما اسميه "ايمان", عندها يكون الانسان مرتاحاً.
يهمني مصلحة البلد وأؤمن انه عندما يكون جارك بخير, فأنت بخير ايضاً. الناس في يركا تحب بعضها.. لدينا أخلاق في كل شيء.. لا يوجد منافسة بشعة او فاشلة..
ماذا كان رأي والدك بخصوص نجاحك؟
حمودي: في البداية طبعاً تفاجأ ان الابن نجح اكثر من ابيه! لكن مع الوقت اصبح يفتخر بي جداً!
قوة نسائية! المرأة Star في “أمش”
في "أمش ستار" توجد قوة نسائية كبيرة من العاملات, انت ايضاً دمجت ابنتيك معك في العمل, امر مثير..!! دعم كبير للنساء..
كارولين: والدي هو مصدر الهام للعاملات وللعاملين معنا.. رغم ان العمل صعب ومرهق ولكنه يستمتع به! فهو يتدخل في كل الامور حتى في التفاصيل الصغيرة جدا! يومياً هو ينتبه لكل صغيرة وكبيرة وطالما يأتي اليّ ويسألني لماذا هذا هكذا وليس ذاك! صحيح يوجد بيني وبينه الكثير من النقاشات, ولكن لديّ الكثير لأتعلمه منه.. "ابي هو مدرسة" وهذا ما قاله لي آڤي كيپور مدير "شاستوڤيتش".
حمودي: قبل فترة جرى احتفال لشركة "م.جي. إس" لچدعون ملايڤ, (لديهم ميچا وديوتي فري ولديهم 1500 عامل) دائما يقدمونني على اني الاسم الذي يبرز كلما تكلمنا عن العطور والازياء! أي اسم "أمش ستار". انا من بين حوالي 5 رجال اعمال الذين ادخلوا الازياء الى البلاد! من بين الاسماء الكبيرة التي لم يصمد منها سوى البعض.. كلهم كبرت معهم.. اقصد انني منذ ان كنت ولداً صغيراً كنت من هذه الفئة التي اسست مجال الازياء في البلاد..
بالنسبة لك, مهم ان تكون ابنتاك في جزءاً من المصلحة..؟
حمودي: دائماً كنت اسمع ان فلان يدير المصلحة مع اولاده او فلان مع ابنه او اشقائه.. ويقولون لي انت تدير المصلحة لوحدك.. فكنت دائماً اجيبهم كلا انا معي الله.. اولادي كانوا صغاراً وعملت وجاهدت ونجحت.. اليوم بما ان كارولين كبرت وانضمت الى المصلحة فهي تساعدني ولها دور كبير جداً ومهم..
رغم انها صغيرة بالسن..
حمودي: العمر غير مهم! انا احترم الانسان بفعله, كم اعطى وأنجز..
انت تؤمن بإبنتيك وتشجعهما على العمل..
حمودي: اؤمن بهما بقوة كبيرة!! آمل ألاّ تأخذهما التقاليد من النجاح..
كارولين: انا وشقيقتي نشتغل مع والدي ونساعده ولكن عندما يكبر شقيقايّ سيكونان اكثر الى جانبه..
حمودي: العالم الآن اصبح 50% - 50% بين الرجال والنساء.. يوجد دمج للنساء اكثر من ذي قبل.. قبل الاف السنين كانت المرأة هي الحاكمة والمسيطرة, ثم اصبح الرجل واليوم 50 – 50 ..
هل انت مؤمن بالمرأة وقدراتها ام تفضل الرجل؟
حمودي: انا اضع الانسان المناسب في المكان المناسب! اليوم تتمتّع النساء بقوة كبيرة.. عملي ايضاً يتطلب نساء, لأن المرأة عندها صبر اكثر من الشاب!
هل شجعت كارولين على الاندماج والعمل معك ام ان الامر كان بديهيا؟
كارولين: نحن الاثنان أردنا..
حمودي: الأمر كان طبيعيا ومن الجهتين..
هل ربيت ابنتيك على مباديء العمل؟
حمودي: والدتهم هي التي ربتهم على اسس الاستقامة والاجتهاد والشجاعة والصدق.. ابنتاي انضمتا الى المصلحة واندمجتا معي في العمل..
هل أنت فخور بإبنتيك وانجازاتهما في المصلحة؟
حمودي: 100%! وفخور بكل فتاة تعمل عندي!
بعد تجوالي في المكان شعرت ان الاغلبية الساحقة من العاملين نساء.. كم عدد العمال؟
حمودي: حوالي 145..5 شباب والبقية صبايا..
مدهش! (كارولين تضحك سعيدة).. رائع! ولاحظت انك تعرفهن بالإسم..
حمودي: بالذات المديرات والمسؤولات ورئيسات الطواقم..
اخبرتنا ان كارولين ضاعفت المدخولات عندما تسلمت ادارة قسم "التجميل"..
حمودي: صحيح.. هل تريدين ان اتكلم انا ام كارولين!
تفضل..
حمودي: عندما انضمت كارولين للمصلحة قبل سنتين كان لديها مخاوف.. لكن انا دعمتها!.. واخبرتها ان الاغلاط يجب ان تكون صغيرة وتتصلح.. وبدأت اعطيها واساعدها وافسح لها الطريق وفي كل جلسة كنت ادعوها لتكون حاضرة.. لأن التجارة عبارة عن حسّ والتجارة غير مكتوبة في مكان ما.. هي لا تُعَلَّم! كلمة تجارة تتكوّن من 4 احرف لكن لها معان واسعة: "ت" تتقوى, "أ" أمانة, "ج" جرأة و"ر" رأفة.. اذا تحلى الانسان بالصفات الاربع هذه في نفس الوقت يكون تاجرا! اكتشفت في كارولين هذه الأمور, صحيح هي لم تتبلور بعد, لكن انا اعطيها وأجد النتائج.. اعطيتها الفرصة, وجدت فيها الامكانيات, ومنذ ذلك الوقت وانا اعطيها ولكني مازلت اراقبها ولم اعطها كل ما عندي بعد.. آمنت بها وهي عرفت كيف تأخذ!
ما هي انجازاتها؟
حمودي: دائماً تجدد وتغيّر في قسم التجميل, ومعاً بدأنا نفكر كيف نطوّر ونحسّن القسم لنرفعه الى مستوى عالمي.. فنحن دائماً نتطلع الى "الديوتي فري" او "سيفورا" العالمية.. نحن لا نتطلع الى البلاد.. بل عالمياً.. المبيعات بدأت ترتفع تدريجيا, وفي شهر اذار ضاعفت نفسها!!
ماذا كان توجهكِ في العمل وايّ اهداف وضعت امامك؟
كارولين: اولاً, الالهام هو والدي! هو "مدرسة" وحتى هذا ليس وصفاً كافياً! تعلمت منه منح الخدمة للزبائن, وبالفعل اينما اتجوّل في البلاد نادراً ما احصل على الخدمة التي اتوقعها واريدها حتى في المحلات التجارية ذات الاسم الكبير. وانا حتى اليوم احث العاملات على التعلّم من طلبات الزبائن لمنح افضل خدمة لهم! المعاملة مع الزبون رئيسية!
كيف بدأت كارولين الاندماج في المصلحة؟
حمودي: كانت تأتي معي الى العمل منذ ان كانت في المدرسة..
كارولين: كنت ارافق ابي الى الاجتماعات واتعلم منه كيف يكون رد الفعل وكيف احصل على ما أريد. الحظ هو ان اعرف كيف آخذ وان آخذ في الوقت الصحيح, وهذا ما تعلمته ايضاً من أبي.
الامر المثير ان اسعاركم أقل من الجميع وبنفس الوقت تحافظون على الارباح, كيف تفسرون هذا التميز؟
حمودي: المصلحة تتطلب مصاريف عديدة, مجرد وجود 145 عاملاً يعني معاشات كبيرة! التجربة أوصلتني الى قرار ان اشتري عندما تريد شركة ان تبيع لأنني انا اقرر السعر حينها. الشراء هو فن! انا اشتري الصيف في الشتاء والعكس.. لدينا هنا سوق كل الوقت وليس كولكشن! استطيع شراء 6000 قطعة من شركة واحدة, هذه القدرة ملك لقلّة من التجار! طريقة عملنا تمكننا من الاكتفاء بنسبة ارباح قليلة ولكنها مربحة جداً بالنسبة الينا. بالإضافة الى ان الشركات الكبيرة هي التي توفر لنا العاملات.. انا انصح اصحاب الشركات ان يرسلوا لي بائعين منهم لدفع مبيعاتهم.. وايضاً انصح الشركات بعدم اغراق السوق ببضاعتها حتى يبقى سعر بضاعتها مرتفعاً ومربحاً.. كلما كانت البضاعة متوفرة بقلة يبقى سعرها عالياً ومطلوباً. كلما كانت البضاعة قليلة, يرتفع سعرها..
هل لديك شيء تحب ان تقوله عن الزبونة العربية؟
حمودي: اصبح للصبية العربية معرفة واسعة في الفترة الاخيرة.. تريد نظارات شمس ثمينة وسيارة جيپ وتعرف كيف تظهر جميلة وترتدي ازياء جميلة. كذلك الامر بالنسبة للشاب العربي.. الشباب يرتدون الـ Skinny والزنوبة, مثلا.. في السابق كان الشاب العربي يخجل من الظهور بـ "شحويطة", واليوم اصبحت "ستايل".. اصبح الشاب العربي يبحر في الانترنت ويدرس في الخارج ويسافر الى دول العالم, فتغيّر.. اصبح الشاب يأتي لشراء ماركات يعرفها ويطلبها. انا ادخلت عطر توم فورد والناس لم تكن تعرفه ابداً! وعطر "نارسيسو رودريچز"!
من هم زبائنك ؟
حمودي: زبائننا, عرباً ويهوداً من كل المنطقة.. في ساعات الصباح اكثر الزبائن هنّ الأمهات..
هل هنّ اللواتي يقررن المشتريات؟
حمودي: يقررنّ لأنفسهنّ لكن الولد اصبح هو الذي يقرر لنفسه!
في ساعات الصباح اقسام ازياء النساء والاطفال والتجميل تعمل بشكل اقوى من غيرها.. الاحذية كل الوقت.. في ساعات المساء اقسام الرجال تصبح اقوى.. ايام الاحد يدخلنا حوالي 6000 زبون, ايام الاثنين ينزل الى 3500 – 4000, ايام السبت بين 10,000 – 15,000 زبون! في الشهر يدخلنا ما بين 90.000 – 130.000 زبون بهدف الشراء! بين 20 – 40 زبون يخرج واحد فقط بدون كيس! هناك ايضاً من يأتون للتفرج وللمعاينة ويعودون للشراء في وقت لاحق ويحصلون على نصائح في امور العطور والماكياج.
نحن أرخص من غيرنا بين 30 – 15% في العطور.. في الميك آپ والتجميل نصل الى نسبة 30% (ارخص من غيرنا)! في بداية الموسم نحن أرخص من غيرنا بحوالي 20% - 35% , في كل المستحضرات.. في قسم التجميل Cosmetics أقل, لأن السعر اعلى. دائماً لدينا حملة اليوم او الاسبوع او الشهر في الازياء والاحذية.
ما هي تطلعاتك للمستقبل؟
حمودي: هدفي المقبل, وسوف أحققه بعد بضعة سنوات, هو إدخال ثقافة السكن الحديث الى يركا! لقد اشتريت عدة قطع اراض وأخطط لبناء عمارات سكنية فيها, 3 عمارات, كل عمارة 16 طابقاً وكل طابق 4 شقق, يعني سوف اوفّر حوالي 100 وحدة سكنية على مستوى عالٍ!! اليركاوي يعمل كل عمره لبناء دار! اولا, عليه شراء قسيمة بناء (حوالي 200 الف دولار) وثم بناء البيت! انا ستطيع ان اوفر له شقة, 150 م2, مع لوبي وصالة رياضة وموقف بسعر 300 الف دولار! تدفع منها 10% والباقي قرض!
كيف تدلل نفسك وكيف تعيش حياتك؟
حمودي: اعشق السفر.. واذا لا اسافر للخارج كل شهر اشعر بالاختناق! تجولت في كل القارات تقريباً.. السفر يعطيني المعرفة.. واذا أردت أن تتمتع بروح صحيّة, يتطلب منك الامر الانفتاح الفكري. كل انسان يريد ان يسافر ويرى العالم, يجب ان تكون لديه نفس سليمة, وهي تتطلب ذلك. فغذاء النفس هو عبارة عن علم وثقافة وسفر!
سيارة المازارتي فكرة مَن؟
حمودي: (ضاحكاً) فكرة ابني روني وليس أنا!
شاطر روني..
حمودي: ضاحكاً.. انا اتجول بسيارة الميتسوبيشي (تندر) للعمل.. اترك المازاراتي في المنزل..