ليس هنالك شكّ في أنّ عدد أنواع وأصناف العنب المنتشرة والمعروفة في العالم، والتي يتمّ إنتاج النبيذ الفاخر منها محدودة. ذكرنا في السابق عدّة أسماء، مثل: "كابرنيه سوڤنيون" أو "مارلو" المنتشرة والشائعة فعلًا في أرجاء مختلفة من العالم، لسبب كونها أصنافًا مميّزة استطاعت التجذّر في معظم الأماكن بالعالم.
وعلى ما يبدو، من السهل أيضًا تفضيل أسماء الأصناف المميّزة هذه، والتي اكتسحت كافّة القارات، لأنّها فعلًا فاخرة وبجودة عالية.
كما في فرنسا، هذا هو الحال أيضًا في إسرائيل، الأرجنتين، الولايات المتحدة، إيطاليا، إسپانيا أو حتى استراليا البعيدة، ففيها يعرفون جيّدًا الأصناف المشهورة جدًا، أمثال: "كابرنيه سوڤنيون" أو "مارلو"؛ وهذا يشبه حال المقاهي في تل أبيب، التي تقترح أن تقدم لك قطعة من الكراوسون إلى جانب فنجان من القهوة، وبذلك لا يجب السفر بعيدًا حتى فرنسا، منشأ الكراوسون، للحصول عليها.
ولكن هنالك، أيضًا، أصناف إضافيّة من النبيذ في العالم، أصناف ليست معروفة لغالبيّة الناس. ففي إيطاليا فقط، يدّعون أن هنالك نحو 400 صنف مختلف من العنب الذي ينمو في دوالي العنب المخصّصة لصنع النبيذ، وهي أصناف مميّزة وفريدة من نوعها. وهذه الأصناف الفريدة من نوعها لم تتأقلم وتنجح بالنمو خارج المناطق المخصّصة لها؛ ولذلك، فمن الواضح بأنّ عددًا قليلًا، فقط، من الأشخاص يعرفون هذه الأصناف أو قاموا بتذوّقها. طعم هذه الأصناف الفريدة من النبيذ ورائحتها تشبه أحيانًا طعمات وروائح معروفة لكم فعلًا أو قد تكون مختلفة تمامًا. يتعلّق ذلك بكل صنف وبمنطقة نموّه، وبالتركيبة الجينيّة الخاصّة بكل صنف. فبعضها الجاف بطعم مرّ، والبعض الآخر بطعم حلو نوعًا ما.
أصناف خاصّة، أمثال: "پينوتاج"، "مرسلان"، "تيمپرانيلو"، "مالبِك"، "أرانز"، "غريلو" - هي جزء من أسماء هذه الأصناف، حيث تندمج معهم، أحيانًا، أصناف معروفة أكثر، مثل: "پيتي ڤيردو"، والذي يظهر عادةً بمزيج مع نبيذ "بوردو" بنسبة تصل حتى 7% تقريبًا، كنوع من التوابل ولتقوية صبغة اللون. إلّا أنّه في البلاد، على سبيل المثال، والتي لا يوجد فيها رقابة وتقاليد صارمة، من الممكن أيضًا إنتاج صنف نبيذ طبيعي تمامًا من "پيتي ڤيردو"، حيث يعشق المتذوّق هذا النوع الجديد والمميّز من النبيذ.
إنّ جزءًا من بين هذه الأصناف المميّزة، لاقى رواجًا ونجاحًا خارج دولة المنشأ. "مالبك" على سبيل المثال منشأه في فرنسا، إلّا أنّ له اسم مختلف هناك، وفي الواقع وإن لم يعترف الفرنسيّون بذلك، فإنّ الأرجنتين هي المسؤولة الأساس عن تطوير وتحسين هذا الصنف لتحويله لصنف دوليّ خاص بها، يمكن أن نجد منه في البلاد أيضًا.